إناء الرمل الساخن في واحات الجنوب الشرقي

تزامنا مع ظهور أولى صور المشاركين المغاربة في الحملة الدولية لـ"تحدي دلو الماء المثلج" الرامية إلى جمع التبرعات والتحسيس بمرض التصلب العضلي الجانبي، وشارك فيها نجوم وساسة عالميون، اختار شباب من سكان واحات الجنوب الشرقي للمغرب، خصوصا أقاليم ورزازات وتينغير وزاكورة والرشيدية، مغربة الفكرة للفت الأنظار إلى شح المياه الصالحة للشرب بعدد من دواوير هذه المناطق والجفاف الذي بدأ يشتد من جديد بسبب قلة التساقطات المطرية في المنطقة في السنة الأخيرة. وإذا كانت "موضة" تحدي دلو الماء المثلج، التي كان أول من أطلقها هو "كوري غريفين"، البالغ 27 سنة في عمره من ولاية "ماساتشوستس" الأمريكية، قبل أن يلقى حتفه أياما بعد ذلك غرقا، تقتضي أن يملأ المشارك دلوا بالماء وقطع الثلج، ويفرغه على بدنه من أعلى رأسه إلى أخمص قدميه، مع توثيق اللحظة أمام "كاميرا" وتحدي آخرين بذكر أسمائهم، ثم التبرع بالمال لمكافحة مرض التصلب العضلي الجانبي الذي يتلف الجهاز العصبي، فإن المبادرة المغربية تقترح نقيض ذلك، وتنطوي على أبعاد تلامس واحدا من أكبر التحديات التي تواجه المغرب.وهكذا تقترح مبادرة "سطل د الرملة سخون وطايب"، حماما من الرمل الساخن، كذلك الذي يجعل من "مرزوكة" وجهة صيفية للمغاربة في هذا الوقت من السنة، وحسب أصحابها، فهي "بادرة إنسانية تسعى إلى لفت انتباه المسؤولين محليا، جهويا ووطنيا إلى المعاناة اليومية لسكان مجموعة من الدواوير بالجنوب الشرقي من أجل الحصول على الماء الشروب" .وبعدما استهوت "لعبة" الماء المثلج نجوما وساسة، من قبيل "شاكيرا" و"بيكيه" و"جورج بوش" و"هيفاء وهبي"، فإن الحملة الممغربة يناشد بها سكان الواحات، المثقفين والإعلاميين والجمعويين والأشخاص العاديين، "تصوير أنفسهم وهم يسكبون سطل د الرملة سخون وطايب ولو بشكل رمزي"، لأن الفاعلين المدنيين المحليين فشلوا في لفت الانتباه إلى معاناة المواطنين مع ندرة المياه، بـ"مجموعة من العرائض والوقفات الاحتجاجية".ووفقا لدعاة الحملة، فـ"منذ بداية الصيف الحالي تعيش أقاليم زاكورة وتنغير وورزازات والرشيدية وميدلت وبوعرفة، شحا في الماء الشروب، بعد تراجع منسوب المياه السطحية والجوفية بسب قلة التساقطات المطرية في الآونة الأخيرة"، إذ "أصبحت الشاحنات الصهريجية المصدر الوحيد الذي يزود السكان بالماء الشروب في مجموعة من الجماعات القروية".وكان برنامج الأمم المتحدة وحكومة اليابان سنة 2011، مولا بتنسيق مع كتابة الدولة المكلفة بالماء والبيئة، دراسة حذرت من تغيرات مناخية جذرية ستشهدها هذه المنطقة التي تقع على مشارف الصحراء، وتجمع بين الوحدات الجغرافية التابعة للأطلس الصغير وواد درعة وواد زيز وتافيلالت وفيكيك، خصوصا في الفترة من 2021 إلى سنة 2050.وجاء في الدراسة أن تلك المناطق ستعرف ارتفاعا نسبيا في درجة الاحتباس الحراري، لكن المثير، أنها بينت أن التساقطات المطرية لن تكون حلا لمعضلة تلك المناطق، لما قالت إن "هطول الأمطار لن يكون في صالحها، وسيؤثر عليها سلبا"، واقترحت بالمقابل البحث عن حلول لـ"التأقلم والتكيف مع التغيرات المناخية" المرتقبة في تلك الواحات.امحمد خيي

إناء الرمل الساخن في واحات الجنوب الشرقي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مغاربة أمريكا يتدارسون نقل تجاربهم في الاستثمار إلى المغرب

تلقيح مليون رأس من الأبقار ضد الحمى القلاعية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات