أخطبوط المال والإعلام بجماعة الإخوان المسلمين

المضاربات في البورصة والعقار وترويج للأفكار في قناتي الجزيرة والمحور لم تسلم حركة الإخوان المسلمين المصرية من التطور حتى وصلت إلى تنظيم عالمي عابر للحدود، وخلال تولي الزعيم سيد قطب قيادة الجماعة تمكنت الأخيرة من تحقيق المكاسب اعتمادا على نقط قوة. وأشارت العديد من الدراسات السياسية، إلى أن حركة الإخوان المسلمين تنظيم شبه عسكري، يتعامل مع الواقع ضمن الأسلوبين المدني والجهادي والعسكري، إذ برز الإخوان المسلمون في تطبيق نوعين من العمل التنظيمي بشكل متواز، أحدهما يتمثل في تنظيم «إسلامي» عام يتلخص أولهما في مطالبة الناس بالالتزام بالقيم الإسلامية، وفقا للمنظور الإخواني، مثل أداء الصلوات والانخراط في الدروس الدينية، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفرض القيود على حرية المرأة ومحاربة المنكرات، مثل شرب الخمر ولعب الميسر، وثانيهما يخص تنظيم العناصر ضمن المجموعات والخلايا بالمدرسة والحي والسكن ومجال العمل وما شابه ذلك، والتجربة المصرية تكشف بجلاء تغلغل الجماعة في جمعيات المجتمع المدني والعمل الخيري إلى حد كبير، رغم التضييق الأمني، اعتمادا على تنظيم سري مكلف بالتوجيه والتغلغل واختراق الخصوم والتنظيمات الأخرى، ولتحقيق ذلك فإن جماعة الإخوان المسلمين، حسب الدراسات نفسها درجت على القيام بإعداد عناصر الجهاز السري، بما ينفي عنها شبهة الارتباط بالإخوان، فهي تبدو أمام المجتمع لا علاقة بالدين أو التدين.وخلف هذا التنظيم الداخلي امتلك التنظيم العالمي للإخوان المسلمين نقط قوة، تمثل في الأذرع المالية ومالية كبيرة قادرة:الواجهة الإعلاميةبخصوص الأذرع الإعلامية، نجح الإخوان المسلمون في استقطاب قناة المحور الفضائية التي لا تخفي انتماءها إلى التنظيم، بالمقابل تخفي قناة الجزيرة القطرية انتماءها، لكن يبدو جليا أمام المتتبعين أن القناة مبنية على إيديولوجيا وفكر إخواني يحركها، وهو ما يتجلى واضح في «خطاب القناة القومي التعبوي الشعاراتي"، فالمكانة المميزة التي حققتها قناة الجزيرة القطرية في الساحة الإعلامية العربية والدولية عند نشأتها، واستثمارها ل»قضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان في العالم العربي، وجرأتها خلال تلك الفترة في تناول المسكوت عنه في السياسة العربية، وفضحها للكثير من الانتهاكات والانحرافات التي شابت سير الأنظمة العربية الحاكمة»، سرعان ما كشف عن «انقلاب» في التوجه خلال سنواتها الأخيرة لأسباب متعددة، يلخصها الباحثون في «أن إدارتها الحالية تحاول الحفاظ على شعبية القناة بالتمويه على الرأي العام العربي من خلال دغدغة مشاعره وتهييج عواطفه في قضايا المنطقة الحساسة، مثل فلسطين والعراق وأفغانستان، بعد أن كانت الانطلاقة تنويرا للعقل السياسي العربي، ونقدا لمحدداته وتجلياته الفاسدة والمنحرفة، سعيا إلى أن لا يكون العالم العربي استثناء غارقا في نير الاستبداد وكتم الصوت وكسر القلم»، ثم اختطف التنظيم الدولي للإخوان المسلمين القناة، سواء برغبة من أصحاب القناة في إطار لعبة سياسية لحكام قطر، أو دون وعي منهم، إذ ما يزالوا يعتقدون أن الوضع تحت السيطرة، وأنهم منحوا الإخوان فرصة التحكم في «الجزيرة" لاعتبارات محلية واقليمية ودولية، وأنهم قادرون على التخلص منهم أو تحجيمهم متى أرادوا.تمويل الجماعةيجمع الباحثون المصريون أن مصادر التمويل المالي لجماعة الإخوان المسلمين من الأسرار الخاصة والغامضة في الوقت نفسه، إلا أن اتساع رقعة التنظيم للجماعة وضخامته فتح الباب للعديد لمتابعة النمو المالي الكبير لهذه الجماعة التي تعتمد أساسا على الشرط الذي وضع في عضويتها التي تنص «على كل عضو أن يدفع اشتراكا ماليا شهريا أو سنويا وفق النظام المالي لكل قطر، ولا يمنع ذلك من المساهمة في نفقات الدعوة بالتبرع والوصية والوقف وغيرها، كما أن للدعوة حقا في زكاة أموال الأعضاء القادرين على ذلك، كما أن مالية الجماعة ترتكز أساسا على إخوان الخليج والذين دائما ما يتم توظيفهم في عملية «جباية الأموال» لصالح التنظيم الدولي.ويعتمد الإخوان في تمويلهم على دعم رجال الأعمال والذين عادة ما ينكرون صلاتهم بتنظيمات الإخوان المنتشرة في كل مكان، ومن الملاحظ توسع نشاط الإخوان المالي، خاصة في منطقة الخليج العربي، سيما في دبي وقطر من خلال المضاربة في البورصات العالمية، وفي دبي على وجه التحديد عن طريق شركة عالمية لإدارة المحافظ المالية حيث يضخ الإخوان في هذه الشركة أزيد من 100 مليون دولار سنويا، ولا تتم المضاربة على إجمالي المبلغ بل على جزء منه للاستثمار في المباني والعقارات وأسهم في شركات، وجزء آخر موضوع في أحد البنوك الفرنسية الكبرى في دبي باسم قيادات الإخوان في الخليج العربي.ويتحكم الإخوان بهذه الأموال من خلال توكيل لإدارة الأعمال والسحب منها صادر لعدد محدد من الإخوان، ولكل واحد منهم من حملة التوكيلات الحق في إدارة الأموال والسحب منها وهذه الأموال التي لا يمكن حصرها أو معرفة رقمها بشكل دقيق يتم تحويلها من الخارج مباشرة من خلال عمليات غسل الأموال في عدد من عواصم المال.وتتوزع مصادر التمويل للإخوان على عدد كبير من الأنشطة الاقتصادية، مثل إنشاء دور للنشر والدخول في سوق الكمبيوتر من خلال إصدار البرامج الخاصة وشركات لتصميم مواقع للإنترنت، إضافة إلى مجال الصوتيات، وامتدت الأنشطة أيضا إلى مجال بيع العطور والملابس الإسلامية، ونجح الإخوان في الاستفادة من هذه الأنشطة اقتصاديا وتنظيميا التي عن طريقها ضمنت قيادات الإخوان الولاء التام. خالد العطاوي

أخطبوط المال والإعلام بجماعة الإخوان المسلمين

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تفكيك شبكة أفارقة بالبيضاء تتاجر في الكوكايين

نجوم "الجماعة" في "الجزيرة"

مقالات ذات صلة