المحتوى الرديء سيحرم آلاف صناع المحتوى الهادف من مصدر رزقهم وعملهم لا حديث في الأيام الأخيرة في أحاديث الشباب سوى عن منع تطبيق "تيك توك"، خاصة الذين يستخدمون المنصة في تسويق منتجاتهم، أو الترويج لمشاريعهم، أو صناع المحتوى الذين يتخذونه مهنة ومصدر للدخل. وهناك حملة دولية تستهدف حظر هذا التطبيق أو على الأقل وضع قوانين تؤطره، إذ أصبح الأمر جديا في أمريكا، بعد موافقة مجلس الشيوخ بأغلبية ساحقة على حظر التطبيق في أمريكا، الأمر نفسه بدأ في المغرب، إذ وصل الموضوع إلى البرلمان، وطالب برلمانيون من وزير الشباب التدخل للحد من عدد من الظواهر السلبية على هذا التطبيق. ويتخوف عدد من الشباب، سواء الذين ينتجون محتويات على المنصة، أو الذين يستهلكون تلك المحتويات، أو ينشطون بالمشاركة أو عمليات البث المباشر، ويفتحون فيها نقاشات، سواء معرفية وثقافية، أو ترفيهية بهدف التسلية، من الحملة الدولية التي تستهدف التطبيق الصيني، الذي تعاظمت أدواره في السنوات الأخيرة، وأصبح يهدد منصات التواصل الاجتماعي التقليدية. وما يجعل الشباب متخوفين أكثر من حظر المنصة، هو تركيز جزء كبير منهم في الأشهر الأخيرة على هذا التطبيق، وإهمال المنصات الأخرى، بسبب ما يقدمه هذا التطبيق من امتيازات مالية، عبر الهدايا التي يتلقاها صاحب الحساب، عكس المنصات الأخرى، التي لا تقدم عائدات مالية، ويكتفي الناشطون عليها بالإشهارات، إذا ما عرضت عليهم. وما يزيد من تخوف الشباب المغاربة، الذين راهنوا على هذه المنصة، هو الخلافات السياسية التي تقف وراء هذه الحملة، إذ لا يتعلق الأمر بالدرجة الأولى بالميوعة أو التفاهة التي تنتشر على التطبيق، بل هناك مشاكل أعمق بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، وهو ما سيؤثر على مستخدمي التطبيق من الشباب في باقي الدول. وتتحجج النخبة السياسية بأمريكا، باختراق الصين للشباب الأمريكي عبر هذا التطبيق، إذ تستطيع من خلاله التأثير على توجهاتهم، من خلال إعدادات التطبيق، ونوعية المحتوى الذي تشجعه، ناهيك عن الكم الكبير من المعطيات الشخصية التي تحصل عليها بناء على استخدامهم للتطبيق. وستؤثر هذه الصراعات على المغاربة، الذين يجنون الأرباح من هذه المنصة، من خلال الدعم الذي يتلقونه من متابعيهم، والمقاولين الذين يستغلون وجود عدد كبير من المتابعين على المنصة، من أجل تسويق منتجاتهم، خاصة أن هناك استعدادا وقابلية لدى جزء كبير من الرأي العام المغربي، الذي يرغب في حظر التطبيق أو تقنين نشاطه على الأقل، بسبب الظواهر التي انتشرت فيه أخيرا، من تحرش وتسول وتلفظ بالكلام النابي والتعري وغيرها. عصام الناصيري