استحقاق وشفافية

غدا (الأحد)، لنا موعد جديد مع المنتخب الوطني في مباراة ثانية أمام الكونغو الديمقراطية، في إطار دور المجموعات ضمن نهائيات كأس إفريقيا 2023، المقامة، حاليا، في كوت ديفوار. مقابلة أخرى، تلي مقابلات سابقة وأخرى لاحقة، لتأكيد الاستحقاق والتميز على المستطيل الأخضر، بأقدام وأنفاس رجال، يرسمون الانتصار بعرقهم، ويحسمون النتائج في الميدان، وليس على شاشات التلفزيون، وبرامج التحريض، والتصريحات المسعورة الآتية من كل مكان. فبعد الفوز العريض على منتخب تنزانيا، يواصل "وليدات الركراكي" الملحمة في ما تبقى من مباريات للمرور إلى الدور الثاني، تحت أنظار 34 مليون مغربي، لم يعودوا يرضون إلا بمنصات التتويج، وقد عاشوا حتى رأوا منتخبا عربيا وإفريقيا وإسلاميا وأمازيغيا، يصل لأول مرة في التاريخ إلى المربع الذهبي للكبار. وبعيدا عن التباري الرياضي، يعطي المنتخب الوطني، بقياداته ومهندسيه، درسا في الجدية والالتزام والإصرار على المضي قدما، نحو الإصلاح والتجديد وبعث روح التضامن والتجميع والتوحد على المصلحة العليا للوطن. وتوجد الصحافة، والإعلام بشكل عام، والصحافة الرياضية بشكل خاص، في خضم هذا الاستحقاق الوطني الكبير، وينبغي أن تقوم بما لها وما عليها من مسؤوليات، في إطار تحصين القيم الكبرى للرياضة المغربية، وأن تعي الأدوار الملقاة عليها أمام الوطن، بعيدا عن أساليب سابقة لم يعد لها مكان بيننا. إن الصحافة الرياضية ليست ملكا لأحد، بل ملك لأبنائها الشرفاء ومهنييها ورجالها، الذين اختاروا الوحدة في إطار مبادرة الدعم الإعلامي للمنتخب الوطني في نهائيات كوت ديفوار، دون حجر، أو وصاية، وبإرادة حقيقية، لا رجعة فيها، للقطع مع أساليب الماضي. لقد اختار أكثر من 140 صحافيا وصحافية، ضمنهم عدد من المصورين الصحافيين المحترفين، الاشتغال في النور، والتوجه إلى كوت ديفوار، في إطار وفد إعلامي مغربي موحد على مبدأ الشفافية والوضوح، وفي إطار خطة جديدة للإصلاح والتعاون، وتذليل الصعاب أمام هذا الجسم الإعلامي الذي تحول، في وقت سابق، إلى رهينة في يد "البعض". إن هذا "البعض" هو الذي يروج، اليوم، للخزعبلات ويركز على الصغائر، مثل الأكل والإقامة، والزي الموحد، الذي ارتداه الصحافيون عن طيب خاطر، وفي إطار قناعات وطنية، ولم يطلب منهم ذلك. وهو "البعض" نفسه الذي يحرض مؤسسات دستورية، والرأي العام الوطني، وينشر الإشاعة ويشهر بزملائه، ويسعى إلى إشعال الفتن وسط الجسم الصحافي، لإفشال التجربة، والتخطيط للعودة إلى "التجارب" السابقة، التي كانت تلد دولارات، وتعويضات وسفريات وهدايا ثمينة للزوجات والصديقات والأبناء. بهذا الوضوح، يؤكد الوفد الإعلامي الموحد أن زمن الريع والامتيازات و"باك صاحبي"، وعهد الهواتف السرية، ولى إلى غير رجعة، وحل محله زمن الإصلاح والشفافية، وتوثيق الإجراءات بالصوت والصورة أمام الجميع، وهو ما يفسر الحملة المسعورة التي تشنها تلك الجهات ضد المبادرة الجديدة، والتركيز على الصحافيين أكثر من المنتخب الوطني والاستحقاقات الإفريقية في حد ذاتها. لكل ذلك نقول: إن القطار قد انطلق أيها السادة، وعبر عددا من المحطات (منها البطاقة المهنية والصحافة الرياضية)، ولن يتوقف، تحت أي طارئ، إلا في المحطة الأخيرة.. حين يتأكد أنه لفظ جميع المسافرين المتطفلين، والمرتزقة المندسين في الجسم الصحافي. فهذا وعد أحرار لن نخلفه.

استحقاق وشفافية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الدرك يستمع إلى "مرضعة" كلاب بتاونات

تزوير محاضر يورط عميدي شرطة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات