الأنوار اللبنانية تنشر التفاصيل

انقلاب الصخيرات في الصحافة العربية 1 هكذا روى الحسن الثاني لحظات الهجوم على القصر وحواره مع الجنرال المذبوح انفردت جريدة الأنوار اللبنانية عن باقي الجرائد العربية، التي واكبت أحداث انقلاب الصخيرات في تاسع يوليوز 1971، لأنها نشرت على أعمدة صفحتها الأولى والصفحات الداخلية تفاصيل المؤتمر الصحافي الذي عقده الملك الحسن الثاني، بعد 24 ساعة من محاولة الإطاحة به. تحدث الحسن الثاني بصوت مكتوم، وحيى الأجانب الذين جاؤوا لمشاركته عيد ميلاده، قبل أن يسترسل في الحديث عن تفاصيل الأحداث الدامية التي كان قصر الصخيرات مسرحا لها. وقال "إن مقتل زعيم المتمردين الجنرال المذبوح صدفة على يد أحد أعوانه، هو الذي ألقى الذعر في صفوف الذين كان قد دربهم"، مذكرا أن تلك اللحظة كانت اللحظة الحاسمة التي سجلت نهاية العملية. واستحضر بنوع من الانفعال تلك اللحظات التي خيل له فيها أنه على وشك أن يقضى عليه، وقال "بعد أن خرجنا من المعزل، الذي كنا مختبئين فيه، وبعد أن أجلسني طالب من الكلية الحربية على الأرض، أشار إلي بأن أتبعه وبصراحة أقول إنني اعتقدت أنه يريد أن يأخذني إلى زاوية، ليقتلني بهدوء وبغفلة من العيون". وقف وقفة التأهب وطلبت منه أن يستريح، ثم طلبت منه وقفة التأهب ثانية ففعل. وقلت له "ماذا تنتظر لتقبل يدي؟ ففعل". ثم أردف الملك قائلا "وسألت الطالب ما هذه القصة؟ وأجابني: لقد أكدوا لي أن جلالتكم تعاني المتاعب.. تفضل واختبئ، ولكنني قلت لهم لا، ادع رفاقك، نكسوا فوهات بنادقكم واتبعوني، وقد لمت طلاب المدرسة الحربية الستة الذين لحقوا بي، على إساءتهم إلى الجيش الملكي .. وبكى بعضهم، ثم أخذنا معا نقرأ الفاتحة". قدم الملك الحسن الثاني إفادات مهمة عن فحوى المفاوضات مع أحد قادة الانقلاب، أثناء الهجوم على القصر فقال"حين بدؤوا يطلقون النار، اقترب مني الجنرال المذبوح، زعيم المتمردين ورئيس الفرقة العسكرية في القصر، وضمني قائلا "اتبعني وسأنقذك. وقلت له ليس لي أن اتبعك، إني باق هنا، عندئذ قال لي تعرفت إلى الكولونيل اعبابو قائد المدرسة الحربية.. إني أعرف أنه هو وسأذهب إلى مفاوضته. هل إذا أحضرته لجلالتكم ستسامحونه؟ وقلت له "حاول دائما وسنرى في ما بعد، ولكنني على كل حال لا أفاوض". فاجأ أحد الصحافيين الملك الحسن الثاني بسؤال حول ماذا "كان سيحل بالمغرب بعد ذهابكم؟"، أجاب الملك" أفضل عدم التفكير في ذلك، إن كل ما هو موجود كان سيضيع"، كما لم يخف الملك حنقه في جوابه على الحكومة الليبية، واصفا ما حدث بأنه انقلاب على الطريقة الليبية. وقال "مع كل ما انطوى عليه العمل من مظاهر، فإنه كان انقلاب متخلفين". ثم خاطب ليبيا قائلا " ليبيا إني لا أهتم لها. إنني عند قولي ملكيا، بمعنى أنني اليوم ملكا أكثر من الأمس". إن زرعتم الريح ستحصدون العاصفة استغل الملك الحسن الثاني مناسبة المؤتمر الصحافي، ليخاطب الزعماء السياسيين والنقابيين المغاربة بالقول "نقول لهم إننا لم نجن غير ثمار ما زرعوا من كثرة ما كتبوا في صحفهم، ولمحوا إلى أن المغرب في طريقه إلى الانهيار، الإقطاع يصول ويجول... إنكم تحفرون قبوركم بأنفسكم. ولو استولى المتمردون على الحكم لكانوا دون مستواكم، وما كانوا ليدعوكم إلى الاشتراك في الحكم، لأنكم لن تفهموهم، ولأنكم أكثر ثقافة وخبرة، ولكنتم ضحاياهم الأولين. ثم ختم حديثه قائلا "من أجل ذلك، نقول لكم أنتم الذين تصنعون الرأي العام المغربي، سواء مباشرة أم بطريقة ترويج الشائعات، كونوا على حذر، فإن زرعتم الريح، ستحصدون العاصفة".

الأنوار اللبنانية تنشر التفاصيل

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تحالف البيضاء... أين الجدية؟

"تافزة" أهم مدينة في الإقليم

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات