مهنيون: شركة المجازر التركية واجهة لمالكين مغاربة

كشف مهنيون بالمجازر الحضرية للدار البيضاء عن حقائق جديدة لفسخ عقد التدبير المفوض الذي كانت تستفيد منه شركة تركية تحت اسم «أنلير المغرب» منذ 2004 الذي كاد يتسبب في أزمة خطيرة في ذبح وتوزيع اللحوم الحمراء بالعاصمة الاقتصادية وضواحيها، لولا تدخل المصالح البيطيرة في آخر لحظة، لإنقاذ الموقف وتأمين مرحلة انتقالية تسير اليوم بعدد غير قليل من الصعوبات والمشاكل.ووصف محمد الذهبي، المنسق الجهوي للاتحاد العام للمقاولات والمهن، طريقة فسخ العقد من جانب واحد، بـ»عملية نصب من الحجم الكبير، حين اختارت الشركة اليوم الأول من العطلة الصيفية لأغلب المسؤولين التي تصادف نهاية الاحتفالات بعيد العرش لوضع رسالة إنهاء الخدمة، ما كاد، بالفعل، يتسبب في أزمة كبيرة، لولا يقظة المهنيين وأعضاء في مجلس الجماعة والسلطات المحلية والبيطرية التي سارعت إلى ملء الفراغ في الوقت المناسب.وقال الذهبي إن الشركة التركية كانت تتهيأ، منذ فبراير الماضي، وأمام أعين عدد من المسؤولين، إلى ما وصفه بالهروب الكبير وترك الجمل بما حمل، موضحا أن أطر الشركة شرعوا في نقل أبنائهم وأسرهم إلى تركيا منذ أكثر من ستة أشهر، كما بدؤوا في بيع سياراتهم وإنهاء عقود إيجار منازلهم وفيلاتهم في هذا الوقت بالتحديد، كما قاموا بعدة إجراءات على مستوى البنوك لتسوية حساباتهم البنكية.وأكد المنسق الجهوي أن مهنيي ومستعملي المجازر الحضرية انتبهوا إلى تحركات مريبة يقوم بها مسؤولو الشركة منذ أشهر، وأخطروا بها أعضاء في لجنة التنسيق والتتبع، دون أن يتلقوا أي رد، حتى «تفاجأ» الجميع بوضع رسالة إنهاء فسخ العقد ورحيل مديري ومسؤولي الشركة إلى خارج الوطن.وقال الذهبي إن مشكل المجازر أعقد بكثير من مجرد الحصول على الضمانة المالية الناجمة عن فسخ العقد من طرف واحد، أو تأمين رسوم الخدمة أو رفع دعوى قضائية على الشركة، ويتعلق، حسبه، بمسلسل طويل من الفساد وسوء التدبير وحلقات متواصلة من التواطؤ من قبل مسؤولين مغاربة، حتى يسهلوا للشركة التركية جميع الإجراءات لتخريب مرفق عمومي حيوي.وأكد الذهبي إن الوقت سيحين بعد أيام للكشف بكل مسؤولية عن أسماء المسؤولين الذين يختفون في كواليس هذا الملف ويستفيدون من ريع هذه الاختلالات والاختلاسات، مؤكدا أن عددا من الأسئلة تطرح على المساهمين الحقيقيين في شركة «انلير المغرب»، ومن كان يحظى بنسبة 55 في المائة من رأسمالها وكيف تحولت هذه النسبة إلى طرف آخر، ومن كان يتستر على كل ذلك وكيف؟».وعاد الذهبي إلى كشف عدد من الأوراق من «موجز السيرة الذاتية» للشركة التركية التي قال إنها لا وجود لها تقريبا ضمن الشركات التركية الكبرى، بل إن تركيا لا تتوفر على نظام للمجازر الخاصة، بل تلتزم بالمجازر المسيرة من قبل البلديات والجماعات. وأكد الذهبي أن عملية بحث بسيطة أثبتت أن الشركة مجرد وحدة صناعية صغيرة لتقطيع اللحوم وفرمها وبيعها، ولا تتوفر على أي خبرة لتسيير مجازر كبرى بحجم المجازر الحضرية للدار البيضاء، علما أن العمل الكبير والأساسي يقوم به مهندسون وأطر مغربية مائة في المائة.وقال الذهبي إن المهنيين، الذين أبدوا استعدادهم لتأمين هذه الفترة الانتقالية بكل مسؤولية، ينتظرون قرارات حاسمة من رئيس مجلس المدينة فور عودته من عطلته السنوية الاثنين المقبل، مؤكدا أن القصابة، الذين يخاطرون بأموالهم في سبيل المجازر، لا يمكنهم الاستمرار في العمل في وضع غامض دون إجراءات حازمة، لفتح تحقيق مسؤول في جميع الخروقات والاطلاع على ملفات الفساد ومعاقبة المسؤولين وإقالتهم ومحاكمتهم، «دون ذلك سيستمر الوضع على ما هو عليه بكل عواقبه ومخاطره المحتملة».يوسف الساكت

مهنيون: شركة المجازر التركية واجهة لمالكين مغاربة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

المغرب يدرس تمديد الطريق السيار نحو حدود الجزائر وموريتانيا

الداودي أمام امتحان تدبير الاكتظاظ بالجامعات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات