التفاصيل الكاملة لزلزال ضرب السجن المدني لآسفي

لم تكن القرارات التي أشر عليها خلال الأسبوع الأخيـــــر، محمد صالح التامك، المندوب العام لإدارة السجــــون، في حق العديد من مســـــؤولي وموظفي السجن المدني لآسفي، إلا لتحرك المياه الراكدة والآسنة التي تخفي وراءها العديد من التجاوزات والصراعات الخفية والعلنية والحروب الصغيرة والكبيرة، بين مسؤولي المؤسسات السجنية.. عشية تعيين المدير الجديد للسجن المدني، قادما إليه من سجن الأوداية، وتنقيل مدير سجن آسفي إلى سجن الأوداية، تفجرت العديد من القضايا الخلافية والصراعات السرية والعلنية، إلى حد جعلت إدارة مراقبة التراب الوطني تعد تقريرا مفصلا عما يجري ويدور داخل دواليب السجن، والعلاقات التي يحاول أحد الأطراف الذي حل أخيرا بالسجن المدني نسجها، واستقطابه لجهات من خارج المؤسسة السجنية، للاحتماء بها، وفي الوقت نفسه توجيه ضربات لمن يعتبرهم خصومه، وهي التقارير نفسها التي أعدتها مصالح وزارة الداخلية، ووجهت إلى المصالح المركزية بالرباط، وحتى الموظفون المحسوبون على المدير السابق، كان لهم قسط من ملاحظات المدير الجديد، الذي وجهها إلى المدير الجهوي. إعفاءات وتوقيفات بالجملة بعد تدبيج تلك التقارير، بأسبوع واحد، تقول مصادر مطلعة ل «الصباح»، ستحل بشكل فجائي ودون سابق إشعار، لجنة مركزية من المندوبية العامة لإدارة السجون، والتي ستصادف أمامها لحوما فاسدة، غير قابلة للاستهلاك، مؤشر عليها من قبل مقتصد المؤسسة السجنية، وفي غفلة من المدير الذي لم يقم بالمراقبة والتتبع كما ينص القانون على ذلك، ما يجعله مشاركا في فعل جرمي، كانت تداعياته ستكون كارثية، لو أن تلك اللحوم وجدت طريقها نحو الاستهلاك من قبل السجناء.وفي إطار عمل اللجنة، وحرصها على القيام بالمهام المنوطة بها، في ظل حرب ضروس تجري بالسجن المدني لآسفي منذ أزيد من شهر، ستنجز تقريرا في الموضوع، وتعجل ببعثه إلى الإدارة المركزية، وكذا الاستماع إلى مجموعة من الموظفين ممن كانوا موضوع تقرير المدير الجديد القادم من سجن الأوداية، والذي له سوابق، يقول مصدر مطلع، مع موظفي سجون آخرين، إذ وجهت إليهم اتهامات بالاتجار في الأسرة، والتغاضي عن الاتجار في المخدرات وغيرها من الاتهامات، والتي تم الاعتماد فيها على تقرير المدير، وكذا شهادة مجموعة من السجناء ممن يقضون عقوبات سجنية بالسجن المدني لآسفي.بعد كل ذلك، ستنهي اللجة عملها، وتقدم تقريرا مفصلا وضع بيد المندوب العام لإدارة السجون، الذي اتخذ قرارات تحمل بين طياتها الكثير من الدلالات والرسائل، إذ تم إعفاء مدير السجن المحلي لآسفي مصطفى حمري، الذي لم يسبق له أن عمر طيلة تحمله للمسؤولية بأي مؤسسة سجنية، وإلحاقه بسجن عين برجة. كما تم توقيف كل من نائب المدير ورئيس الحي رقم 5، ومسؤول المستودع وموظفين آخرين، في حين تم تنقيل ستة موظفين إلى سجن عين البرجة ومول البركي وسجن العدير بالجديدة وسجن الرماني. حروب صغيرة تزلزل سجن آسفي بعض العارفين بخبايا الأمور، يؤكدون أن سجن آسفي لم يكن ليعيش هذا الحراك الاستثنائي، لولا انفجار فضيحة الاتجار في العفو الملكي من طرف موظفين بسجن الأوداية أثناء فترة إشراف مدير سجــن آسفي (الملحق بعين برجة)، إذ حاول أن يزلزل المندوبية العامة لإدارة السجون بالعديد من المراسلات، التي كانت تجد الصدى الطيب لدى المدير الجهوي، الذي شمله هو الآخر قرار الإعفاء وألحق بالمندوبية العامة لإدارة السجون بدون مهمة.وتشير المصادر نفسها، إلى أن المدير المعفى من مهامه من سجن آسفي، لم يسبق له أن أعد أي تقرير بخصوص الموظفين المتورطين في العفو الملكي بسجن الأوداية، أثناء إشرافه على هذا السجن، غير أن حلول مدير جديد هناك والذي لم يكن سوى المدير السابق لسجن آسفي، حرك هذا الملف، الذي وجد له صدى لدى جمعيات حقوقية، وحرك معه مصالح استخباراتية وأمنـيـة، لتنطلق شرارة صراع خفي، سرعان ما تحول إلى صراع علني، ما جعل المندوبية العامة، توقف ثلاثة مسؤولين دفعة واحدة، في قرار غير مسبوق، ويتعلق الأمر بكل من مدير سجن آسفي وسجن الأوداية والمدير الجهوي، الذي أكدت تقارير أنه كان يلعب على حبل صراع مديري آسفي ومراكش، دون أن يتدخل لوضع حد لذلك. صراع خفي مصدر حقوقي أكد ل «الصباح»، أن كل تلك الضجة التي أحدثها مدير سجن آسفي، وما تلتها من قرارات مركزية، لم تكن لتخفي سوى الصراع حول شيء ما، إذ أن كل مدير سارع إلى التنقيب عن أخطاء وزلات سابقه، والبحث عن كل ما قد يورطه ويزج به في عوالم لجن التفتيش والمجالس التأديبية، أو حتى الإعفاء.ولم يخف عبد اللطيف حجيب، نائب وكيل عام سابق ورئيس المرصد المغربي لحقوق الانسان، تأكيده على أن المرصد من خلال العديد من التحريات، في صفوف سجناء وأسر معتقلين، تأكد له أن السجن المدني لآسفي، كان خلال السنوات القليلة الماضية، واحدا من أفضل المؤسسات السجنية بالمغرب، إذ تراجعت فيه نسبة الوفيات، وكذا شبه انعدام المخدرات، وفتح جسر التواصل والتعاون مع الإطارات المعنية بإدماج السجناء.محمد العوال (آسفي)

التفاصيل الكاملة لزلزال ضرب السجن المدني لآسفي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

اعتقال صيدلي يبيع "القرقوبي" دون وصفات

البراءة لرئيس جماعة بصفرو من تهمة تبديد أموال والغدر

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات