يعرف المضيق دينامية وحركية كبيرتين خلال فصل الصيف، باعتباره من الوجهات المفضلة لدى العديد من الزوار من مختلف المدن المغربية، وكذلك للمهاجرين المغاربة والأجانب أثناء زيارتهم للمغرب. ومنذ الساعات الأولى للصباح" تبدأ المقاهي الواقعة على بعد أمتار من شاطئ المضيق في استقبال المرتادين الذين يختار كل واحد منهم تناول وجبة الفطور وفق إمكانياته وقدراته الشرائية. وقال فيصل، عامل في إحدى المقاهي، إن المحل لا يقفل أبوابه سوى ساعة واحدة في اليوم من أجل التنظيف، ليستأنف الطاقم عمله على الساعة الخامسة صباحا ويبدأ في استقبال الزوار، سواء المغادرين نحو وجهات أخرى أو القادمين إلى المضيق. وتوفر أغلب المقاهي وجبات فطور تقليدية مكونة من البيض و"الجبن البلدي" وزيت الزيتون والزيتون الأسود والشاي وأيضا طبق "البيصارة"، إضافة إلى أنواع أخرى من وجبات الفطور العصرية، التي تفضلها فئة أخرى من الزوار والمكونة من "الفينوازري" إلى غير ذلك. وعلى مدار اليوم تستقبل مقاهي ومطاعم المضيق أعدادا كبيرة من الزوار، الذين يستمتعون بتناول مختلف الوجبات، خاصة أطباق السمك. ولا يجد أغلب زوار المضيق صعوبة كبيرة في العثور على سكن لقضاء بضعة أيام بها، حيث يوفر كثير من "السماسرة" خدمة اكتراء الشقق، إضافة إلى أشخاص يتجولون في مختلف الشوارع الرئيسية والأحياء حاملين مجموعة من المفاتيح ومرددين عبارة "واش خاصكم شي دار لكرا" كلما مر أشخاص بالقرب منهم. ويعد شاطئ المضيق واحدا من الشواطئ الأكثر ارتيادا من قبل المصطافين، الذين يقضون به ساعات طويلة للاستمتاع بالسباحة وطبيعته الساحرة، سيما أنه محاط بالجبال وبمناظر جذابة. "الفضاء جميل جدا، لكن أسعار كراء الكراسي والمظلات باهظة جدا"، تقول لمياء، من سلا، مضيفة "إنهم يضيعون علينا متعة الاستمتاع بالبحر، خاصة أنهم يحتلون جزءا كبيرا من مساحة الشاطئ خاصة المنطقة المحاذية لمياه البحر ويمنعوننا من وضع مظلاتنا الخاصة". ويعيش كورنيش المضيق على إيقاع حركية دوؤبة، حيث يستمتع الزوار بالتجول على طوله والتقاط صور تذكارية رفقة أفراد العائلة أو الأصدقاء، أو بعد ارتداء أزياء تقليدية مثل الزي الجبلي والأمازيغي، إذ توفر بعض نساء المنطقة خدمة اكترائها مقابل عشرين درهما. وتعزز كورنيش المضيق هذه السنة بتوفير فضاء لألعاب الأطفال من أجل قضائهم مزيدا من الأوقات الممتعة خلال العطلة الصيفية، والذي يلقى إقبالا كبيرا من قبل شريحة واسعة. ويمكن لزوار كورنيش المضيق الاستمتاع بتناول ما يعرضه الباعة المتجولون، من ذرة ومثلجات، إلى غير ذلك. أ. ك