أيت عتاب: نخوة الرجال وجمال النساء

تادلة في تاريخ ليون الإفريقي (الأخيرة) أعادها يهودي إلى طاعة السلطان وأيت عياض مدينة العيون والبساتين شكلت منطقة تادلة أحد أهم أقاليم المملكة المغربية عبر التاريخ، إلا أنها لم تحظ باهتمام كبير من قبل المؤرخين، كما هو الأمر بالنسبة إلى فاس أو مراكش، ويعتبر كتاب وصف إفريقيا، للحسن بن محمد الوزّان الزناتي الفاسي، والمشهور بليون الأفريقي، أحد أهم المصادر التي تناولت مجال تادلة، بوصف مدنها وقبائلها وصناعات أهلها، وحكايات رجالها وفرسانها، والحياة الاجتماعية والسياسية لسكانها، وعلاقة كل قطر منها بالسلطة السياسية للوطاسيين ملوك فاس، في القرن السادس عشر. في هذه السلسلة، نروي على لسان "ليون الإفريقي"، قصصا من الجزء المخصص لتادلة. وهو الديبلوماسي والمؤرخ الذي عمل في إدارة الوطاسيين، وصال وجال في رحاب وأقطار المغرب، تاركا لنا وثيقة تاريخية وزنها ذهب. عصام الناصيري أيت عتاب مدينة في تادلة، أسسها الأفارقة (الأمازيغ)، في منحدر جبل شاهق، على بعد 10 أميال غرب المدينة السابقة (أفزا)، وهي كثيرة السكان، عامرة بالنبلاء والفرسان، ولما كانت تصنع بها كمية عظيمة من البرانس، فإن التجار الغرباء يكثرون فيها على الدوام. يرى الثلج باستمرار في قمة الجبل المشرف على المدينة، وجميع الشعاب المجاورة مليئة بالكروم والبساتين الجميلة، ولا يباع أي ثمر لكثرة ما هنالك من ثمار، والنساء شديدات البياض والسمنة والظرافة، متحليات بحلي الفضة، سود العيون والشعر، والسكان ذوو نخوة فائقة، لم يخضعوا قط لملك فاس، لما استولى على تادلة، ولم يدينوا له بالطاعة، وإنما انتخبوا نبيلا منهم قائدا لهم. وبعد أن جهزوا ألف فارس، تجرؤوا على الوقوف في وجه قائد الملك (الزرانكي)، وحاربوه بعنف إلى أن كاد عدة مرات، أن يفقد كل ما حصل عليه، فأرسل الملك أخاه على رأس جيش لمساعدة جيش قائده، لكن دون جدوى، واستمرت الحرب ثلاثة أعوام، إلى أن سمي يهودي رئيس الثوار، بإيعاز من الملك، فاستسلمت المدينة حينها عام 921 هجرية. وهناك أيت عياظ وهي مدينة واقعة على جبل صغير في الأطلس، من تأسيس الأفارقة، فيها نحو 300 كانون، وهي مسورة من ناحية واحدة، هي التي تتجه إلى الجبل، وليس لها جدار من الجهة التي تشرف على السهل، لأن الصخور كافية لحمايتها، وتبعد عن المدينة السابقة بحوالي 12 ميلا، وفي المدينة مسجد صغير، لكنه في غاية الجمال، حفرت حوله قناة تشبه ساقية ماء. يسكن هذه المدينة نبلاء وفرسان، ويرى فيها أيضا عدد كثير من التجار الغرباء والقاطنين، وكذلك من اليهود، الذين يشتغل بعضهم في التجارة، وبعضهم في الصناعة، وتنبع في المدينة عدة عيون، تجتمع مياهها لتكون جدولا يسيل تحتها، وتقوم على ضفتيه بساتين عديدة، للخضر والفواكه، تنتج أصنافا جيدة من العنب والتين، وفيها أيضا أشجار جوز باسقة، بينما تمثل حدور الجبل أرضا مغروسة بأجمل أشجار الزيتون. نساء هذه المدينة لطيفات أكثر منهن جميلات، ويتزين برشاقة بحلي الفضة، خواتم وأساور وغيرها من أنواع الزينة. أرض السهل خصبة كذلك، تنتج كل أصناف الحبوب، وأرض الجبل جيدة لإنبات الشعير، ورعي الماعز. كانت مدينة أيت عياظ في أيامنا هذه، ملجأ للثائر رحمون بن كحزان، إلى أن مات، وذهبت إليها عام 921، وأقمت بمنزل إمام المدينة.

أيت عتاب: نخوة الرجال وجمال النساء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إتلاف كمية مهمة من الممنوعات بمكناس

طنجة ينهي خلافه مع الطائر

مقالات ذات صلة