إرهاب تحت قبعة «الجهاد» : القاعدة أكبر تهديد لمنطقة الساحل والصحراء

مع صدور القرار الأممي القاضي بالموافقة على التدخل العسكرى في مالي، في إطار الحملة الدولية ضد الجماعات المسلحة فى شمال البلاد، والتي توجه خيوطها بالأساس إلى القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، توجهت الأنظار، في البداية، نحو القوات الافريقية وتحديدا قوات الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، التي كان من المرتقب أنها ستتولى العملية العسكرية فى شمال مالي، بقوات قوامها 3300 جندي. لكن الأوضاع في مالي اتخذت مسارا آخر، بعدما أخذت فرنسا زمام المبادرة، وأعلنت وزارة الدفاع الفرنسية تزعمها للحملة العسكرية بتنسيق مع عناصر الجيش المالي، ضد الجماعات التي تسيطر على معظم مدن شمال مالي، والتي تنتمي إلى تنظيم القاعدة. لم تتأخر فرنسا في إرسال قوات قوامها 1700 جندى إلى بؤرة التوتر. وكشف فرانسوا هولاند، الرئيس الفرنسي، عن أهداف الحملة الفرنسية لبلاده، والتي حددها في وضع حد لتجاوزات واعتداءات الجماعات المسلحة، وتأمين العاصمة باماكو، والحفاظ على وحدة اراضى مالى. لم تتأخر بلدان الاتحاد الأوربي، والعالم في التعبير عن تضامنها مع فرنسا وتقديم كل أشكال الدعم المطلوبة لتدخلها العسكري في مالي. منذ اندلاع المواجهات بين قوات الجيش المالى والجماعات المسلحة في الشمال عقب انقلاب مارس 2012، توجهت أنظار دول العالم نحو هذا البلد، خاصة بعد أن بدأت هذه الجماعات فى تطبيق "الحدود" المتضمنة في الشريعة الإسلامية، إلى جانب هدم الأضرحة فى مدينة تمبوكتو التاريخية، في إطار مفهوم متطرف للنص الديني. وإذا كان بعض المحللين والمراقبين يراهنون على تغليب الحل السياسي لأزمة مالي، خاصة في ظل قبول جماعة "انصار الدين "، وهي إحدى الجماعات المسلحة في الشمال للتفاوض والحوار مع الحكومة المالية، إلا أن فرنسا غلبت خيار التدخل العسكري مدعومة بالمنتظم الدولي. استهدف تنظيم القاعدة فى مالي طيلة السنوات التي سبقت الحملة العسكرية الفرنسية، مصالح الدول الأجنبية فى منطقة الساحل الافريقي، خاصة مصالح فرنسا التي تعرضت للاستهداف، في ظل سلسلة من عمليات اختطاف مواطنين فرنسيين وطلب الفدية مقابل الإفراج عنهم. هذه التطورات تفسر الموافقة الفرنسية على التدخل العسكري السريع فى مالي، خاصة بعد أن تمكنت جماعة أنصار الدين من السيطرة على مدينة " كونا "، وتنامي التخوفات من زحف الجماعات المسلحة على العاصمة باماكو. تُعتبر القاعدة من بين أشرس التنظيمات الإرهابية التي تنشط في مالي. ويشار إلى أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، الذي انبثق عن الجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية، الخارجة بدورها من رحم الجماعة الإسلامية المسلحة، صنفت في خانة التنظيمات الإرهابية. ورغم أن نشاطها يتركز في الجزائر، إلا أنه يمتد إلى منطقة الصحراء والساحل.في 2006 أعلنت الجماعة السلفية انضمامها إلى تنظيم القاعدة الذي كان يقوده أسامة بن لادن، قبل أن تختار لنفسها اسم "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي".ويقول التنظيم إنه «يسعى إلى تحرير المغرب الإسلامي من الوجود الغربي الفرنسي والأمريكي تحديدا ، والموالين له من الأنظمة "المرتدة"، وتحكيم الشريعة الإسلامية. يتركز التنظيم في الجزائر في شرقي البلاد، خاصة في منطقة القبائل، ويقوده عبد المالك درودكال الذي تزعم الجماعة السلفية للدعوة والقتال منذ 2004، وهو في الثلاثينات من عمره ويعرف بخبرته في صناعة المتفجرات. وتمتد أنشطة التنظيم في الساحل والصحراء.يقدرعدد مقاتلي الجماعة، ببضع مئات، أغلبهم جزائريون، لكن الجماعة تضم جنسيات دول أخرى، من بينها المغرب وموريتانيا، وليبيا وتونس ومالي ونيجيريا. وقدرت بعض الجهات عدد المجموعات الصغيرة المنتسبة إلى التنظيم بنحو سبعين خلية، بينها كما تقول الاستخبارات الغربية مجموعة "أنصار الدين" في شمالي مالي التي يقودها إياد آغ غالي. وتقول الاستخبارات الغربية إن التنظيم متورط في منطقة الساحل في عمليات اختطاف المواطنين الغربيين، التي تدر عليه مبالغ مالية مهمة بسبب الفدية، إلى جانب المبالغ المالية التي يحصل عليها التنظيم جراء الاستثمارات في مجال العقار والاتجار في الأسلحة والتهريب. جمال بورفيسي

إرهاب تحت قبعة «الجهاد» : القاعدة أكبر تهديد لمنطقة الساحل والصحراء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أوراق من ذاكرة رويشة : رويشة في حضرة الملك... والكلمة

جرائم الأصول : قتل والده بدم بارد

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات