إرهابيون وراء الجريمة

أمراء الدم وشرطي الرحمة (الأخيرة) مسارات البحث أكدت اعتياد المشتبه فيهم تكتيكات فردية اهتزت البيضاء، في مارس الماضي، على وقع جريمة نكراء، تعرض لها هشام بورزة، شرطي المرور التابع للمنطقة الأمنية الرحمة. بعد اختطافه وتعذيبه قبل العثور على جثته متفحمة بجماعة الخيايطة بالسوالم، مع اختفاء مسدسه الوظيفي. سارت الأبحاث عبر مسارات مختلفة، ضمنها الاختطاف من قبل عصابة تجار المخدرات، قبل أن تتوقف عند حقيقة أنها من توقيع أمراء الدم، ويستفيق المغرب على جريمة جديدة، من جرائم الإرهاب، التي استهدفت رجل أمن بزيه الرسمي وسلاحه الوظيفي... المصطفى صفر مكنت الجهود المشتركة لفرق التحقيق ولمصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، من تشخيص هوية المشتبه فيه الأول وإيقافه بجنان اللوز، وبعد ذلك رصد مكان اختباء المشتبه فيه الثاني وضبطه بضواحي فاس بمنطقة سيدي حرازم، تزامنا مع إيقاف المشتبه فيه الثالث بالبيضاء. واتضح أن الدافع إرهابي، بعد التحقيق مع الثلاثة، الذين اختاروا أصغرهم سنا أميرا لهم، وهو المنفذ للجريمة رفقة شريكه البالغ من العمر 37 سنة، بينما طريقة إحراق السيارة فقد عهدت إلى أكبرهم سنا ويبلغ 50 سنة، بقصد إتلاف الأدلة وتغيير معالك الجريمة عن طريق إضرام النار، وهي الوسيلة نفسها التي استعملوها لمحاولة إتلاف معالم الجثة. كما تمكنت مصالح الأمن من استرجاع السلاح الوظيفي، الذي عثر عليه داخل علبة معدة لتخزين الأدوات، بمنزل أحد المشتبه فيهم. أكدت مسارات البحث أن المشتبه فيهم اعتمدوا أساليب وتكتيكات الإرهاب الفردي لارتكاب جريمتهم الغاشمة، قبل استيلائهم على مسدس الشرطي وأصفاده لاستعمالها في جرائم مستقبلية، منها السطو على وكالة بنكية. وفضحت إجراءات البحث أن المشتبه فيهم حددوا الوكالة البنكية المستهدفة وأجروا استطلاعا لمحيطها، واتفقوا على طريقة اقتحامها، للسطو على الأموال وتمويل أنشطة إرهابية. وكشفت الأبحاث أن المشتبه فيه الثلاثة تشبعوا بالفكر المتطرف، وتحولهم السريع نحو التطرف وتبني الأفكار المتشددة، سيما بالنظر إلى مستواهم الدراسي البسيط والمتدني، وأيضا أن أحدهم معروف بسوابقه القضائية العديدة، آخرها في 2013 أدين من أجلها باستعمال العنف واستهلاك المخدرات وحيازة السلاح الأبيض بدون سند مشروع. أما استهداف الشرطي، فقد جاء التفكير فيه، بعد فشل رغبتهم في الالتحاق ببؤر تنظيم "داعش" في منطقة الساحل، قبل أن يتراجعوا عن هذا المسعى، بسبب نقص مصاريف التمويل الكافية لتمويل السفر، ما دفعهم إلى التخطيط لتنفيذ عمليات إرهابية تستهدف الأمن للحصول على السلاح وإثارة الرعب، ومن ثمة تنفيذ هجمات على وكالات بنكية ومصرفية، قصد الحصول على الأموال. أجندة إرهابيين كان الشرطي ضحيتهم بالصدفة، إذ خبروا المدارة وخططوا جيدا لاغتيال أي شرطي يجدونه بها، دون أن تكون لهم حسابات معه، إذ أن هدفهم يندرج ضمن أجندة الإرهابيين، المبنية على تكفير رجال الأمن واستباحة قتلهم لسرقة سلاحهم الوظيفي.

إرهابيون وراء الجريمة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

فوج "اليرموك"

تفكيك عصابة للسرقة بطنجة

مقالات ذات صلة