التشرميل…رسائل مشفرة لاسترجاع الأمن : ويستمر “التشرميل” وتتعقبه الحملات الأمنية

ظل الهاجس الأمني لمحاربة "التشرميل" متواصلا للقضاء على مختلف الظواهر التي تدفع إلى إحداث الرعب في نفوس المواطنين وتنشر الهلع بينهم، خصوصا بالمدن الكبرى التي تعرف بالسرقات العلنية، كالدار البيضاء. وجاءت النتائج تشير إلى أن الظاهرة التي قيل في البدء إنها مجرد تقليد من مراهقين لا علاقة لهم بالجنوح ، لجأوا إلى "فيسبوك" لاستعراض عضلاتهم والتباهي بين نظرائهم، كانت فاتحة لغزوات أمنية أسقطت رؤوسا كثيرة كان مبحوثا عنها، كما ساعدت في الحد نوعيا وكيما من تلك الجرائم.ولم تقتصر الحملات على الأسابيع الأولى التي أعقبت التعليمات الملكية وجولة وزير الداخلية والوزير المنتدب فيها، بل تعدتها إلى ما بعد، ذلك إذ في حصيلة ليوليوز الماضي بالعاصمة الاقتصادية، انتهت الحملات التطهيرية التي نفذت من طرف فرق الشرطة القضائية العاملة بجميع المناطق الأمنية بالبيضاء، ابتداء من الساعة السادسة صباحا، رفقة دعم من عناصر فرقة الدراجيين المتنقلة، بإيقاف 3456 شخصا في حالة تلبس بارتكاب جرائم، إذ في آنفا، أوقف ما مجموعه 406 أشخاص، وفي منطقة أمن الفداء مرس السلطان، تم إيقاف 395 شخصا، و545 شخصا ضبطوا في ابن مسيك، و238 بالحي المحمدي، و214 بمنطقة مولاي رشيد، و168 شخصا بالحي الحسني، و147 بعين الشق، وبعمالة البرنوصي ارتفع عدد الموقوفين في الشهر نفسه إلى 893، وبالمحمدية بلغ العدد 151 فيما أوقف 45 شخصا بمديونة، ناهيك عن موقوفين آخرين ضبطو في المعابر الحدودية سواء بالميناء أو بالمطار.وأبرزت الإحصائيات الأخيرة عزم السلطات الأمنية محاربة الجريمة بكل ظواهرها، بما فيها السرقات في الشارع العام، التي يكون لها انعكاس نفسي سلبي على المواطن، وتولد لديه شعورا باللا أمن.ومع تطور تقنيات التدخل الأمني، واحتراز الجانحين، يصاحب أيضا تطور تدخلات وكمائن الشرطة، كما أن خريطة النقط السوداء، تتغير حسب حيل لصوص الشارع العام، فقد تحولت مناطق حضرية راقية إلى فخاخ لأصحاب الدراجات النارية يسقطون فيها الضحايا في كل وقت وحين، رغم قربها في العديد من الأماكن من مقرات الأمن.أصبح اليوم هاجس إشراك المواطن، ملحا لتطوير الخدمة الأمنية وجعلها تستجيب إلى المتطلبات، وإشراك المواطن فعليا وليس مناسباتيا، هي إمكانية ناجعة تولد الشعور بالمسؤولية وتدفع إلى المشاركة الإيجابية في خدمة الأمن العام، الذي يعد أحد أهم ركائز الاستقرار، ويساعد على الإبداع والخلق والتطور، ولا يعني إشراك المواطن انتظار مناسبات معينة وانتقاء جمعيات محددة، وهو ما ينعكس سلبا على أهداف وسياسة المبادرة.لعل الجرائم التي طفت من جديد إلى السطح، والتي كانت أبطالها خريجو السجن الذين عادوا سريعا لارتكاب الجريمة تسائل أيضا مقاربات أخرى للقضاء على الجريمة، من بينها آلية الردع المناطة بالسجون، وطرق الإدماج المنوسبة إليه، كما تطرح الأسئلة نفسها على المجتمع الذي يحتضن خرجي السجون والدواعي التي تعيدهم إليها بسرعة؟ المصطفى صفر

التشرميل…رسائل مشفرة لاسترجاع الأمن : ويستمر “التشرميل” وتتعقبه الحملات الأمنية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أوراق من ذاكرة رويشة : رويشـة عـاشـقـا للـسيـنـمـا والمـسـرح

جرائم الأصول : خنق والدته بمنديلها

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات