الشرعي: جربت 98 لاعبا قبل “الكان”

قال لـ "الصباح" إن لاعبين سيغادرون المنتخب قبل أولمبياد باريس أكد عصام الشرعي، مدرب المنتخب الأولمبي، أن التتويج باللقب الإفريقي، يعد شيئا كبيرا بالنسبة إليه، بحكم أنه تتويج تاريخي، لكن الأهداف المسطرة رفقة الجامعة، لا تقتصر على النتائج فقط، وإنما على تكوين اللاعبين للفريق الأول. وأضاف الشرعي في حوار مع «الصباح»، أن مهمته تتطلب منه تحقيق النتائج، وفي الوقت نفسه تكوين اللاعبين، والتوفيق بينهما ليس أمرا سهلا، مشيرا إلى أنه تأتى له ذلك، بفضل جميع اللاعبين، الذين قدموا مستوى جيدا طيلة المنافسة، وإلى المجهودات التي وفرتها لهم الجامعة. في ما يلي نص الحوار: ماذا يمثل لك التتويج التاريخي باللقب الإفريقي؟ يمثل لي شيئا كبيرا، وتتويج تاريخي باللقب الإفريقي، بالنظر إلى دخوله خزينة الكرة المغربية. ستكون هذه هي البداية، إذ نشتغل بطريقة جيدة مع الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، من أجل أن يلتحق جميع اللاعبين مستقبلا بالمنتخب الأول، بحكم أنه أحد الأهداف، التي سطرناها منذ البداية. ما هي الصعوبات التي واجهتكم أثناء المنافسة؟ الصعوبات كلها كانت واضحة، في مقدمتها الانسجام مع اللاعبين، بحكم أنه لم تكن لدينا فترة طويلة لإعداد المنتخب الوطني. وإذا لاحظنا فإن التجمع الأخير، الذي أجراه المنتخب الوطني لأقل من 23 سنة، وخاض خلاله ثلاث مباريات إعدادية، ضم العديد من اللاعبين الذين كانوا ضمن المنتخب الوطني الأول، وهناك البعض عانى الإصابة، لذلك كان صعبا علينا أن نجد الانسجام من البداية، علما أنه كان لدي أمران، يجب أن أوفق بينهما، الأول يتعلق بالاستثمار في اللاعبين ليرتقوا إلى المنتخب الأول، والثاني تحقيق النتائج، لكن الجمع بينهما أمر صعب، لأن التكوين محفوف ببعض الأخطاء، ويتطلب تحسين مردود اللاعبين وتطوير أدائهم، الشيء الذي فرض علي منحهم الوقت الكافي، بحكم أنهم لا يتوفرون على تجربة، في الوقت الذي نطلب منهم النتائج. هل قدم الزلزولي والخنوس وبوشواري المنتظر منهم؟ أكيد، كل لاعب في المجموعة أعطى المستوى المطلوب منه، وسبق أن قلت هذا وأؤكده مرة أخرى، لدي 25 لاعبا، ولا يوجد هناك احتياطيون وأساسيون، أتعامل مع الجميع بالمساواة، لكن كل لاعب لديه هامش من التفوق عن الباقي في شيء ما، إما من الناحية البدنية أو التقنية أو التكتيكية، والأمر يعود لي حسب المنافس وظروف المباراة، وأي لاعب شارك في أي مباراة، إلا وأعطى المنتظر منه، كما أني أحب أن يكمل كل لاعب زميله في الملعب، وألا يكون الحسد بينهم، وأن يحب كل لاعب لزميله الخير، لأنها الطريقة، التي يمكن أن نتطور بها. هل لمست الروح القتالية للاعبين رغم الإصابات والضغوط؟ هناك أمر مهم بالنسبة إلي، أن أي لاعب غير جاهز لا يمكن أن يلعب المباراة، دون تفاصيل الطبيب وموافقته، لأنه لا يوجد لاعب لدي أهم من زملائه، أتعامل مع الجميع بقدر من المساواة، ولا يمكن أن أفضل لاعبا غير جاهز على زميل له جاهز، وأن أي لاعب لا يمكنه اللعب، يعوض بزميل له، لأن جميع اللاعبين يمتازون بمستوى متقارب بينهم. لماذا تلقى المنتخب أهدافا كثيرة في النهائيات؟ تلقينا خمسة أهداف، وسجلنا عشرة، هجوميا كنا حاضرين، وهناك قانون في لعبة كرة القدم، إذا أردت الفوز، عليك أن تسجل أهدافا أكثر من المنافس، والمنتخب الأولمبي يدافع ويهاجم بجميع لاعبيه، أي أننا عندما نسجل هدفا يكون للمدافع والحارس دور فيه، وعند تسجيل الأهداف في مرمانا، الكل يتحمل مسؤوليته سواء المهاجمون أو المدافعون أو وسط الميدان، لذلك لا يجب التركيز على لاعب واحد، لأنها ليست طريقة جيدة، ونحن مجموعة واحدة، عندما نفوز أو نخسر فالجميع يتحمل المسؤولية. << هل توافق على الانتقادات الموجهة للحارس؟ بالنسبة إلى علاء بلعروش، حارس مرمى المنتخب الأولمبي، من الحراس الجيدين، المتخرجين من أكاديمية محمد السادس الدولية لكرة القدم، ولكن المشكل الأساسي، أنه لا يوجد لدينا حراس في هذه السن، يلعبون في المستوى العالي، وسبب ظهوره بمستوى لم يعجب الكثيرين، يعود إلى أنه رفقة العديد من أمثاله لا يتوفرون على التجربة، وأعتقد أن علاء كسب تجربة كبيرة من المباريات، التي خاضها في النهائيات، لكن هذا الأمر ينطبق على جميع اللاعبين، إذ عليهم الاشتغال لتطوير مستواهم. والحقيقة، أني لا أرغب في الحديث عن أداء كل لاعب، لأن الإنجاز حققوه كلهم، وهو جماعي بالدرجة الأولى، ولا أحب أن أتحدث عن الأمور السلبية، وأهنئهم جميعا من الحارس إلى الذين لم يسعفهم الحظ في اللعب، على المجهود الذي بذلوه في النهائيات، وعلى الإنجاز التاريخي، الذي حققوه، وخلال سبعة أشهر الماضية، خضنا 13 مباراة، وكانت لدي فرصة لأقيم مستوى 98 لاعبا، بالاعتماد على ما لدي من رصيد على الكرة المغربية، وكان أهم شيء بالنسبة إلي، هو الاشتغال على التوازن داخل المجموعة. هل كونت فكرة عن لاعبي المنتخب الأول لتعزيز الأولمبي؟ أكيد، لدي فكرة عنهم جميعا، لكن من الصعب الحسم في أمر اللاعبين الثلاثة، الذين سيرافقون المنتخب الأولمبي إلى الأولمبياد، غير أن الأمر مبكر نوعا ما، بحكم أن الفترة التي تفصلنا عن الأولمبياد طويلة، وقد تكون هناك إصابات والانتقالات والهاجس البدني، كلها أمور يجب التعامل معها، قبل الحسم. هل سيكون هناك لاعبون جدد؟ بطبيعة الحال، قد يكون هناك لاعبون جدد، وقد يغادر آخرون المنتخب الأولمبي، لأنه مفتوح في وجه الجميع، وأنا لا أعترف بالرسمية في المنتخب الأولمبي. متى تبدأ معاملتك وتنتهي مع الركراكي؟ لا أعتقد أنها تنتهي، دائما يوجد تواصل بيننا، وعليه أن يستمر، لأنه كما سبقت الإشارة إلى ذلك، فإن مهمتي تحقيق النتائج، لكن أكبر مهمة بالنسبة إلي، تبقى هي تكوين اللاعبين، وتحضيرهم ليلتحقوا بالمنتخب الأول، وفي بعض الأحيان لا نعير اهتماما لهذا الأمر. هل ترى أن بعضهم مرشح للعب للمنتخب الأول؟ يجب أن نبحث عن اللاعب القادر على بلوغ المنتخب الأول، ولا يمكنني الاستثمار في اللاعبين، الذين لا يستطيعون تطوير مستواهم، وغير القادرين على تقديم الإضافة. هل ستلعبون أمام ليبيريا في شتنبر إذا طلب منكم ذلك؟ الآن الأهمية للمنتخب الأول، لأنه سيخوض نهائيات كأس إفريقيا، لذلك فإن الأولوية تعود إليه في المرحلة المقبلة، وبعد كأس إفريقيا سيكون لدينا متسع من الوقت، لمتابعة اللاعبين الجاهزين. وبخصوص المباريات الإعدادية، لا يمكن الآن الحسم فيها، لأن ذلك يتم بالتوافق مع المسؤولين في الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، التي تشتغل في هذا الجانب، والأكيد سنحسم في المباريات الإعدادية، التي بإمكانها أن تقدم لنا الإضافة. كلمة في حق الآباء والجماهير ... أود أن أشكر الآباء والأمهات على المجهودات، التي قدموها لدعم اللاعبين وتحفيزهم معنويا لتحقيق هذا اللقب، سيما أن اللاعبين مازالوا صغار السن، ورضا الوالدين أمر ضروري في ثقافتنا، وحافز كبير لبلوغ الأهداف. وأغتنم هذه الفرصة لتوجيه الشكر إلى الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ولرئيسها فوزي لقجع، على كل ما قدمه لنا من دعم ومساندة، وبالنسبة إلى الجمهور المغربي، فالأكيد أنه لعب دورا في هذا التتويج، من خلال دعمه اللا مشروط منذ انطلاق المنافسة، وسعادتي كانت كبيرة، عندما ألتقي بهم في الشارع فرحين سعداء باللقب. ما هي الأشياء التي طلبتها من اللاعبين؟ أن يقللوا من الأخطاء، وألا تكون مؤثرة، وأن يشتغلوا لتطوير مستواهم وتحسينه، لأن مثل المباريات التي خاضوها في النهائيات، تساهم في منحهم التجربة وتطوير أدائهم، حتى يشكلوا في ثلاث سنوات المقبلة المنتخب الأول. لماذا لم تظهروا في المباراة الأولى بمستوى جيد؟ سنعود للكلام نفسه، الذي قلته في البداية. كانت المباراة الافتتاحية في ملعبنا وأمام 30 ألف مشجع، وكان ضروريا أن يشعر اللاعبون بالضغط، سيما أنهم صغار في السن، وعليهم في الوقت نفسه أن يخوضوا 45 دقيقة الأولى للتحرر من الضغط، وبعد ذلك لاحظ الجميع كيف تحسنوا وفازوا في المباراة. من الصعب مطالبة اللاعبين بأن يكونوا في مستوى عال من الدقيقة الأولى، وهذا هو الاستثمار، الذي تحدثت عنه، بالنظر إلى أن اللاعبين يكتسبون التجربة في مثل هذه المباريات، لذلك فأنا أنظر لما هو إيجابي، بعد أن تمكنوا من الفوز في جميع المباريات، وأهنئهم على العمل، الذي قاموا به. ما هو طموحكم في الأولمبياد؟ بداية نود تغيير وجه كرة القدم المغربية، لأننا سنذهب إلى الأولمبياد باعتبارنا بطل إفريقيا لأقل من 23 سنة، وطموحنا أن نعطي صورة جيدة عن المغرب، وأن نذهب إلى أبعد نقطة. هل لديك تصور عن الاستعدادات؟ من الصعب أن أحسم في الاستعدادات للأولمبياد حاليا، وأعطي تصورا عن المباريات الإعدادية التي سنخوضها، بحكم أننا أنهينا التصفيات أخيرا، لكن قبل ذلك يجب أن أحضر تصوري، وأن أقدم خلاصة عما جرى في النهائيات، التي أرى أنها إيجابية، بالنظر إلى المستوى الذي قدمه اللاعبون، في وقت قصير جدا، وأغتنم هذه الفرصة لأهنئ الجميع على هذا الإنجاز. أجرى الحوار: صلاح الدين محسن وعيسى الكامحي في سطور الاسم الكامل: عصام الشرعي تاريخ ومكان الميلاد: 11/05/ 1982 ببلجيكا الصفة: مدرب المنتخب الأولمبي مسيرته لعب للعديد من الأندية البلجيكية أبرزها بيرشيم سبور ولييرس وفيبوردرين ومالين وسان تروند وتيرلمون وآس فيجيل. مسيرته المهنية عمل مدربا مساعدا لبيرشوت وسان تروند قبل تدريب المنتخب الأولمبي.

الشرعي: جربت 98 لاعبا قبل “الكان”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

النسمة يجدد الثقة في التجاري

الإسلام‭ ‬الانقلابي ... ليس‭ ‬في‭ ‬القنافذ‭ ‬أملس

مقالات ذات صلة