أقـسـام الـهـواة… آمـال ومـشـاكـل

تجرى بطولة أقسام الهواة في ظروف صعبة، سواء من حيث الملاعب أو الظروف الأمنية أو التحكيم أو الإمكانات المالية للأندية، رغم أنها تضم قاعدة واسعة من الممارسين موزعين عبر 95 فريقا بالقسمين الأول والثاني. ورغم الظروف الصعبة، فإن أندية الهواة مازالت تشكل أهم مزود لأندية النخبة باللاعبين، ذلك أن عددا من اللاعبين تألقوا في كرة القدم الوطنية، آخرهم زهير نعيم، الذي يوجد اليوم ضمن المنتخب الوطني. أزمــة الــمــلاعــب... الــهــاجــس الــمــؤرق تعاني مختلف فرق الهواة معضلة غياب البنيات التحتية في العديد من المدن المغربية، إلى حد أنها شكلت أحد الأسباب الرئيسية في تدني مستوى فرق كانت تلعب أدوارا طلائعية في بطولة القسم الأول والثاني لكرة القدم.تكاد تكون معاناة هذه الفرق مشتركة بين جميع فرق الهواة، سواء في الجنوب أو الشمال أو الوسط، أو حتى في الشرق والصحراء، إذ تعاني معظمها من ملاعب تستجيب إلى الممارسة، بما أن اللاعبين يلعبون على أرضية تفتقد إلى العشب، ومدرجات مهترئة ومستودعات الملابس في وضعية كارثية ورشاشات صدئة. إنها حالة أغلب الملاعب، علما أن مجملها تابع للمجالس البلدية المنتخبة، عدا استثناءات قليلة جدا لفرق محظوظة. الهواة...شبح المسؤولين يلاحظ عديدون أن مسؤولي المجالس المنتخبة والسلطات المحلية في بعض المدن المغربية لا يعيرون اهتماما ملحوظا لفرق الهواة، إذ غالبا ما يكتفون بتخصيص ميزانية محدودة دون تقديم أي إستراتيجية عمل للرقي بكرة القدم، لهذا لا غرابة أن تكون ملاعب في وضعية مقززة في مدن كبيرة، كما هو الحال بالنسبة إلى الناظور والدريوش وشفشاون ووجدة وغيرها، وهي الوضعية التي دفعت العديد من فرق الهواة إلى تقديم اعتذار عام، كما هو حال بالنسبة إلى شباب الدريوش.وإذا كانت أندية الشمال والشرق تعاني انعدام البنيات التحتية وهشاشتها وقلة الإمكانيات المالية، فإن فرقا أخرى، على قلتها، تعيش وضعا مخالفا من خلال الدعم الممنوح لها من قبل السلطات المحلية والمنتخبة، فضلا عن توفرها على ملاعب تستجيب على الأقل للممارسة في الأقسام الهواة.يقول أحد المسيرين بالهواة، إن المسؤولين بالسلطات المنتخبة لا يفكرون على الإطلاق في تنمية الرياضة، بقدر ما تشكل بالنسبة إليهم الشبح المخيف. الشرق... الأزمة الحقيقية عندما عاين «الصباح الرياضي» بعض ملاعب الجهة الشرقية، لاحظ عدم اهتمام السلطات المحلية والمنتخبة بكل ما هو رياضي. فالناظور، التي تعد أحد أكبر مدن الجهة الشرقية، إلى جانب وجدة وبركان، لا تتوفر على ملعب يستقبل فيه فريقاها فتح الناظور وهلال الناظور منافسيهما ضمن بطولة الهواة. كما أن الملعب البلدي، الذي يوجد في وسط المدينة والمحاذي لأحد الفنادق المصنفة مازال يخضع للإصلاحات على مستوى مدرجاته وأرضيته، علما أنها شكل الموسم الماضي أحد الأسباب الرئيسية في تراجع مستوى الفريقين الناظوريين.وضعية فرضت على فتح الناظور استقبال ضيوفه بملعب الزغنغن، وما يتطلبه ذلك من مصاريف إضافية.أما ملعب الدريوش، فمازالت أشغال تعشيبه لم تنطلق بعد، باستثناء إصلاحات بسيطة وصفت بالبسيطة، إذ أن فريق وفاء الدريوش، الصاعد إلى القسم الثاني هواة، يلعب على أرضية صلبة وغير صالحة على الإطلاق رغم أنه الفريق الوحيد الذي يمثل سكان الدريوش.