فرصة لا تعوض للراغبين في تنمية قدراتهم المعرفية والمهنية والبدنية تحول التجنيد الإجباري من هاجس يخيف الشباب، إلى فرصة لا تعوض، بعدما لمس المجندون ثمارها على أرض الواقع، إذ لم يعد الشباب يتخوفون منها، بل يتطلعون إلى الاستفادة من هذه الفرصة، التي يستفيد الفائز بها من مهارات كثيرة، معرفية ومهنية وبدنية، ناهيك عن منحة مالية وتغطية صحية. وانطلقت عملية الإحصاء الخاصة بالخدمة العسكرية، قبل أيام، ويرتقب أن تنتهي نهاية أبريل المقبل، بهدف تجنيد دفعة أخرى من الشباب، الذين أصبحوا يقبلون عليها، بالنظر إلى المسارات التكوينية التي تتيحها للمستفيدين، وأهدافها المتمثلة في تطوير القدرات المعرفية والمهنية والخضوع لتداريب بدنية وعسكرية، ناهيك عن الأجرة والتغطية الصحية والتأمين. ويستفيد من فرصة التجنيد الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 19 سنة و25، مع وجود إمكانية لاستدعاء الأشخاص الذين تجاوزوا 25 سنة، والذين تم إعفاؤهم في السابق، إذا ما زال سبب إعفائهم. ومن أجل الاستفادة من فرصة الولوج إلى الخدمة العسكرية، هناك طريقتان، الأولى أن يتم استدعاء الشخص من قبل المصالح المختصة، أو أن يقوم بشكل تطوعي بملء استمارة خاصة بالخدمة العسكرية، وبعد ذلك يتم فحص الاستمارات وتحديد عدد الأشخاص المستفيدين حسب كل إقليم. ولم تعد أهداف الخدمة العسكرية فقط تشمل التدرب على السلاح فقط، تحسبا لحرب محتملة، لكن يتعلم فيها الشاب عددا كبيرا من المهارات المعرفية والمهنية، حسب ميوله، ما يؤهله لسوق الشغل، بعد الانتهاء من هذا الواجب الوطني. ويدوم هذا التكوين الميداني 12 شهرا، إذ يستفيد فيه المجند في الأشهر الأربعة الأولى من تكوين أساسي عام وتكوين عسكري، في حين تخصص الأشهر الثمانية الأخرى المتبقية، لتكوين متخصص لتطوير كفاءة المجند المهنية، والتي تؤهله في ما بعد إلى ولوج سوق الشغل بشكل سلس. وبالإضافة إلى المهارات المعرفية والمهنية والتكوين العسكري الذي يستفيد منه المجند، فإن الخدمة العسكرية مدرسة عتيدة يتعلم فيها الشخص قيم الانضباط واحترام التراتبية، ويلقن قيم وروح المسؤولية والالتزام، ويفهم التحديات والمشاكل التي تواجهه وتواجه مجتمعه. وهناك بعض الشباب الذين يرغبون في تغيير واقعهم، خاصة الذين غادروا الدراسة وأصبحوا عاطلين، وبعضهم يسقط في الإدمان، ولا يجدون نظاما أو مؤسسة تساعدهم على الانعتاق من تلك الوضعية، وتعتبر الخدمة العسكرية أفضل وسيلة لتحقيق هذه الغاية. عصام الناصيري