أعلنت شركتا "رافاغو "و"ريبسول"، أخيرا، عن افتتاح مصنع جديد لمكونات السيارات بالمنصة الصناعية طنجة المتوسط، متخصص في إنتاج الأجزاء البلاستيكية للسيارات. وجرى حفل افتتاح المصنع، الذي يقع بمدينة معدات السيارات (طنجة أتوموتيف سيتي)، بحضور رياض مزور، وزير الصناعة والتجارة، والقنصل العام لإسبانيا بطنجة، ومسؤولي مجموعة طنجة المتوسط، وممثلي الإدارات العمومية وفاعلين اقتصاديين. وتتخصص الوحدة الصناعية الجديدة، التي تمتد على مساحة 24 ألف متر مربع، في صناعة وإنتاج مكونات "البوليبروبيين"، الذي يعتبر إحدى المواد التقنية الأكثر استخداما في قطاع السيارات، علاوة على مكونات "البولياميد" و"البوليبوتين بولياميد تيريفثاليت"، ومركبات "البولي أميد" والسبائك. وستمكن هذه التوسعة الشركة من تلبية طلب الزبائن المحليين، وبالخصوص مصنعي السيارات، مثل مجموعة "رونو" و"مجموعة ستيلانتيس"، اللتين تدعمان المشروع منذ انطلاقه. ويعتبر استثمار "ريبسول ورافاغو" في هذا المصنع، البالغ 20 مليون أورو، إجراء إستراتيجيا يستهدف دعم التوسع الدولي للمجموعتين بفضل منتجات ذات قيمة مضافة عالية موجهة لصناعة السيارات. ويرتقب أن تصل القدرة الإنتاجية إلى 18.500 طن سنويا، موجهة للتصدير للأسواق الأوربية بالأساس، مع إمكانية زيادة هذه الطاقة في المستقبل. وأكد مزور، في تصريح للمناسبة، أن افتتاح هذا المصنع هو "حلقة جديدة في تطوير المنظومة الصناعية الوطنية التي تعرف نجاحا وتطورا كبيرين، والتي وصلت إلى مستوى رفيع من الجودة والتنافسية، مبرزا أن المصنع متخصص في صناعة "البوليبروبيلين"، الذي يعتبر المكون الأساسي في العديد من الأجزاء البلاستيكية التي تدخل في صناعة السيارات. وسيلبي المصنع تقريبا 30 في المائة من حاجيات قطاع صناعة السيارات الوطنية، وتعتبر هذه الوحدة الإنتاجية ثمرة شراكة بين رائدين عالميين في المجال، رائد إسباني في تطوير هذا النوع من "البوليميرات" ورائد بلجيكي في مجال إعادة تدوير المواد البلاستيكية، ويتعلق الأمر بـ"ريبسول" و"رافاغو". وأكد مزور أن مصنع طنجة من "شأنه تقوية تنافسية منظومة صناعة السيارات بالمغرب، وتعزيز توجه الصناعة الوطنية نحو الاستدامة". من جهته، صرح أنطونيو بورتيلا، مدير "البولي أوليفينات" بشركة "ريبسول" أن "تعاوننا مع "رافاغو" في المنطقة، يسمح لنا باندماج أمثل في سلسلة قيمة قطاع السيارات المحلي بالمغرب"، مضيفا أننا "سنواصل الاستثمار في مواد صناعة السيارات، وزيادة طاقتنا الإنتاجية، لتقديم خدمة مثلى لإنتاج الأجزاء اللازمة للنماذج المجمعة في مصانع طنجة والقنيطرة والبيضاء". وقال "نعتقد أن هذه الشراكة ستمكننا من تعزيز حضورنا في المنطقة، وتزويد زبنائنا بمواد عالية الجودة، لتلبية احتياجاتهم في قطاع السيارات". من جانبه، أبرز أحمد بنيس، المدير العام لطنجة المتوسط للمناطق، أن استقرار مشروع "ريبسول-رافاغو" بالمنصة الصناعية طنجة المتوسط، يدل على مواصلة الالتزام بزيادة معدل الاندماج المحلي لصناعة السيارات، مضيفا أن "هذه المبادرة، تجسد عزمنا على المساهمة بفعالية في تحسين تنافسية منظومتنا الصناعية". واعتبر مانويل غايو، المدير التجاري بشركة "رافاغو" للتصنيع بمنطقة أوربا، أن "الأمر يتعلق بمرحلة رئيسية في إستراتيجية نمو "رافاغو" في مجال المكونات البلاستيكية، مع مواصلة مواكبة زبائننا، في ما يخص الحلول لتلبية متطلباتهم المتزايدة". ويستفيد المصنع الجديد من قربه من المجهزين الأساسيين في قطاع السيارات، سيما المستقرين بالمنصة الصناعية لطنجة المتوسط، إلى جانب البنيات التحتية اللوجستيكية المتوفرة لتسهيل الولوج المباشر إلى الأسواق الدولية. وتعتبر "ريبسول" مجموعة عالمية متعددة الطاقات، تقود عملية الانتقال الطاقي، وتتطلع لبلوغ صافي الانبعاثات الصفري بحلول 2050، وهي توجد على طول مسار سلسلة قيمة الطاقة، وتشغل 24 ألف شخص في العالم، وتوزع منتجاتها في حوالي 90 دولة. أما مجموعة "رافاغو"، فمنذ إنشائها في 1961، وهي تعمل في خدمة توزيع وإعادة بيع وتصنيع مكونات السيارات وإعادة تدوير المواد البلاستيكية. وتتوفر على 19 مصنعا لإعادة التدوير، وتصنيع المكونات بقدرة سنوية إجمالية تزيد عن مليون طن متري.