يقول عبد العظيم البوكيلي، نائب رئيس وفاء الدريوش، إن فريقه يمارس في وضعية غير سليمة، بسبب هشاشة الملعب وافتقاره إلى أبسط شروط الممارسة الكروية. وأكد البوكيلي في تصريح ل»الصباح الرياضي»، أن الإصلاحات لا تستجيب إلى تطلعات الجمهور والمكتب المسير كما أنها غير كافية، قبل أن يضيف «نطالب من جامعة كرة القدم الإسراع في تعشيب ملعب الدريوش، خاصة أن المنطقة الشرقية عانت تهميشا في السنوات الماضية. كما ندعو السلطات المحلية والمنتخبة إلى الوقوف بجنب فريقنا من أجل تحقيق أهدافنا المسطرة». المنتخبون وغياب الإرادة يرى عديدون، ممن استقى آراءهم «الصباح الرياضي» أن أزمة الملاعب ناتجة عن سوء التدبير الإداري والحكامة الجيدة في التسيير الرياضي، وغياب إرادة قوية للنهوض بكرة القدم رغم الميزانيات المخصصة للتنمية البشرية.ويحمل بعض مسيري هذه الفرق مسؤولية أزمة الملاعب، إلى الإدارات الرسمية المتمثلة في السلطات المحلية والمنتخبة، بما أنها ملزمة بإيجاد حلول جذرية للخصاص المهول في البنيات التحتية الرياضية. ويبدو أن هناك تقصير في تفعيل مشروع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بشكل إيجابي ومتوازن.ولم تشكل أندية الهواة، الاستثناء، بل ذهبت بعضها ضحية صراعات سياسية وأطماع شخصية جراء غياب روح المسؤولية. انفراج في الأفق لاحتواء أزمة الملاعب بأقسام الهواة، قررت جامعة كرة القدم تعشيب 90 ملعبا بالعشب الاصطناعي. وينتظر أن تشمل العملية الأولى تعشيب 55 ملعبا، على أن تشمل العملية الثانية 35 ملعبا. وتستفيد 10 ملاعب في جهة الصحراء، ويتعلق الأمر بأسا الزاك والعيون الوفاق والسمارة وطاطا وأخفنير والوطية والمرسة والداخلة والعيون 25 مارس، فيما تستفيد جهة الشرق من 12 ملعبا، وهي الزغنغن الشريف أمزيان وجرادة وتاوريرت والدريوش والناظور ملعب الشبيبة والرياضة ووجدة أنجاد، إضافة إلى ستة ملاعب بجهة الجنوب، وهي زاكورة ومراكش الزرقطوني والحي المحمدي والداوديات بمراكش وأخشيش بمراكش والعطاوية والويدان الشويطر.أما جهة سوس، فتستفيد من ستة ملاعب، وهي الانبعاث بأكادير وأكادير سيدي بلخير وتارودانت وتافراوت والدشيرة والجرف، على أن تستفيد جهة الغرب من 14 ملعبا، ويتعلق الأمر بسوق أربعاء الغرب وسيدي يحيي وتيفلت والمامون بالرباط والصخيرات والصويري بالقنيطرة وزحليكة ومشرع بلقصيري ومولاي بوسلهام والمعمورة بالخميسات وبوقنادل بسلا وسيدي سليمان ويعقوب المنصور بالرباط وعين عودة.وحددت لجنة البنيات التحتية سبعة ملاعب بجهة الشمال، ويتعلق الأمر بتطوان أمسا وحيدرة بالفنيدق وواد لاو وتطوان تامودا وشفشاون ووزان وأصيلة، كما حددت أربعة ملاعب بجهة مكناس تافيلالت وهي تنغير وتينجداد وأرفود وتولال.وستستفيد جهة الدار البيضاء الكبرى من تسعة ملاعب، وهي سيدي مومن والعالية بالمحمدية والصقور السوداء وسباتة بامحمد ونجم الشباب وسيدي عثمان وملحق المركب الرياضي وملحق محمد الخامس بالمعاريف والحبيب الزمراني والعربي بنمبارك، فيما تستفيد جهة عبدة دكالة بستة ملاعب، وهي أزمور والشماعية وأحمد لشهب بالجديدة وجمعية سحيم وبوكدرة ودار سيدي عيسى، إضافة إلى ستة ملاعب بجهة تادلة، ويتعلق الأمر بالكارة 3 مارس والدروة وسوق السبت وأزيلال وملعب الشباب والرياضة وأفورار. إنجاز: عيسى الكامحي

أقـسـام الـهـواة… آمـال ومـشـاكـل

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مـقـبـرة فـرق تـاريـخـيـة

المرشد القانوني ... الشفعة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات