إيقاف أحد أفرادها بسبتة والتحقيق قاد إلى كشف تهديد ذويهم بالاستغلال الجنسي كشفت تحقيقات إسبانية تورط شبكات الجريمة المنظمة، في اختطاف واحتجاز قاصرين مغاربة، وتزوير وثائق المهاجرين، ومطالبة أولياء أمورهم بفدية مالية، مع التهديد باستغلالهم جنسيا. وأوقفت المصالح الأمنية في سبتة المحتلة، الأربعاء الماضي، شخصا حاول اختطاف قاصر مغربي، تمكن من الفرار، قبل أن تتدخل وحدة الاستجابة الأمنية السريعة، لإيقاف المتهم، الذي كشفت التحريات أنه أحد أفراد شبكات الهجرة السرية، وله علاقة بشبكات تم تفكيكها، في الآونة الأخيرة، مختصة في الاختطاف والاحتجاز والمطالبة بالفدية، ويتزعمها مغاربة وإسبان، بعد مداهمات لمنازل لتحرير الرهائن. وكشف التحريات أن العائدات المالية، التي يتحصل عليها أفراد الشبكات، شجعت عددا من المبحوث عنهم في قضايا التهريب، على اختطاف القاصرين المغاربة، إذ تنشط في عدة مدن، منها سبتة ومليلية المحتلتان، وألميريا وقادس، ومنطقتا "خريثدافرونتيرا" و"لا لينيا دي كونسبسيون" اللتان تقعان بجنوب إسبانيا، حيث كانت العصابة تطلب من أقاربهم في المغرب فدية تبلغ 500 أورو للإفراج عنهم، أو تهديدهم بالقتل والاتجار بأعضائهم، إذا لم يمتثلوا لمطالبهم. وأظهرت تحقيقات عناصر الشرطة الإسبانية، أن الشبكات نفسها تقوم بعملية تهجير القاصرين إلى إسبانيا على متن قوارب، عن طريق وسيط بطنجة، وبوصول الضحايا إلى إسبانيا، يقوم أفراد الشبكة باحتجازهم في أحد المنازل، ثم الاتصال بذويهم من أجل ابتزازهم، إذ تتوفر على سجل لقاصرين تعرضوا للاختطاف، بعد هجرتهم إلى الضفة الأخرى، حيث تعمل هذه العصابات على استغلالهم وابتزاز عائلاتهم، علما أن الشرطة الأوربية "أوروبول" تتوفر على لائحة بأسماء متورطين في شبكات اختطاف القاصرين في الجنوب الإسباني، انطلاقا من مراكز الإيواء الإسبانية، وتهريبهم إلى بلدان أوربية أخرى، مثل فرنسا وبلجيكا. وتمكنت شبكات الاختطاف من تهجير عدد من المهاجرين إلى إسبانيا، عبر رحلات قوارب الموت، حيث كان أفراد منها يرافقون الضحايا إلى إسبانيا، ويزودونهم بوثائق مزورة، قبل احتجازهم ومطالبة ذويهم بالفدية، ومنه من وصل إلى دول بالاتحاد الأوربي، إلا أن العديد منهم تم اعتقالهم في النهاية، بعد اكتشاف جوازات سفرهم المزورة، أو المعتمدة على أسماء أطراف ثالثة. وترتبط شبكات الاختطاف بصلات مع عصابات الهجرة غير النظامية والاتجار بالبشر في المغرب ودول الاتحاد الأوربي الأخرى، لتنسيق نقل المهاجرين من السواحل المغربية إلى إسبانيا، ونظمت أكثر من 100 رحلة، في الآونة الأخيرة، إلى مختلف دول الاتحاد الأوربي، حصلت عبرها على أزيد من مائة ألف أورو. خالد العطاوي
