فوج “اليرموك”

بطولات على صوت المدافع 4 أهم شيء تعلمناه في المدرسة العسكرية احترام الوقت وكان هاجس أي تلميذ هو عدم التأخر هذه السلسلة ليست فقط سيرة ذاتية عادية لعقيد سابق في الجيش، شارك ببسالة في حرب الصحراء، بل هي دروس وعبر في الحياة والوطنية، خلاصتها أنه ليس من الضرورة أن يولد الإنسان وفي فمه ملعقة من ذهب لتحقيق حلمه. بالبيضاء وبالضبط بمنطقة بلفيدير، ولد العقيد عبد الإله معجيب في 1957. عانى رفقة أسرته الأمرين، بسبب الفقر والحاجة، ومع ذلك ضحى أفراد من أسرته من أجل ضمان دراسته، سيما بعد وفاة الوالد، والنتيجة ضابط متخصص في أعقد سلاح عسكري وهو المدفعية، وبه كبد عصابات "البوليساريو" خسائر جسيمة، إلى درجة أنه صار رأسه مطلوبا لديهم، مهما كلف الثمن. مصطفى لطفي في انتظار التحاق جميع التلاميذ الجدد بالمدرسة العسكرية، قدمت لنا في الأيام الثلاثة الأولى، دروس وشروحات حول طبيعة وخصائص الحياة العسكرية، كما تعلمنا طريقة ارتداء الزي العسكري وأمور أخرى متعلقة بالنظام الداخلي للمدرسة. وبعدها بأسبوع بدأ العكس العكسي، والتحقنا بأقسامنا إيذانا بانطلاق الموسم الدراسي الجديد. تخصصت في شعبة الدراسات القانونية، وكان لي الشرف أن أدرس على يد فقهاء في هذا المجال، عانوا مشقة السفر وقتها من كلية الحقوق بالرباط إلى مكناس. بالموازاة مع الدراسة، كنا نخضع يوميا لدروس وتداريب عسكرية صارمة لساعات، مزجت بين تقوية اللياقة البدنية للتلميذ الضابط، وتمرنه على الانضباط العسكري من خلال تعلم طريقة المشي العسكرية وتقديم نفسه أمام من هو أعلى منه رتبة. أهم شيء تعلمناه في المدرسة العسكرية احترام الوقت، إذ كان هاجس أي تلميذ فيها هو عدم التأخر في الموعد المحدد، فالمواعيد مضبوطة بالدقيقة والثانية، لهذا كنا مجبرين بعد انتهاء حصة من الرياضة، على ارتداء زينا العسكري في فترة زمنية قصيرة جدا، قبل أن يفاجئنا المشرفون عنا في زيارة خاطفة. خارج قاعات الدراسة، كان يشرف تلاميذ السنة الثانية أو الثالثة بالمدرسة العسكرية على تأطيرنا. الهدف من هذه الخطوة تعلم أبجديات احترام من هو أقدم منك في المدرسة ولو بيوم واحد. هذا المبدأ يعد من أهم تقاليد المدارس العسكرية الكبرى في العالم، الهدف منه تعود أبجديات الاحترام والالتزام العسكري، وفي حال لم يلتزم بها التلميذ ولو أمام آخر في السنة الثانية يحق له معاقبته، عبر مطالبته بالقيام بحركة رياضية مرهقة، منها الركض لمسافة طويلة أو الخضوع لسلسة من حركات "الطراكسيون". في خضم التعليم العسكري، تلقينا دروسا عن جميع الأسلحة وأنواعها، وخضنا تداريب ميدانية بها. كان الانبهار والخوف سيد الموقف عند إطلاق أول رصاصة. بعد انتهاء السنوات الثلاث بالمدرسة العسكرية، أحيل التلاميذ على التخصصات العسكرية بناء على النقط التي حصلوا عليها خلال مسيرتهم الدراسية. كانت وجهتي سلاح المدفعية. يبقى حفل التخرج ذكرى حية في ذاكرتي إلى اليوم، إذ قدمنا فيه عروضا مبهرة في مجالات عديدة، شرفنا بحضوره ولي العهد وقتها الملك محمد السادس، إلى جانب مسؤولين كبار في الجيش. كان لي الشرف أن أقوم بمغامرة ناجحة، وهي القفز بدراجة نارية وسط حلقة دائرية مشتعلة بالنيران. بعدها بفترة، تمت المناداة علينا لأداء القسم أمام الملك الراحل الحسن الثاني، الذي أطلق على فوجنا اسم "اليرموك". وقتها افترقت السبل بين زملاء الفوج الواحد، منهم من خضع لدورة تكوينية في الخارج، وآخرون التحقوا مباشرة بجبهات القتال في الصحراء. التدريب على المدفعية سافرت إلى فرسنا حيث خضعت لفترة تدريب على المدفعية لمدة سنة، تعرفت فيه على آخر التطورات التي شهدها هذا السلاح الفعال، وظفرت بمعرفة جديدة وتقنيات غير مسبوقة في استعماله لاسيما في دقة الرمي، ولما عدت التحقت برفاقي في الجبهات الساخنة.

فوج “اليرموك”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أخنوش يعجل بتنزيل المشاريع الملكية

إرهابيون وراء الجريمة

مقالات ذات صلة