مغتصب عمره 88 سنة

ممثل النيابة العامة ردا على الدفاع: الرغبة الجنسية تستمر حتى سن 95 سنة كانت جلسة الثلاثاء الماضي باستئنافية الجديدة، ساخنة إلى حد كبير، وعرفت حضورا مكثفا جاء يتابع مجموعة من القضايا المتنوعة، بين سرقات موصوفة واحتجاز واغتصاب وصراع بالضرب والجرح واتهام بالسرقة بين مؤثرين لهم شهرة واسعة على شبكات التواصل الاجتماعي، لكن قضية شيخ كبير عمره 88 سنة، مثل أمام هيأة الحكم في حالة اعتقال، على ذمة اتهامه بهتك عرض طفلة عمرها 8 سنوات، غطت فعلا عن كل الجرائم التي جرى النقاش في شأنها، والذي وصل أحيانا حد ملاسنات بين ممثل النيابة العامة والدفاع، درجة تدخل بدر سعيد، رئيس الجلسة، لنزع فتيل كان ينذر بخروج الجلسة عن مسارها الطبيعي. كان المشهد أمام القاعة رقم 1 التي تحتضن جلسات غرفة الجنايات الابتدائية باستئنافية الجديدة، صباح الثلاثاء الماضي، يوحي بأن هناك قضايا استثنائية تستأثر باهتمام الرأي العام المحلي والوطني في الآن نفسه، ويظهر ذلك من خلال التعزيز الأمني ببوابة المحكمة وتشديد الولوج إليها، وأيضا امتلاء القاعة المذكورة عن آخرها بحضور وازن لهيأة الدفاع وأيضا لأفراد عائلات المتابعين والضحايا. واضطر رئيس الجلسة بين الفينة والأخرى إلى إصدار أوامره إلى أمن القاعة لإخراج نساء ورجال شوشوا على السير العادي للجلسة، حد تلويحه بأنه لن يتوانى عن متابعة البعض في إطار جرائم جلسات، وكانت القضايا المعروضة تكاد تكون بقاسم مشترك عنوانه الكبير، السرقة الموصوفة بيد مسلحة وبدونها، وأخرى حركتها دوافع من صميم جرائم مرتبطة بالتكنولوجيا الحديثة بين مؤثرين اجتماعيين لهم شهرة واسعة على شبكات تواصل شهيرة، كما أن تلك الجلسة تحولت في جزء منها إلى سرية أفرغت معها القاعة من الحضور لمناقشة قضايا قاصرين وأحداث ارتبطت في معظمها بسرقات وإتيان أفعال مرتبطة بتناول مؤثرات عقلية. لكن القضية التي اشرأبت الأعناق لمعرفة تفاصيلها، هي التي مثل فيها شيخ عجوز عمره 88 سنة، بالكاد وصل إلى قفص الاتهام مسنودا على أمنيين، اعتقل في وقت سابق قرابة ثلاثة أشهر من قبل درك خميس متوح، بعد أن تقدم والد طفلة قاصر عمرها ثماني سنوات بشكاية هتك عرض بالعنف من قبل " بقال الدوار" أو ما يعرف ب" بيدوفيل متوح". القضية جاهزة والنقاش ساخن في 28 غشت الماضي، تحرك درك خميس متوح المتاخمة لأولاد افرج، لاعتقال الشيخ من دكانه الكائن بدوار العبابدة وسط ذهول من أهل الدوار، وتفجرت القضية لما انتشر مقطع فيديو مدته دقيقتان على تطبيق " تيك توك"، يظهر الشيخ وهو يحضن الضحية ويقبلها في فمها، ما دفع قائد متوح إلى استدعاء والد الضحية وربط الاتصال بالدرك الملكي، الذي ما أن تأكد من صدق محتوى الشريط المتداول، حتى شرع في مسار البحث الضروري في مثل هذه الوقائع؟". وبعد تأخير سابق لإعداد الدفاع، اعتبرت القضية جاهزة وبعد التأكد من هوية " العجوز المتابع" عرض عليه بدر سعيد صورته المستخرجة من الشريط وخاطبه "واش هذا أنت؟". أجاب المتهم " أنا ما كانشوفش مزيان عندي الجلالة" ثم تواصلت أسئلة الرئيس" هذه التي تقبلها في فمها شكون هي؟ رد بتثاقل " حفيدتي ابنة بنتي"، لحظتها نبهه القاضي أنها ليست حفيدته بل هي ابنة الجيران وأن والدها هو الذي انتصب مشتكيا"، تمسك العجوز أنها حفيدته ما دفع رئيس الهيأة إلى الرد " واش بدلوها ليك ببنت الجيران؟ فكان جواب المتهم "راهم طيحوا عليا الباطل الله يلقيها ليهم". بعد برهة سأل القاضي أمنيين " واش عطيتوه شي شوية الما وخبيز" فأكدوا له أنهم اعتنوا به في مكان السجناء. بعد تلك الأسئلة تناول الكلمة نوري الزعري ممثل الحق العام، وأكد ان الفيديو يوضح واقعة هتك العرض وأن التقبيل كان بطريقة شاذة، إذا اتضح المعنى لا فائدة في التكرار، وأن الضحية القاصر لها ذاكرة قوية وأدلت بتصريحاتها متناسقة عند الضابطة القضائية ولدى النيابة العامة وفي مرحلة التحقيق وأن قرار الإحالة من قاضي التحقيق يتضمن شيئا آخر، يؤكد أنه كان يطالبها بأن تمس جهازه التناسلي، وعلى خلفية ذلك طالبت النيابة العامة بإنزال أقصى العقوبات الرادعة به. لدى تناوله الكلمة وجه عبدالغفور شوراق محامي المتهم كلاما قويا إلى النيابة العامة، مؤكدا أن مرافعتها تضمنت مغالطات واضحة ومنها أن قرار الإحالة الصادر عن قاضي التحقيق لا يتضمن مطلقا مطالبة المتهم للضحية، بما ذكر وهي اللحظة التي رد فيها النوري الزعري بقوة على المحامي" لا نسمح بتجاوز الحدود وحنا كلنا كنعرفو نغوتو" . وبعد أن نزع بدر سعيد فتيل المواجهة واصل دفاع المتهم بأن الشريط غير واضح وهو يصور موكله من الخلف متسائلا "كيف يمكن أن يقبل الضحية وبينهما سياج حديدي، وأضاف" في عمر 88 سنة وبمرض الضغط الدموي والسكري، كان على المحكمة أن تتأكد فعلا هل لا زالت لهذا الشيخ الذي بلغ أرذل العمر شهوة جنسية، وختم موجها كلامه للنيابة العامة" لماذا تصرون على وضع المغاربة في السجون بناء فقط على شبهات؟ وطلب الكلمة ممثل النيابة العامة من جديد وبلهجة صارمة قال " سأرد على الدفاع بكلام محمود درويش " سقط القناع عن القناع "وواصل هتك العرض واضح في الواقعة، والتأكد من شهوة الماثل أمامنا ليس لها مدعاة، وأنا شخصيا استمعت لشيخ عمره ٩٥ سنة في نازلة خيانة زوجية ومعروف أن أهل البادية يحافظون على قدراتهم طويلا". مداولة بعد المداولة طبقا للقانون ومراعاة للحالة الصحية للعجوز الطاعن في السن، وأخذا بعين الاعتبار تنازلا من أهل الضحية، آخذته هيأة الحكم بالمنسوب إليه وبعد أن متعته بأقصى ما يمكن من ظروف التخفيف، وقضت في حقه بثلاث سنوات حبسا نافذا. عبدالله غيتومي (الجديدة)

مغتصب عمره 88 سنة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تزوير الدمغة و"لايف" يستنفران الجمارك

عشرة عدول في شبهة تزوير

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات