الحبيب بورقيبة ينقذ الحسن الثاني

انقلاب الصخيرات في الصحافة العربية 3 الطيب سليم السفير التونسي بالرباط قدم إفادات مهمة عن الأحداث الدموية بالصخيرات مرت اثنتان وخمسون سنة على أحداث انقلاب الصخيرات الدامية، وهي مدة كافية لإعادة قراءة مع وقع في المغرب، يوم 9 يوليوز 1971. «الصباح» التقت المؤرخ والباحث مصطفى الريس، الذي ينهمك في إعادة النبش في الانقلابين العسكريين، اللذين شهدهما مغرب السبعينات من القرن الماضي، معتمدا على رصيد وثائقي متنوع غطى وقائع انقلاب الصخيرات، يتضمن برامج إخبارية تلفزيونية وأخرى وثائقية وملفات صحافية وشهادات لمن شاركوا وحضروا وقائع الانقلاب، وأيضا تقارير استخباراتية ومقالات نشرتها الصحافة المكتوبة. الباحث الريس وافق على وضع قراء «الصباح» في صورة صفحات من هذا التاريخ، والسماح بنشر حلقات من مشروع كتاب قيد الإعداد، حول أحداث انقلاب الصخيرات، يتضمن مواد نشرتها جريدة «الأنوار» اللبنانية، ذائعة الصيت، في عالم الصحافة اللبنانية والعربية، والتي كان سعيد فريحة يشرف على رئاسة تحريرها منذ صدور عددها الأول في 25 غشت 1959. إعداد: برحو بوزياني أوردت جريدة الرأي العام الكويتية في عددها الصادر بتاريخ 11 يوليوز1971، خبرا مفاده أن الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة، كان من أوائل القادة العرب، الذين سارعوا إلى مهاتفة الملك الحسن الثاني، لتهنئته على نجاته، وللتنديد بالمحاولة الانقلابية الفاشلة التي استهدفت الإطاحة بالنظام الملكي. ونظرا لعلاقة الود التي كانت تجمع بين الحسن الثاني وآل بورقيبة، سيما الحبيب بورقيبة الابن، نجل الزعيم التونسي من زوجته الأولى الفرنسية ماتليد أو مفيدة بورقيبة، فقد كان على تواصل دائم مع ملك المغرب آنذاك، حين كان يشغل منصب وزير الخارجية التونسي ووزيرا للعدل والمستشار الخاص لوالده، وكان صديقا حميما للحسن الثاني، وكان حاضرا أثناء الهجوم على قصر الصخيرات، ونجا بأعجوبة من الموت، عندما كان يتقاسم مع الحسن الثاني وجبة الغداء. كان من الحاضرين في حفل عيد ميلاد الملك، إلى جانب الحبيب بورقيبة الابن، السفير التونسي في الرباط، الطيب سليم الذي قدم إفادات مهمة أدلى بها للإذاعة الوطنية التونسية لحظة وقوع الأحداث الدموية بالصخيرات، عندما سمع هو وبقية ضيوف الملك البالغ عددهم 1200 شخص، أصوات الرصاص خارج القصر. خيل إليهم أنها أصوات أسهم نارية أطلقت جزءا من الاحتفال، وأضاف أنه والحبيب بورقيبة الابن لم يصابا بأذى خلال المواجهة الدموية التي جرت في القصر واستمرت أربع ساعات. ولكن شأنهما شأن بقية المدعوين، أجبرا على الانبطاح أرضا تحت التهديد بالرشاشات. استرسل السفير التونسي الطيب سليم في سرد وقائع الانقلاب، قائلا "كان الجو في اللحظة رائعا جدا تميز بحضور كبير من الدبلوماسيين. وعندما سمعنا صوت الطلقات يتردد في الخارج، اعتقدنا أنها تشكل جزءا من الاحتفال بعيد ميلاد الملك، ولكن بعد دقائق شاهدنا رجلا يمشي مترنحا والدماء تنزف منه، وكان صوت الرصاص لا يزال يسمع بوضوح خارج القصر". وأضاف السفير التونسي واصفا ما جرى "عندما جاء الجنرال أحمد المذبوح، وهو من أقرب العسكريين إلى الملك، وتحدث إليه. وفي الوقت الذي نهض فيه الملك من كرسيه لتحية الجنرال، نهض الحضور أيضا، وفقا للمراسم الملكية. وما لبث الملك أن ابتعد مع الجنرال، في الوقت الذي ألقيت فيه قنبلة يدوية وقعت قرب الحسن الثاني، فبادر الحبيب بورقيبة الابن، إلى التقاطها وإلقائها بعيدا". واستطرد السفير قائلا "كان هناك حوالي 400 أو 500 جندي وقد اشتبكوا في قتال ضار بحدائق القصر، ولم نستطع رؤية الملك في أي مكان، ولكننا شاهدنا طائرة هليكوبتر تحلق فوق رؤوسنا. ثم رأينا بعض الجنود يقودون ولي العهد الأمير عبد الله في الاتجاه الذي تردد أن الملك نقل إليه. وما لبثنا أن سمعنا أصوات رصاص من ذلك الاتجاه وبعض الصلوات... وبعد عشر دقائق، عاد الملك إلى غرفة الاستقبال، وأكد أنه نجا من الخطر. ثم طلب منا أن نشاركه قراءة الفاتحة شكرا لله". رواية سفير تونس قال السفير التونسي إن الحسن الثاني كان مدينا بحياته للحبيب بورقيبة الابن، وهو الأمر الذي أكده الأخير في تصريح أدلى به لإذاعة تونس، حيث وصف الكيفية التي دخل بها الجنرال المذبوح زعيم الحركة الانقلابية، إلى قاعة الاستقبال الملكي "عندما رأيته يبتعد مع الملك، لاحظت شيئا غريبا في تصرفاته، وخيل لي أنني سمعته يتحدث بلهجة بدت لي خطيرة جدا. ولكن حتى بعد ذلك، ما كان بإمكاني أن أصدق أن هذا الرجل يمكن أن يتزعم حركة تمرد ضد الملك. وفي تلك اللحظة، ألقيت قنبلة وسقطت على المائدة الملكية، فسارعت بالتقاطها، وألقيتها من النافذة، وعندما أخرج الملك الحسن من الغرفة، شاهدت حوالي 70 جنديا أو 80 يقتحمون المدخل الرئيسي للقصر، ويطلقون النار على غير هدى، فقتل وجرح عدد كبير من الأشخاص".

الحبيب بورقيبة ينقذ الحسن الثاني

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

قتلة بدر أمام جنايات البيضاء

زورت إمضاء والدي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات