هاتف عامل الحي الحسني يستنفر شرطة البيضاء

كثيرة هي الهواتف التي تسرق من أصحابها في العاصمة الاقتصادية، وقليلة هي تلك التي تحرك مصالح الأمن بمثل ما تحركت به، منذ الاثنين الماضي، ساعة الإبلاغ عن سرقة هاتف من نوع خاص، تحتوي ذاكرته على معطيات شخصية وأرقام موظفين سامين ووزراء ورؤساء مصالح خارجية وغيرهم كثير. ليست العبرة بالقيمة المالية للهاتف، بقدر ما هي لقيمة الشخص الذي سرق منه ومدى أهميته في المجتمع، فالأمر يتعلق هنا بعامل الحي الحسني، التي عينت مطلع السنة الجارية، على رأس عمالة مقاطعة الحي الحسني مسقط رأسها ومنطلق مسارها الدراسي.مسرح الجريمة، لحسن حظ مصالح الأمن بالحي الحسني، كان خارج النفوذ الترابي للعمالة، وإلا كانت مساءلتهم كبيرة، وتهاونهم أكبر. فالواقعة حدثت الاثنين الماضي، فاتح دجنبر، في نفوذ زميلها كريم قسي لحلو، أي داخل تراب عمالة آنفا.نزلت العامل من سيارتها وتركت السائق خلف المقود، وترجلت إلى شباك أوتوماتيكي من أجل سحب بعض المال لقضاء حاجياتها، وفي تلك اللحظة باغتها لصان، تبين أنهما كانا يتربصان بالمكان ويبحثان عن فريسة سهلة الإيقاع، فبدت لهما وهي تمسك هاتفها الذكي. باغتها أحدهما، فيما الآخر ظل ينتظر بالقرب منه على متن دراجته النارية. قاومت، وتلفظت ببعض العبارات التي أظهرت أنها من طينة صلبة، لكن ذلك لم يسعفها، وتمكن الجاني من الهاتف لينطلق كالسهم خلف سائق الدراجة النارية، ويختفي الجانيان، دون أن يتحرك السائق الذي ظل مشدوها أمام سرعة العملية التي لم تستغرق إلا بضع ثوان.لحظة حرج وشعور بما يشعر به المئات من الضحايا الذين يعترض سبيلهم يوميا، بالطريقة نفسها وتسلب منهم حاجياتهم، قبل أن تسترجع العامل قواها وأنفاسها، لتنطلق في الاتصال والإبلاغ عما تعرضت له.العملية تمت مساء، ورغم استنفار شرطة المداومة جهودها، لم تفلح في فك اللغز ولا تحديد هوية الجانيين، لتدخل الشرطة القضائية على خط الأبحاث، وتستعين بالخدمات الرقمية وغيرها، ليتم بعد أقل من يومين، تحديد موقع هاتف عامل الحي الحسني ومستعمله.يوم الخميس الماضي، فاجأت عناصر الشرطة القضائية مستعمل الهاتف، ليتبين أنه اقتناه من شخص آخر، وجرى البحث عن الأخير إلى أن أوقف بدوره، فيما شريكه ظل خارج التغطية ولم تطله أيادي الأمن، كل ما في الأمر أن هويته وموطن إقامته حددا.جرى الاستماع إلى «مسخوط الوالدين» الذي لم يجد إلا هاتف العامل ليسرقه وتسبب في غليان واستنفار بمصالح أمن آنفا. وبعد انتهاء الحراسة النظرية، أحيل المتهمان المعتقلان على النيابة العامة، إلا أن سوء حظهما رفع حجم الجريمة، وتمت ملاءمتها على أساس جناية، رغم أن العديد من الحالات المماثلة تحال على القضاء الجنحي بعين السبع، وبعضها يكون مقرونا ليس فقط باستعمال دراجة نارية، بل بالتهديد واستعمال السلاح الأبيض!التساؤلات التي طرحها المتتبعون، تمحورت أساسا حول مبدأ المساواة بين المواطنين، في الاستفادة من الخدمات نفسها التي استفادت منها العامل لحل لغز جريمة السرقة التي تعرضت لها، رغم أنها سرقة زهيدة حسب تصنيف المشرع والداخلية معا، بالنظر إلى قيمة الشيء المسروق. ثم هل كل الشكايات تستنفر القوات الأمنية بالطريقة نفسها التي حدثت بين الاثنين والخميس الماضيين؟ أسئلة وأخرى تسائل المسؤولين وتفتح من جديد واقع جرائم اعتراض السبيل والنشل وغيرها من الجرائم العلنية التي تثير الهلع في النفوس.مصطفى لطفي

هاتف عامل الحي الحسني يستنفر شرطة البيضاء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"البام" يعلق عمل الأمانة الإقليمية بتطوان

وفاة غامضة لمسؤولة بشركة للسيارات بالبيضاء

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات