الأسود يكشرون عن أنيابهم

فرحة هستيرية بسان بيدرو بعد الثلاثية أمام تنزانيا والجماهير تخطف الأضواء عمت فرحة عارمة مدينة سان بيدرو، بعد الفوز العريض للمنتخب الوطني أمام نظيره التنزاني، أول أمس (الأربعاء)، بملعب لوران بوكو، لحساب الجولة الأولى لكأس أمم إفريقيا بكوت ديفوار 2023. واحتفى الجمهور بعد هذه المباراة بعبارات تتغنى بالمغرب ومنتخبه الأول، كما رفع لافتة في الدقيقة 21 كتب عليها "ابق قويا يا عدلي»، تعبيرا منه عن دعمه في أزمته النفسية، بعد فقدان والدته قبل انطلاق منافسات هذه البطولة. وعبر مشجعون عن سعادتهم باقتسام نشوة الفوز مع اللاعبين والجماهير اللبنانية والإيفوارية، متمنين أن يواصل المنتخب الوطني رحلة البحث عن اللقب الثاني في تاريخ الكرة المغربية، بعد إنجاز نسخة أديس أبابا 1976. وتعيش سان بيدرو أجواء استثنائية منذ أسبوع، بعد توافد عدد كبير من الجماهير المغربية على هذه المدينة الساحلية، من أجل مساندة المنتخب الوطني في المجموعة السادسة لكأس أمم إفريقيا، المقامة حاليا في كوت ديفوار إلى غاية 11 فبراير المقبل. وحلت الجماهير المغربية من مختلف الدول المجاورة لكوت ديفوار، بالنظر إلى قرب المسافة، كما حضر مشجعون بأعداد كبيرة من أبيدجان، حيث تقيم الجالية المغربية بكثرة، فيما تعذر على العديد من المناصرين الحضور من المغرب، بسبب غياب رحلات جوية مباشرة إلى سان بيدرو. وشهدت شوارع سان بيدرو حركة غير عادية، قبل انطلاق مباراة المنتخب الوطني أمام نظيره التنزاني، حيث احتشد مشجعون إيفواريون ومغاربة وسط المدينة، ومنها إلى ملعب لوران بوكو، وسط تعزيزات أمنية مشددة. مغاربة سان بيدرو رغم أن سان بيدرو تفتقر إلى مراكز إيواء كافية، لاستقبال مشجعي "الكان"، فإن الجماهير المغربية حضرت بأعداد لا يستهان بها لدعم الأسود، فلا تكاد شوارع هذه المدينة المهمشة، والبعيدة عن أبيدجان بحوالي 400 كيلومتر، تخلو من مشجعين مغاربة، وهم يلتحفون العلم الوطني، ويرتدون قمصان المنتخب الوطني، كما يجتمعون في مقهى "سيتي"، التي يمتلكها مواطن مغربي، وتقدم الوجبات الغذائية على الطريقة المغربية، إلى جانب مطعم للبناني تحول إلى مناصر للأسود، ويقدم أطباقا تلقى الإقبال من قبل الجماهير ، وكلا الفضاءان استغلا وجود المنتخب الوطنــــي في هذه المدينة الساحليـــة، لاستقبال أكبر عدد من الزبناء، مغاربة أو إيفواريين. صعوبة التنقل واجه الجمهور صعوبات كبيرة قبل الحلول بسان بيدرو لمساندة المنتخب الوطني أمام تنزانيا، من أبرزها بعد المسافة عن أبيدجان (400 كيلومتر)، ومخاوف السفر ليلا، جراء وجود قطاع الطرق، وغياب الأمن، خصوصا في المدن والقرى المهمشة. وقال أحد المشجعين المغاربة، ممن تحدثوا إلى "الصباح"، إنه عانى الأمرين قبل الوصول إلى سان بيدرو، مثل غلاء أسعار تذاكر الطائرة إلى أبيدجان، وصعوبة التنقل منها إلى حيث يوجد المنتخب الوطني، وتكاليف الإقامة. وأضاف "اضطررنا إلى تشكيل مجموعات متفرقة، من أجل التنقل إلى أبيدجان عبر الحافلات، أو اكتراء سيارات خاصة، سواء من أبيدجان، أو أثناء تجولنا بسان بيدرو، لكن كل شيء يهون عندما يتعلق الأمر بتشجيع المنتخب الوطني في هذه البطولة الإفريقية". وأمام قلة الفنادق، ومراكز الإيواء وطاقتها الاستيعابية المحدودة، عمد المشجعون المغاربة إلى اكتراء شقق مفروشة و"فيلات" بأثمان مرتفعة، لتفادي المبيت في الأزقة، واستهدافهم من قبل اللصوص وقطاع الطرق. فرحة وسط المعاناة رغم الصعوبات التي اعترضت مشجعي المنتخب الوطني في سان بيدرو، خصوصا أولئك القادمين من المغرب، أو بعض الدول الأوربية، فإن ذلك لم يمنع من ربط صداقات مع مواطنين، وبعض أفراد الجالية المغربية المقيمة في هذه المدينة الساحلية. وقال مواطن مغربي مقيم في سان بيدرو منذ 25 سنة، إن المشجعين تلقوا بفرحة كبيرة خوض المنتخب الوطني مباريات المجموعة السادسة في هذه المدينة الساحلية. وأضاف أن عدد المواطنين القاطنين في سان بيدرو لا يتجاوز 53 شخصا، وهم على أتم الاستعداد لمساندة الأسود في مبارياتهم الثلاث، مشيرا إلى أنهم وفروا كل وسائل التشجيع، من أجل تحفيز اللاعبين. وتابع "نحن سعداء باستقبال المنتخب، وسنعمل على دعمه ومساندته طيلة مقامه بيننا". ويحظى المنتخب الوطني بشعبية كبيرة في كوت ديفوار، بعد إنجازه الكبير في نهائيات كأس العالم في قطر 2022، حين تغلب على منتخبات عالمية. أغاني المونديال حاضرة أبدع الجمهور المغربي في ترديد أهازيج فولكلورية مع انطلاق المباراة، خصوصا أغنية "هلا هلا المغاربة سبوعا ورجالة"، التي صدحت في مدرجات ملعب لوران بوكو، وردد «سير سير»، وغيرها من الأناشيد، التي حاول من خلالها تحفيز اللاعبين على تحقيق نتيجة ايجابية، رغم الحرارة ونسبة الرطوبة العالية، فيما استعانت الجماهير الإيفوارية ب"فوفوزيلا» للتجاوب مع تشجيعات المغاربة. أما الجمهور التنزاني، فعدده قليل، مقارنة مع مناصري المنتخب الوطني، وضمنهم إيفواريون. توقف اضطراري اضطر الحكم الغاني حادجي ألو محمات إلى توقيف المباراة لدقيقة واحدة في الدقيقة 25، كي يسمح للاعبين بشرب الماء، بسبب ارتفاع درجة الحرارة ونسبة الرطوبة العالية، قبل أن تستأنف من جديد برغبة أقوى لإحراز السبق، وهو ما تحقق بفضل عميد المنتخب رومان سايس، الذي استغل خطأ الحارس التنزاني، بعد تنفيذ ضربة خطأ مباشرة من اللاعب حكيم زياش. وواصل المنتخب الوطني سيطرته على مجريات الجولة الأولى وسط تشجيعات الجماهير، وكاد يعمق الفارق في عدد من المناسبات، خصوصا من قبل عبد الصمد الزلزولي ويوسف النصيري وحكيم زياش. وبينما عانى اللاعبون بسبب الرطوبة على المستطيل الأخضر طيلة الشوط الأول، ظلت إحدى المتطوعات توزع قنينات الماء على الصحافيين بين الفينة والأخرى، من فرط شدة الحرارة. جولة الأسود انتظر لاعبو المنتخب الوطني الجولة الثانية، ليبسطوا هيمنتهم المطلقة، وينجحوا في تسجيل هدفين بواسطة عز الدين أوناحي ويوسف النصيري، كما كادوا يحرزون أهدافا أخرى في الربع ساعة الأخير، خصوصا بعد انخفاض درجة الحرارة وتراجع مستوى المنتخب التنزاني، إضافة إلى التغييرات الجيدة التي قام بها المدرب وليد الركراكي بإشراك، سفيان بوفال وأمين حارث وأيوب الكعبي وأمين عدلي وبلال الخنوس. وما إن أطلق الحكم صافرة النهاية حتى هرول اللاعبون نحو المشجعين لتحيتهم، لمشاركتهم فرحة الفوز، بعد تكبدهم مشاق السفر إلى سان بيدرو، مصحوبين برئيس الجامعة، الذي حضر لمؤازرة الأسود، قبل العودة في اليوم الموالي إلى المغرب، بسبب التزامات مهنية. إنجاز: عيسى الكامحي (موفد "الصباح" إلى كوت ديفوار)

الأسود يكشرون عن أنيابهم

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مفاجآت‭ ‬صادمة‭ ‬تنتظر‭ ‬رؤساء‭ ‬جماعات

حد السوالـم... التنميـة المفقـودة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات