السلطات أخلت قصبة مولاي الحسن وباشرت العملية بدوار «السيمي» في انتظار دور دوار البورصي قطعت السلطات بفاس أشواطا مهمة في جهودها لإفراغ آخر الجيوب الصفيحية، بما فيها حيان بمدخل طريق إيموزار، شكلا نقطة سوداء تشوه المنظر العام. وتباشر إعادة توزيع قاطني دور الصفيح بهما وبغيرهما، بمواقع مختلفة في إطار محاولات القضاء النهائي على الأحياء الصفيحية، خاصة بمقاطعة أكدال القلب النابض للمدينة. وشرعت السلطات في توزيع البقع الأرضية على قاطني دوار "السيمي" القريب من عدة مؤسسات ومصالح مختلفة بحي الأطلس، بعدما هدمت منازل صفيحية استقروا فيها عقودا طويلة منذ نبت الحي على هامش ثكنة عسكرية، لتمكينهم من سكن لائق يضمن كرامتهم وإعطاء نفس جديد لجهود رسمية، للحد من انتشار السكن غير اللائق. وشرع في عملية هدم تلك البراريك والأكواخ والمنازل العشوائية، على أساس إعادة تهيئة الفضاء وتأهيله ليصبح عبارة عن تجزئة سكنية تحتضن 68 بقعة أرضية بمساحة 120 مترا مربعا، توزع على المستفيدين من إعادة الإيواء من سكان هذا الحي الصفيحي الأقدم بطريق إيموزار، كما قصبة "مولاي الحسن" القريبة والمفرغة. وستستفيد 3 أسر من كل بقعة في المساحة المهدمة براريكها، على أساس استفادة كل أسرة من شقة واحدة ودكان، فيما باشرت السلطات والمنتخبون إجراء القرعة بين المستفيدين حتى تكون العملية أكثر عدلا وتمر في ظروف سلسة ودون مشاكل أو احتجاجات، على غرار إفراغ القصبة المجاورة من مئات القاطنين داخلها وخارجها. إفراغ سكان القصبة التاريخية جاء بعدما أصبحت الكثير من المنازل والجيوب الصفيحية مهددة وتشكل خطرا على قاطنيها، الذين توصلوا بقرارات موقعة من طرف كاتب عام العمالة والنائب الأول لرئيس الجماعة، تشدد على ضرورة إخلائهم تلك المباني ونسبة كبيرة منها تاريخية، قبل مباشرة العملية ميدانيا وإخلائها بالكامل من سكانها. وقالت السلطات بعد إفراغ القصبة، إنها ستخضعها إلى الترميم، بعدما تم تعويض السكان بملك الدولة الموضوع رهن إشارة الحامية العسكرية، إذ تسلموا قطعا أرضية جاهزة لإعادة إيوائهم بتجزئة الزهور بحي زواغة، على أساس استفادة كل أسرتين من بقعة أرضية واحدة من 80 مترا مربعا تبنى عليها عمارة من سفلي وطابقين. وأخلت السلطات بفاس كليا قصبة مولاي الحسن بعد لقاءات وحوارات ماراتونية مع القاطنين، قبل شروعها في عملية مماثلة بدوار "السيمي"، من خلال استعمال جرافة لإزالة المنازل القصديرية، في انتظار استكمال هدم أحد أضخم أحياء الصفيح، وهو دوار البورصي الموجود على مشارف فاس بتراب أولاد الطيب. وأعلن المجلس الجهوي ضمن خارطة طريق تنمية الجهة، عن تخصيص 14 مليون درهم ضمن الملحق الثاني من برنامج مدينة فاس، لاستكمال برنامج مدن بدون صفيح، واحدا من 4 مشاريع للسكنى والتعمير أطلقها بغلاف مالي إجمالي يقارب 113 مليون درهم، 60 مليون درهم منها مساهمة من جهة فاس مكناس. حميد الأبيض (فاس)