الزواج الأبيض تفتقت عبقرية عدد من شباب اليوم في انتهاج طرق جديدة، لضمان الهجرة إلى أوربا بشكل يسير دون الحاجة إلى ركوب قوارب الموت، عن طريق خطة محكمة تتمثل في اللجوء إلى الزواج الأبيض أو الزواج الصوري، الذي يكون زواجا بين طرفين على ورق فقط، تنتهي مدته بحصول أحد الطرفين على وثائق الإقامة في أوربا أو الجنسية، فيما يحصل الطرف الثاني على مبلغ مالي متفق عليه مقابل ذلك. وفي الوقت الذي نجحت فيه هذه العملية بالنسبة للبعض، إلا أن الجرة لا تسلم دائما، بعدما تحول الزواج الأبيض إلى مشروع للاغتناء السريع، من قبل نصابات وكذا شبكات إجرامية مختصة في الاحتيال والتزوير. ولأن الطمع يعمي بصيرة الشخص، وجد عدد من الشباب أنفسهم رهينة الديون، بعد أن اقترضوا من البنك أو عائلاتهم للاستفادة من عملية الزواج الأبيض، سعيا لتحقيق حلم الهجرة وضمان المستقبل، قبل أن يتحول الحلم إلى كابوس في اليقظة، ينتهي بصاحبه إلى الوقوع في مشاكل مادية ونفسية، يصعب الخروج منها. محمد بها افتعال الحوادث أدى طمع عدد من الشباب في الاغتناء السريع إلى السقوط في المحظور، بتبني أساليب احتيالية تدخلهم عالم الجريمة من بابه الواسع. ومن بين الوسائل التي أضحت معتمدة من قبل الشباب الذي يرغب في تحقيق أرباح سريعة دون الحاجة لانتظار نتائج عمل أو تجارة تتطلب مجهودات مضاعفة ووقتا طويلا، ما أصبح معروفا بـ"حوادث السير الوهمية" التي تبنى أسلوبها عدد من أصحاب الدراجات النارية الذين يستهدفون سيارات تقودها النسوة وكبار السن وكذا الأشخاص الذين تظهر عليهم علامات الثراء، لاستغلال خوفهم وارتباكهم وكذا عدم رغبتهم في تضييع الوقت في انتظار وصول العون المكلف بتحرير المحضر أو عناصر شرطة السير المختصة. ومكنت قصص محتالين من فتح شهية بعض الشباب الذي يحاول تقليد الجرم نفسه بافتعال حوادث سير وهمية للنصب على سائقين والاستفادة من تعويضات مالية مقابل القيام بعملية الصلح وتفادي إعمال المساطر المعقدة، (مكنت) من تكرار السلوك قبل أن يجد الشخص نفسه في قبضة المصالح الأمنية بعد التأكد من ابتزازه، لتتحول الرغبة في جمع المال إلى وسيلة للزج بصاحبها وراء القضبان. م. ب