مـقـبـرة فـرق تـاريـخـيـة

باتت بطولة الهواة البيت الجديد لفرق تاريخية، لعبت على أعلى مستوى في البطولة الوطنية بقسمها الأول، ومنها من مثل المغرب في المنافسات القارية. وكلف تراجع مستوى هذه الأندية هبوطا تاريخيا غير مسبوق إلى بطولة الهواة، لتبدأ معاناتها المالية واللوجيستيكية كباقي الفرق في البطولة المذكورة. شباب المحمدية .. في مهب الريح من بين هذه الفرق التي نزلت إلى أقسام الهواة وتضاعفت معاناتها فيها، شباب المحمدية العريق، الذي تأسس في 1948، ولعب له عظماء كرة القدم الوطنية، أبرزهم حسن أمشراط الملقب بعسيلة، والطاهر الرعد وأحمد فرس وغيرهم، الذين حملوا قميص المنتخب الوطني في السابق. اليوم، يعيش الشباب مشاكل جمة، تتركز بالأساس في الوضعية المالية المزرية للفريق، علما أن المكاتب المسيرة التي تعاقبت على تسيير الفريق في العقود والسنوات الماضي، لم تستثمر شيئا لمستقبله، إذ كانت تسير الفريق بشكل يومي في انتظار الفرج، الذي لم يأت بعد، علما أن الديون تراكمت وأصبح الوضع ينذر بالأسوأ. في الموسم الحالي، يحتل شباب المحمدية، الذي فاز بلقب البطولة وكأسي العرش في سنوات خلت، الرتبة ما قبل الأخيرة في بطولة الهواة في قسمها الأول شطر الشمال، إذ لم يتمكن من تحقيق أي فوز في خمس مباريات، فيما تعادل في أربع مناسبات وانهزم في واحدة، لتستمر المعاناة ... نهضة سطات ... حاضر بئيس معلمة أخرى من معالم كرة القدم الوطنية، تعيش اليوم وضعا سيئا في بطولة الهواة، هي نهضة سطات، التي قارعت فرقا إفريقيا عريقة، وساهمت في تمثيل مشرف لكرة القدم الوطنية في منافسات قارية من مستوى عال. لم يكن يعتقد أشد المتشائمين أن يصل الحال إلى ما هو عليه اليوم بالنسبة إلى نهضة سطات، بحكم أن الفريق اعتبر في سنوات خلت، من أبرز الفرق في البطولة الوطنية، والتي كانت تنافس مرات عديدة على اللقب، فيما تشارك في منافسات قارية. ولم ترحم المشاكل المالية والنزاعات السياسية الفريق في سنوات ماضية، لترمي به إلى القسم الأول هواة في شطره الجنوبي، إذ يجد عناء في المحافظة على مكانته بهذا القسم، علما أن مؤسسيه ساهموا في يوم من الأيام في تقديم وثيقة طلب الاستقلال إلى المستعمر الفرنسي، واعتبروا أن ذلك بداية لاستقلال رياضي بالمملكة، قبل أن يصبح النادي معلمة كرة القدم الوطنية. لا يسع اليوم، للاعبين قدامى حملوا قميص الفريق بكل افتخار ومجد، إلا النظر بتحسر على اسم ناد، لعب أول مباراة نهائية في كأس العرش أمام الفتح الرياضي في 1967، قبل أن يحسم اللقب لصالحه في الموسم الموالي أمام النادي القنيطري القوي. لم تقف إنجازات النهضة السطاتية على المستوى المحلي، إذ وصل إلى نهائي كأس المغرب العربي آنذاك، بأسماء من ذهب في كرة القدم الوطنية، مثل راغب والركبي وبوخنجر. الاتحاد البيضاوي ... السابقون واللاحقون رغم أنه حديث العهد بأقسام الهواة، لكن الاتحاد البيضاوي، أصبح ”معلمة” قريبة من الزوال، بعدما أفسدت الصراعات داخل مكتبه المسير صورة ناد عريق، اعتبر بالأمس من أكبر وأقوى الأندية الوطنية. بعد معاناة كبيرة، ومقاومة من أبناء الحي، نزل الاتحاد البيضاوي إلى أقسام الهواة قبل موسمين، حين أهلكته الصراعات في عهد المكتب السابق الذي كان يرأسه عبد الرحيم مطيب، إذ أصبح ملعب العربي الزاولي مسرحا للصراعات ورفع اللافتات والاحتجاجات. رغم تاريخه العريق، إذ تأسس سنة 1947، ورغم رجالاته الذي أنجبهم في فترته الذهبية أمثال عبد اللطيف سعيدين والمهدي ملوك والزاز الحسين ومولاي عبد الله ومصطفى سبيل وغيرهم، لم يشفع ذلك أمام اندحار ”الطاس”، الذي انجذب البيضاويون لحبه في سنوات خلت، كانت فيها قوة الرجاء والوداد الرياضيين تشد أنظار الجماهير في المدينة البيضاء.فريق الحي المحمدي، المعروف بشعاره الأحمر والأبيض، والذي ساهم في تأسيسه رجال مازال أبناء الحي يتذكرونهم مثل محمد العبدي ومحمد الأخضر، أصبح اليوم دون ملعب ولا مكتب مسير ولا رئيس، ليصل به الحال إلى رغبة مسيريه في تقديم الاعتذارات عن إجراء مباريات بطولة القسم الأول هواة في شطره الجنوبي، علما أنه لم يحقق إلا فوزا وحيدا في خمس مباريات، فيما انحدر في واحدة وتعادل في ثلاث. اتحاد سيدي قاسم ... إلى الهاوية يعتبر من أعرق الأندية الوطنية، باعتبار أنه تأسس سنة 1927، ولعب ضمن كبار البطولة الوطنية في موسم 1967/ 1968، بعدما تمكن الفريق من ضمان مكان له بالقسم الأول، غير أن ظروفا قاهرة، جعلت اتحاد سيدي قاسم يندحر إلى أقسام الهواة.في سنوات السبعينات والثمانينات، كان لسيدي قاسم فريق يقام له ويقعد على الساحة الوطنية، بعدما تمكن من ردع فرق كبيرة في البطولة، رغم أنه ليتمكن من حصد اللقب.يذكر الجمهور القاسمي أسماء لاعبين منحوا الكثير للفريق، أمثال الإخوان دحان وعبد الرحيم كروم وعبد الله الشاوي، والعربي شباك، وإدريس اللوماري، وغيرهم، الذين بصموا على تاريخ مجيد، لا يكاد ينسى. بغض النظر عن الأسباب التسييرية والمالية، فإن جماهير اتحاد سيدي قاسم الذين عايشوا فترة النادي الذهبية، اعتبروا أن السبب الرئيسي في اندحار الفريق كان نفسيا، لأن النادي استحق الفوز بلقب في مواسم، كان الأقوى فيها على الساحة الوطنية، لكن الأقدار اختارت حرمانه من التتويج لسنوات.اليوم يحاول أبناء المدينة إعادة بناء هذه المعلمة التاريخية، إذ يحتل الفريق اليوم في بطولة القسم الأول هواة في شطره الشمالي الرتبة الخامسة برصيد 7 نقاط، بعدما حقق فوزين وتعادل، فيما انهزم لمناسبتين.العقيد درغام

مـقـبـرة فـرق تـاريـخـيـة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

النقل ووقف "الانتقال المجاني" أهم مطالب الهواة

أقـسـام الـهـواة... آمـال ومـشـاكـل

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات