أرقام صادمة عن واقع الشباب

أقر علي لطفي، الكاتب العام للمنظمة الديمقراطية للشغل أن الشباب المغربي يواجه اليوم أكثر من أي وقت مضى تحديات اقتصادية واجتماعية كبيرة من بطالة وإقصاء وتهميش وفقر وحتى لانحرافات مدمرة له وللمجتمع. واقع عزاه المسؤول النقابي الذي كان يتحدث في أعقاب انعقاد المؤتمر الوطني الأول للشباب العامل للمنظمة الديمقراطية للشغل، الذي اختار له منظموه شعار: «من أجل دور فعال ومسؤول للشباب في بناء النقابة الحديثة ومغرب الغد»، (عزاه) إلى غياب سياسات واضحة لتأطيره وإدماجه في الحياة العملية، وإلى الخيارات النيوليبرالية المعتمدة، فـ"حالة العطالة المزمنة والإقصاء والتهميش وغياب فرص الشغل تضاعفت وتفاقمت الأزمة في أوساط الشباب المغربي، وكلها عوامل كانت وراء ظهور حركات الأطر العليا العاطلة وحاملي الشهادات العاطلون المناضلة في الساحة الوطنية ".إن الوضعية المتردية للشباب المغربي، قال علي لطفي إنها تظهر من خلال مؤشرات ومعطيات رسمية لهيآت دولية ووطنية، ذلك أنه استنادا إلى معطيات صندوق الأمم المتحدة للسكان في المغرب، تبلغ نسبة الشباب أقل من 25 سنة، 46 في المائة من مجموع السكان، فيما تتحدث المندوبية السامية للتخطيط عن 74,4 في المائة من حاملي الشهادات العليا العاطلين لمدة طويلة، وأعلنت الأسبوع الماضي عن ارتفاع معدل البطالة إلى مليونين و286 ألف مغربي يعانون البطالة والهشاشة في الشغل.وفي مجال التعاطي للكحول والمخدرات، يضيف لطفي، سبق للمندوبية السامية للتخطيط، في أحد تقاريرها، أن أكدت أن الوضعية مقلقة، إذ ارتفع معدل التعاطي للتدخين بين الشباب بنسبة 19 في المائة، فيما بلغ معدل تناول الكحول 8 في المائة والمخدرات 5 في المائة، مشيرة إلى أن الشباب يعيش العزوبة فترات طويلة.وتابع المسؤول النقابي خلال المؤتمر ذاته المنعقد نهاية الأسبوع الماضي، بالقول إن الشباب يتعرضون إلى الأمراض المنقولة جنسيا، والحمل غير المرغوب فيه والإجهاض غير المأمون، «ما أدى إلى وجود 31 ألف مغربي حامل لفيروس السيدا، أغلبهم دون علمهم ولا يستفيدون من العلاج المبكر و1400 وفاة سنويا بسبب السيدا، علما أن نصف المصابين بمرض فقدان المنعة المكتسبة تتراوح أعمارهم بين 15 و34 سنة، حسب أرقام جمعية محاربة السيدا».في المقابل، تبقى مشاركة الشباب في الحياة العامة ضئيلة جدا، يؤكد لطفي الذي تحدث عن نسبة لا تتجاوز 1 في المائة فقط من الشباب منخرطين في حزب سياسي، و4 في المائة يشاركون في لقاءات الأحزاب السياسية أو النقابية، و1 في المائة نشيطون داخل النقابات المهنية، و4 في المائة فقط يشاركون في التظاهرات الاجتماعية أو الإضرابات، وحوالي 9 في المائة يشاركون في الأنشطة التطوعية.وفيما ذكر الكاتب العام للمنظمة بقناعة الأخيرة بأهمية الشباب، «كونهم يشكلون عنصرا أساسيا لبناء مستقبل المغرب والحفاظ على هويته الحضارية وفي تحقيق التنمية المجتمعية المستدامة»، ذلك أن للشباب العامل دوره في بناء وتقوية العمل النقابي والعمل الاجتماعي والتنموي، ودوره في إحداث التغيير الاجتماعي الإيجابي، والإسهام في تحقيق طموحات المجتمع وآماله، ودوره في الوقاية والتعامل مع التحديات المختلفة إذا تم تحفيزهم على البذل والعطاء واستغلوا نشاطهم لما فيه المنفعة العامة وفي خدمة الوطن، حيث نبه إلى أنه «حينما نتأمل حالة المجتمع المغربي نجد أن نسبة كبيرة من شبيبتنا مهمشة ومقصية تعاني البطالة والفقر مهددة أكثر بالضياع والتشرد والرمي بهم في أحضان المخدرات والجريمة والانحراف»، مذكرا خلال اللقاء ذاته بأن القيادات الشابة المقتنعة بضرورة التغيير هم الذين كانوا وراء تأسيس حركة «20 فبراير» وخرجوا للشارع في مسيرات سلمية منظمة، و»كان شباب المنظمة الديمقراطية للشغل من أوائل من انخرطوا في صفوفها وأثبتوا استعدادهم للتضحية من أجل وطنهم وإنقاذه من مخالب الفساد والاستبداد اللذين أوصلا الوطن إلى حالة الإفلاس والفقر والمعاناة والتردي الصحي والتعليمي واتساع رقعة البطالة وتفشي الفساد والرشوة والمحسوبية»، يضيف لطفي.هجر المغلي

أرقام صادمة عن واقع الشباب

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

ضم 6500 هكتار بعبدة

مصـرف المغـرب يعتمـد نظـام تدبيـر جديـدا

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات