هكذا يهيئ النظام الجزائري لعزل غالي

يقدم دعما للحبيب محمد عبد العزيز المتحكم في مهربي المخدرات والمحروقات بقلم: الفاضل الرقيبي يثير دفع جنرالات الجزائر بالابن الأصغر لزعيم "بوليساريو" السابق، لحبيب محمد عبد العزيز إلى الواجهة، العديد من التساؤلات، خصوصا بعدما أصبح واضحا للسكان التدخل المباشر لقطاع تندوف العسكري من أجل توسيع دائرة نفوذه في المخيمات، وتطوير شبكة علاقاته بالأجهزة الجزائرية، الأمنية منها والسياسية، الأمر الذي لم يستسغه حلفاء إبراهيم غالي ومقربون منه، الذين يعاينون يوميا تكرار زيارات وفود قبلية للحبيب محمد عبد العزيز، وهو ما يعتبرونه محاولة جزائرية لقلب الطاولة على العجوز "غويلي" ورفاقه، بعد تفتت نواة "بوليساريو" الصلبة بوفاة أغلب قادتها المؤثرين، وهو ما جعل النظام الجزائري يبحث عن بدائل حقيقية من أجل إخراج هذا التنظيم من حالة الفوضى والانشقاق التي يعيشها في السنوات الأخيرة، بعدما تيقنوا بأن زعماء الرابوني الحاليين لا يستطيعون إيجاد بدائل لسد الفراغات في التنظيم السياسي للجبهة. رغم إجماع سكان المخيمات على أن لحبيب ليس مؤهلا للعب دور المنقذ، الذي يمكنه إيجاد مخرج آمن من مسلسل تفتت "بوليساريو" المتسارع، فإن إصرار جنرالات الجزائر، من خلال الأجهزة الأمنية في الناحية العسكرية الثالثة، التي تدير المشهد داخل المخيمات، على فرضه على رقاب الصحراويين، يدل على أنهم ماضون في إعداده ليشكل قطب تأثير حقيقيا على جماعة الزعيم الحالي، إذ أصبح، رغم أنه أصغر عضو في أمانة "بوليساريو" الوطنية، محور الحل والعقد بالمخيمات، خصوصا ما يتعلق بتراخيص الخروج والدخول من وإلى المخيمات، فيكفيك الوصول إلى مكتبه ليجري أمامك مكالمة لأحد ضباط البوابة الغربية للمخيمات ويؤمن لك الخروج بكل سلاسة، وهو ما أكسبه ولاء الفئات الشبابية الأكثر تأثيرا في تلك المخيمات، ألا وهي مجموعات تهريب المخدرات والمحروقات. نفوذ لحبيب محمد عبد العزيز لم يتوقف عند هذه المجموعات، بل أخذ بعدا قبليا، عندما بات يحج إليه بعض شيوخ القبائل الذين حجب عنهم إبراهيم غالي بعض المساعدات المالية، بعد وقوفهم ضده في كثير من المحطات السابقة، وبات لحبيب محمد عبد العزيز ينفق بسخاء عليهم من مال الجزائريين. وأكدت مصادر من تندوف أنه أقام بمنزله، بحي النهضة، قرب جامعة تندوف، وليمة ضخمة دعا إليها أبرز شيوخ وأعيان "رقيبات الشرق"، ما اعتبره المراقبون محاولة لجمع هذا المكون القبلي تحت لواء واحد بعد رحيل سيد أحمد بطل، ومرض محمد لمين ولد البوهالي، ومريم السالك احمادة، خصوصا أن "رقيبات الشرق" يشكلون أكبر تجمع قبلي في المخيمات، وهو ما يمكن المتحكم فيهم من المناورة ودخول مواجهات مباشرة مع رأس الأفعى في الرابوني. وما يعزز فرضية تسليم "بوليساريو" من قبل جنرالات الجزائر إلى لحبيب محمد عبد العزيز، أن هذا الشاب يتوفر على الشروط والمعايير المطلوبة، فهو ابن مواطنة جزائرية، وحفيد أول رئيس لبلدية تندوف، وتلقى دراسته العسكرية بأكاديمية "شرشل"، إلى جانب الضباط الجزائريين، كما يعتبر من القلائل من بين شباب "بوليساريو"، الذين يحضرون لقاءات قيادات الجيش الجزائري مع الوفود العسكرية الأجنبية التي تزور الناحية العسكرية الثالثة. وبعد نجاحه، في المؤتمر الأخير، في الظفر بمقعد بأمانة "بوليساريو"، فقد تم تكليفه مباشرة بملف التدريب العسكري وعين مديرا عاما لما يسمى وزارة الدفاع، رغم عراقيل دائرة إبراهيم غالي، وبعد مرض قائد أركان مليشيات "بوليساريو"، محمد الوالي اعكيك، وانتقاله للعيش في إسبانيا، دفع به جنرالات الجزائر إلى الواجهة ليتحكم في الذراع العسكري للتنظيم، وهو الأمر الذي يقربه بشكل كبير من الحسم في قضية زعامته المقبلة للرابوني.

هكذا يهيئ النظام الجزائري لعزل غالي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أصالة تحتفي بحفيدتها

الأغلبية تصف تسيير أغلالو بالأرعن

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات