بوعلام: التضخم يضغط على الاستهلاك

الباحث في التدبير أكد أن المهن الموسمية لرمضان توفر آلاف مناصب شغل جديدة أكد عبد العزيز بوعلام، أستاذ التدبير بجامعة شعيب الدكالي بالجديدة، أن ارتفاع مؤشر المواد الغذائية سيكون له تأثير على القدرة الشرائية للمستهلك، خلال رمضان. ودعا بوعلام في حوار مع "الصباح، إلى التفكير في تأطير وتكوين المهن الموسمية المرتبطة برمضان، بهدف دمجها بشكل تدريجي في الاقتصاد المهيكل، لتصبح بدورها مساهمة في إنعاش دخل الأسر. في ما يلي نص الحوار: مع قرب رمضان تنتعش الحركة التجارية في الأسواق. هل يمكن الحديث عن تأثير لظرفية الغلاء والتضخم على استعداد الأسر لهذا الشهر؟ > بالفعل، يؤثر التضخم بشكل كبير على معيشة الأسر المغربية في الأيام العادية، فما بالك بشهر رمضان، الذي يحتل مكانة خاصة في نفسية المغربي، فمؤشرات المندوبية السامية للتخطيط في آخر إحصائياتها تشير الى ارتفاع مؤشر المواد الغذائية بـ 11 في المائة، مقارنة بسابقتها. وبخصوص مؤشر المواد غير الغذائية، فقد ارتفع بدوره بـ 9.3 في المائة مع اختلاف طفيف من مدينة إلى أخرى. إذن هذا الارتفاع سيؤثر لا محالة على القدرة الشرائية للمستهلك. تزداد كلفة مائدة رمضان وتثقل ميزانية الأسر. ما هي كلفة مائدة أسرة متوسطة، وهل يمكن الحديث عن إفراط وهدر في التدبير؟ > حسب المندوبية السامية للتخطيط، فإن عدد الأسر يعرف تناميا طفيفا من سنة إلى أخرى، بينما حجم الأسر يعرف تراجعا ملحوظا، منتقلا من 4.6 أشخاص في 2014 إلى 3.2 أشخاص في 2050، إذا افترضنا أن أسرة متوسطة تتكون من أربعة إلى خمسة أشخاص بكلفة مائدة تقدر بـ 100 درهم يوميا. فهذا يطرح أكثر من تساؤل على مستوى دخل هاته الأسر شهريا، وكيفية توزيعه وعلاقته بالدخل الأدنى.. ويمكن القول إن الإفراط في الاستهلاك يميز هذا الشهر، نظرا لعدة عوامل منها ما هو اجتماعي، وثقافي، ونفسي...ومن منظوري المتواضع، باعتباري باحثا اقتصاديا، يجب على المستهلك الانضباط والالتزام بالممارسات السليمة والحسنة على مستوى تدبير الدخل اليومي أو الشهري، حسب طبيعة الأسرة. كذلك، لا بد من الإشارة إلى تعلم ثقافة استهلاكية، تتميز بمعرفة المنتوجات البديلة، والتي يمكن أن تعوض على المستوى الغذائي ذات الثمن المرتفع، هنا يمكن التخلي، ولو لمدة معينة عن المنتوجات، التي تعرف ارتفاعا في الأثمنة خلال رمضان. لا يقف الرواج في رمضان عند المواد الغذائية، بل تنشط أيضا مهن خاصة باللباس التقليدي، خاصة بالمدن العتيقة. ما هو حجم هذا النشاط ودوره في إنعاش مهن الصناعة التقليدية؟ > صحيح أن شهر رمضان، يتميز بظهور مهن جديدة خاصة باللباس التقليدي، بل إن المبيعات ترتفع بشكل كبير لدرجة يتم التحضير لهذا الشهر على طول السنة، إضافة إلى أن بيع اللباس التقليدي، أصبح يعرف تطورا على مستوى منصات التواصل الاجتماعي، باعتبارها وسيلة للتسويق نظرا لفعاليتها. ولا بد للإشارة أن غرف الصناعة التقليدية بمجموعة من الجهات تنظم معارض لمناسبة شهر رمضان، لتشجيع التعاونيات والجمعيات في هذا الإطار. وهنا تجب الإشارة إلى أن السلطات الوصية مطالبة أكثر مما سبق بتأهيل وتحديث المدن العتيقة، بجميع المدن لإعطائها الإشعاع اللازم، ما سيجعلها تشكل قبلة على المستوى السياحي، داخليا وخارجيا، لتلعب هذا الدور في إنعاش مهن الصناعة التقليدية. تنشط مهن موسمية خاصة في رمضان، تساهم في توفير مناصب شغل لآلاف المغاربة. كيف تقيمون مساهمة هذه الأنشطة في إنعاش دخل الأسر؟ > كما سبقت الإشارة، فهناك عدة مهن موسمية تظهر بمناسبة هذا الشهر، كإعداد الحلويات والعجائن، وبيع السمك، الذي يستهلك على نطاق واسع خلال رمضان. كل هاته المهن الموسمية، سواء تم تسويقها بشكل تقليدي أو على مستوى وسائل التواصل الاجتماعي، فهي في أغلبها لا تكلف الكثير بالنسبة إلى حامليها، الشيء الذي يشجع على توفير فرص شغل جديدة. وفي هذا الباب وتنظيما لهذه المهن، يجب التفكير في بلورة حلول كبناء الأسواق النموذجية، الشيء الذي سيساعد، لا محالة على ضمان استمراريتها، وبالتالي خفض نسبة البطالة. كذلك يجب التفكير في تأطير وتكوين هاته الفئات، بهدف دمجها بشكل تدريجي في الاقتصاد المهيكل، لتصبح بدورها مساهمة في إنعاش دخل الأسر. يعرف رمضان ارتفاعا في مستوى الاستهلاك، ما يؤثر على ميزانية الأسر، التي تضطر إلى الاقتراض. هل ترون أن هناك إفراطا وهدرا مبالغا فيه يحتاج إلى مراجعة؟ > هنا يجب التمييز بين الأسر التي لها سهولة الولوج للاقتراض والأسر التي تجد صعوبة في الولوج إليه. بالنسبة إلى الفئة الأولى، وحسب آخر الإحصائيات، فنسبة اقتراض الأسر تجاوزت 30 في المائة، مقارنة بالناتج الداخلي الخام، وهي نسبة كبيرة مقارنة بدول أخرى. أما بالنسبة إلى الأسر التي تجد صعوبة في الولوج إلى الاقتراض فنجدها تلجأ إلى حلول ترقيعية، مثل ما يسمى بـ "القرعة " أو الاقتراض العائلي لسد احتياجات هذا الشهر. كل هاته الوسائل تنعكس سلبا كما سبق أن أشرنا، وهو الشيء الذي يحتاج مراجعة فهم المستهلك لرمضان كشهر ذي أبعاد دينية وتضامنية. تداعيات داخلية وخارجية تعرف الأسواق ارتفاعا في أسعار مختلف المواد ذات الاستهلاك الواسع. هل تتوقعون أن يكون لذلك تأثير على حجم تسوق الأسر؟ > أكيد، فتداعيات التضخم داخليا وخارجيا، ما زالت تلقي بظلالها على أسعار السوق الوطنية، وبالتالي على القدرة الشرائية للمستهلك المغربي، أضف إلى ذلك، تأثير الجفاف على الأسر ذات الدخل المحدود، خاصة بالعالم القروي، حيث الاعتماد على الفلاحة هو السبيل الوحيد. لهذا، يجب التفكير مليا في إيجاد آليات لمساعدة الأسر المعوزة، وهنا نشيد بدور مؤسسة محمد الخامس للتضامن في هذا الجانب. في سطور - أستاذ باحث في الاقتصاد - رئيس شعبة التدبير، والقانون والتواصل بجامعة شعيب الدكالي بالجديدة - أستاذ بالمدرسة العليا للتكنولوجيا بسيدي بنور - مؤلف كتاب Le management public au Maroc : de la réglementation à la performance أجرى الحوار: برحو بوزياني

بوعلام: التضخم يضغط على الاستهلاك

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

محلات العطارة تضاعف المداخيل

قتيلان وجريح في حادث بتازة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات