“نوضح ليك” يفجر حقل ألغام الاغتصاب

حلقة بوقع الصدمة والفاجعة تلك التي وقّع عليها برنامج «نوضح ليك» للزميلة شروق غريب، وبثت بعد زوال أول أمس (الاثنين) على إذاعة «أطلانتيك». الحلقة التي ناقشت موضوع اغتصاب الأطفال، وهو الموضوع الذي صار يحظى باهتمام خاص من طرف العديد من وسائل الإعلام وتناسلت الجمعيات والهيآت الحقوقية التي نذرت نفسها لتفجير مناطق الطابو في هذا الموضوع، (الحلقة) لم تكتف فقط بالمقاربات النظرية الفوقية، وتجميع آراء عامة تتوحد في تجريم هذا الفعل، بل سافرت بالمستمع إلى عمق فظاعات فعل الاغتصاب والآثار النفسية والجسدية التي يخلفها على الضحايا.الجديد في حلقة برنامج الزميلة شروق، أنها استضافت حالة طفل ضحية اغتصاب وتخدير، واتته الشجاعة والجرأة النفسية ليتحدث عن حالته بنبرة من صقلته فواجع الحياة، رغم أنه لم يتجاوز التاسعة من عمره، وصار يتحدث بلغة البالغين وهو يحكي عن الطريقة التي تعرض بها للاغتصاب والتخدير على يد جارهم الكهل بمساعدة خمسة أشخاص آخرين، اعتادوا «التناوب» على الطفل الصغير مذ كان في السابعة من عمره، بعد أن يخدروه بمخدرات صلبة، طيلة سنتين، دون أن يجد الضحية في نفسه القدرة، تحت التهديد من قبل المغتصبين، على البوح بما يتعرض له، لتكون النتيجة، بعد انفضاح الأمر، هي حالة طفل مثقل بأفظع الاعتداءات: جسد مغتصب وعروق تجري فيها دماء مخدرة ومشبعة بالكوكايين. الملف ما زال معروضا على القضاء واثنان فقط من المتهمين من يقبعان خلف القضبان في انتظار استكمال التحقيق والبحث في هذه القضية التي تشكل وجها، من الأوجه العديدة التي يحبل بها مجتمعنا، ويحرص البعض على سترها بالبراقع والترفع والتجاهل.وفي المقابل طفل صغير رفقة أمه يجاهدان، بمفردهما، في غياب الأب بسبب الطلاق، لتجاوز الآثار النفسية والجسدية، والطفل يتحدث بثقة الكبار عن تفاصيل مأساته، قبل أن يتخذ صوته نبرة حزينة ومؤثرة وهو يقول «تعداو علي بزاف.. وأنا الآن أتحدث باش ناخذ حقي...».تفاصيل القضية تفجرت نهاية غشت الماضي بعد أن اكتشفت الأم أعراضا جسدية غريبة بدأت تظهر على جسد طفلها، الذي كابد من أجل التكتم على فاجعته الفردية طيلة سنتين، قبل أن ينقلب سلوكه إلى نوع من العدوانية تجاه المحيط القريب منه خاصة إخوته وأمه ليتبين أن الطفل قد ناء بحمله ولم يعد بإمكانه مداراة المزيد.جزء صغير من هذه القصة، التي ما خفي منها كان أفظع، كانت كافية لتحرك في المستمعين تعاطفا واسعا مع الضحية ووالدته اللذين كانا يحكيان بعفوية عن مأساتهما المشتركة، وإصرار الأم على مساعدة ابنها على تجاوز محنته بما تيسر لها من الوسائل القليلة المتاحة أمامها بفعل ضيق ذات اليد، بعد أن وجدت أن أقصى ما يحلم به ابنها هو إيجاد سكن بديل عن المكان الذي يسكنون فيه، بعد أن ضاق ذرعا بمضايقات أترابه. وحضرت في الحلقة المقاربة النفسية والاجتماعية من خلال الدكتور عثمان لورابي الذي تحدث عن ضرورة المواكبة والمتابعة الدقيقة لهذه الحالة حتى يتمكن الضحية من تجاوز وضعيته، كما أن جل مداخلات المستمعين، عبر الهاتف، سارت في اتجاه المطالبة بالضرب بقوة على أيدي المغتصبين، واتخاذ إجراءات زجرية قاسية تحول دون استفحال هذه الظاهرة التي بدأت تنكشف ملامحها، بعد أن كان الجميع يتواطأ على سترها، محملين جزءا من المسؤولية إلى الجهاز القضائي الذي مكن الكثير من المجرمين من الإفلات من العقاب القاسي.عزيز المجدوب

“نوضح ليك” يفجر حقل ألغام الاغتصاب

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بنكيران يقبل طلب النقابات باستئناف الحوار

محاكمـة متسلـق فيـلا كولونيـل ماجـور

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات