التمس جون بايدن، الرئيس الأمريكي، من ويليام بورنز، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، المعروفة اختصارا بـ "سي أي إي"، أن يصبح عضوا في إدارته، فاعتبر ذلك ترقية لأحد أقرب مستشاريه في الأمن القومي، والسياسة الخارجية. وتجمع بورنز روابط مهنية وثيقة مع كبار المسؤولين المغاربة وعلى رأسهم عبد اللطيف حموشي، المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني، إذ التقيا في الرباط وواشنطن، ونسقا معا لتسهيل عملية تبادل المعلومات بشكل دقيق لتفكيك الخلايا الإرهابية في مهدها لتفادي حمامات دم، ومواجهة التحولات الجيوإقليمية في منطقة الساحل والصحراء، وملاحقة التنظيمات المسلحة الممولة، من قبل تنظيمات مثل "بوليساريو"، المدعوم من لدن الجزائر وله علاقة بتنظيم "داعش"، ومواجهة المنظمات الإجرامية العابرة للقارات، المختصة في الاتجار الدولي في الأسلحة، والمخدرات والبشر، وتبييض الأموال. وأثنى بايدن، في بيان له على بورنز، مؤكدا أن وكالة الاستخبارات الأمريكية شهدت تقدما تحت قيادته لنهجها القويم في رفع تحديات الأمن القومي الأمريكي، وسلكت نهجا واضحا على المستوى البعيد لمواجهة التحديات، في إشارة إلى تعامل بورنز مع ما يجري في الحرب الروسية الأوكرانية وتتبع تحرك تنظيم فاغنر الممول من قبل المخابرات الروسية. وأشار الرئيس الأمريكي إلى أن بورنز، يقود "سي أي إي" باحترام ويمثل أفضل ما في أمريكا، وأنه يتطلع إلى مواصلة العمل معه في السنوات المقبلة. وأكدت صحيفة "واشنطن بوست" أن ترقية بورنز لكي يشتغل في إدارة الرئيس بايدن، هي رمزية ولن تمنحه صلاحيات جديدة، ولكنها تؤكد تأثيره القوي في صناعة القرار في إدارة الرئيس بايدن. وسيشارك بورنز في اجتماعات مجلس الوزراء المعني بتقديم المشورة للرئيس الأمريكي، إلى جانب وزيري الدفاع والخارجية ومديرة الاستخبارات الوطنية، إريل هاينز، التي أشادت في بيان لها بذكاء وخبرة وتجربة بورنز. ويعد مجلس الوزراء الأمريكي هيأة استشارية للرئيس، ويتألف من نائب الرئيس ورؤساء الوزارات التنفيذية الفيدرالية 15، التي تضم الخارجية والدفاع والعدل وغيرها. وتم وصف مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية بسكرتير المشاكل الصعبة التي يتدخل لحلها، إذ تحرك بشكل كبير بعد انطلاق الحرب الروسية على أوكرانيا لتذليل الصعاب والحيلولة دون استعمال السلاح النووي. وإلحاق مدير الاستخبارات بإدارة الرئيس الأمريكي ليس بالأمر الجديد، إذ سبق بايدن، كل من دولاند ترامب، وبيل كلينتون، ورونالد ريغن، كلما ظهر أن صناعة القرار السياسي تتطلب أيضا خبراء في المجال الاستخباراتي، كي يتم تفادي ارتكاب الأخطاء المكلفة. وسيشكل هذا التعيين صفعة جديدة لنظام "الكابرانات" الجزائري، الذي شعر أنه أصبح معزولا في الساحة الدولية، بسبب إقرار أمريكا وإسرائيل بمغربية الصحراء، ودعم مئات الدول في كل القارات لمقترح الحكم الذاتي لحل النزاع المفتعل، حول الصحراء المغربية. أ. أ