شباب يشتغلون عن بعد ويحققون عائدات مالية مهمة في مهن المستقبل لم تعد فئة كبيرة من الشباب المغاربة تعتمد على السوق المغربية للعمل وكسب المال، وتطوير مهاراتها وبناء مستقبلها المهني فحسب، بل أصبح بإمكان هذه الفئة العمل في جميع أسواق الشغل الدولية، بعدما تعلمت حرفا ومهنا مطلوبــة فـــي جميــع أســواق الكوكب. وهناك مجموعة من الأشخاص، يعتقد البعض أنهم دون شغل، لكنهم يحققون مكاسب مالية أعلى بكثير مما يحققها الموظفون في قطاعات مختلفة، إذ يعملون عن بعد مع شركات من أمريكا وأوربا وكندا، دون الحاجة إلى السفر إلى تلك الدول، بل يؤدون مهامهم عن بعد، ويحصلون مقابل ذلك على أجور عالية بالعملة الصعبة. وكل هذه المهن الجديدة لا يحتاج تعلمها إلى مدرسة عليا، أو الخضوع لتكوين أكاديمي، بل يكفي تعلمها على الأنترنت، والعمل بها بواسطته، وهي تخصصات كثيرة، ومجالات واسعة، إذ أن كل تخصص يضم عددا كبيرا من المهن. ويعمل الشباب في البرمجة وتطوير البرامج والتطبيقات والمواقع، بمختلف المهن المرتبطة بها، كما يعملـون في الأمن السيبراني والتسويق والتجارة الإلكترونيــة، والترويج لبعض السلع على المنصات، وإدارة الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، وغيرها من المهن، التي لا تتطلب سوى تعلم المهارة، والتوفر على جهاز حاسوب وأنترنت. وتختلف المكاسب المالية حسب المهنة، ومستوى الشخص، وحجم الخدمات التي يؤديها للمتعاقدين معه، إذ هناك من تتراوح أرباحه ما بين 1000 دولار أمريكي و3 آلاف شهريا، وهناك أشخاص متفوقون يمكن أن تصل أرباحهم إلى 10 آلاف دولار أو 15 ألفا، حسب درجة إتقانهم للعمل وطبيعة المجال الذي يشتغلون فيه. وكل المجالات التي سبق ذكرها، عادية وقانونية، ويشتغل فيها كثيرون دون أي إشكال، وبالمقابل هناك بعض المجالات التي يمكن أن يكسب فيها الشخص الأموال، لكنها ليست قانونية، ويمارسها أيضا بعض الشباب المغاربة، مثل بيع حسابات "إي بي تيفي"، لكن عدم تشدد السلطات المغربية في محاربة هذا النشاط جعل ممارسته أمرا عاديا، عكس بعض الدول التي تحاربه بشدة. ويحتاج العمل على الأنترنت إلى الكثير من الجهد والتطور المستمر، لأنه في كل مرحلة يظهر مجال جديد، ويكسب منه الشباب أموالا كثيرة، لكن مع الوقت يمكن أن يتراجع، أو أن تغلق الشركات والمنصات المهتمة به، وبالتالي يمكن أن يسقط الشخص في البطالة، وهو ما يفرض الاهتمام بالجديد وتطوير الذات يوما بعد آخر. عصام الناصيري