الحرارة تنعش تجارة العطور المقلدة

محلات تعرض علامات "كريستيان ديور" و"إيف سان لوران" وأزارو" و"كلفين كلين" بـ 49 درهما إنجاز : عبد الواحد كنفاوي انتشرت في مختلف الأحياء والمراكز التجارية الشعبية محلات تسوق مختلف أنواع العطور بأسعار لا يمكن لتجار القطاع المهيكل مجاراتها. وأصبح بالإمكان الحصول على عطور «كريستيان ديور»، و»إيف سان لوران»، و»أزارو»، و»كلفين كلين»، وكل ما تختار بسعر لا يتجاوز 50 درهما لقنينة 100 مليلتر، إذ يكفي اختيار النوع الذي تريده ليتكلف صاحب المحل بملء القنينة وتمكينك منها. وتلقى هذه المحلات، التي انتشرت في مختلف الأحياء والشوارع، إقبالا كبيرا. سألت «الصباح» عددا من أصحاب هذه العطور حول سر أسعارها المتدنية، رغم أنها تحمل علامات معروفة في المجال، فكانت جل الأجوبة غير مقنعة، إذ يتم تبرير ذلك، بأن هذه المنتوجات تجلب عبر قنوات التهريب دون أداء الحقوق الجمركية والرسوم المفروضة على العطور، التي يتم جلبها عبر القنوات القانونية. لكن رغم ذلك، يظل الفارق بين سعرها وأسعار العطور الأخرى كبيرا ولا يمكن تبريره فقط بالتهريب. وأوضح مطلعون على خبايا المهنة أن هذه العطور مستخلصة من مواد كيماوية لا تمت إلى العطور الأصلية بصلة، إذ تتم صناعتها من سوائل مركزة تنتج عن طريق تركيبات كيماوية، خلافا للعطور الأصلية التي تستخرج من الزهور والنباتات العطرية. وأكد مهنيون محترفون خطورة استعمال هذه العطور، لما تحمله من مخاطر على صحة مستعمليها، إذ يمكن أن تتسبب في العديد من الأمراض الجلدية، بما في ذلك بعض أنواع سرطان الجلد. لكن المواطنين لا يعيرون هذه التحذيرات أي اهتمام، على غرار غزلان، التي أكدت في تصريح لـ»الصباح»، داخل أحد المحلات، أنها اعتادت اقتناء هذه العطور وأنها لم تصب بأي أذى، وشككت في صحة المعطيات التي يروجها البعض حول هذا الصنف من العطور، من أجل التشكيك في جودتها وحث مستعمليها على التخلي عنها. واعتبرت أن تجار هذه العطور لديهم محلات تجارية ورقم في السجل التجاري ويتوفرون على رخص، وإلا فإن السلطات ستقفل لهم محلاتهم، لو لم يحترموا المعايير الصحية. ويقصد هذه المحلات بوجه خاص شباب وشابات، من أجل اقتناء صنف العطر الذي يرغبون فيه، إذ أن الشاب يستعين بصديقته من أجل اختيار نوع العطر الذي سيقتنيه، كما تستعين الشابة، أيضا، باستشارة صديقها حول صنف العطر الذي يروقه. ولا يتردد صاحب المحل في تقديم المشورة إذا لم يتوفق الاثنان في الاختيار، ويسرد لهما مزايا كل عطر على حدة. ويعرض صاحب المحل لائحة تتضمن عشرات العلامات العالمية المشهورة في عالم العطر ليسهل عليهما عملية الاختيار، وتكون قنينة العطر جاهزة، إذ تتم تعبئتها سابقا وتحمل رمزا يكون مدونا أيضا ضمن لائحة العطور، التي يعرضها على زبنائه. ولا يتجاوز السعر 49 درهما، في حين أن سعة القنينة محددة في 100 مليلتر. وتنتشر هذه المحلات في بعض القيساريات والشوارع، التي تعرف رواجا وحركة مرور مكثفة للراجلين، ودفع نجاح التجربة بآخرين إلى فتح محلات مماثلة في بعض الأحياء الشعبية. ويستعين أصحاب هذه المحلات بمواقع التواصل الاجتماعي، من أجل الترويج لمنتوجاتهم وعروضهم، خاصة في بعض المناسبات، مثل احتفالات «رأس السنة» أو «سان فالانتان»، التي يكثر فيها تقديم الهدايا والإقبال على محلات بيع العطور. وتظل الطريقة التي يهيئ بها أصحاب هذه المحلات لبيع العطور من الأسرار التي يتكتمون عليها، رغم أن البعض يؤكد أن الأمر يتعلق بمواد كيماوية لا تمت إلى العطور الأصلية بصلة. العطور تكلف المغاربة 35 مليارا يحقق قطاع العطور رقم معاملات سنوي يصل إلى 350 مليون درهم، (35 مليار سنتيم)، وتمثل بعض المناسبات ذروة النشاط، مثل نهاية السنة، إذ يحقق تجار العطر ما يناهز 40 % من إجمالي مبيعاتهم. وتهم هذه المعطيات المحلات المهيكلة، فقط، التي تتراوح أثمان منتوجاتها، في المتوسط، ما بين 150 درهما و 900 درهم، ويكثر الطلب، بوجه خاص على العطور التي يتراوح سعرها بين 350 درهما و500. وهناك بعض أنواع العطور الراقية التي يمكن أن يتجاوز سعرها ألفي درهم.

الحرارة تنعش تجارة العطور المقلدة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

التلاعب بشهادات طبية لـ "كولونيل"

مطالب بالنهوض بالقطاع الصحي بتاونات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات