قرارات ملك استثنائي : الحسن الثاني قرر إدماج الإسلاميين في العمل السياسي

كان قرارا صعبا ذاك الذي اتخذه الراحل الحسن الثاني، والمتعلق بإدماج الإسلاميين في العمل السياسي. فقد كانت لهؤلاء تطلعات نحو المشاركة بشكل أو بآخر. الملك الراحل وعكس التيار، قرر إدماجهم، وتكلف بالمشروع الوزير إدريس البصري، والدكتور عبد الكريم الخطيب. هذا الأخير كانت عيناه على العدل والإحسان، فلما رفضت قبل بالإدماج العقابي للمجموعة الضعيفة التي كان يترأسها بنكيران.عندما توفي الدكتور الخطيب، نعاه التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، على أنه أحد مؤسسيه في المغرب. ونقرأ في الموقع الالكتروني للجماعة "قرر بعض إسلاميي "حركة الإصلاح والتجديد" الالتحاق بالحركة الشعبية الدستورية الديمقراطية، بعدما فشلوا في ماي 1992 في تأسيس "حزب التجديد الوطني" ذي التوجهات الإسلامية. وقد سمح الدكتور الخطيب لعناصر من جماعة الإصلاح والتجديد بالعمل في إطار حزبه، شريطة دخولهم أفرادا وليس تنظيما، فأصبحت الحركة الشعبية الدستورية الديمقراطية إطارا شرعيا مارست عبره جماعة الإصلاح والتجديد نشاطها السياسي.ومع دخول أفراد الإصلاح والتجديد الحركة الشعبية الدستورية الديمقراطية، جرت محاولات لتغيير اسمها، حتى تعبر عن الوضع الجديد، وفي نهاية عام 1998 أصبح اسم هذه التشكيلة السياسية "حزب العدالة والتنمية".يقول مصطفى الخلفي، الوزير والوجه البارز في التوحيد والإصلاح، والعدالة والتنمية "للدكتور الخطيب، رحمه الله عليه مكانة خاصة عند حركة التوحيد والإصلاح تجاوزت بكثير الاعتبارات الحزبية والتنظيمية، وتعدت الهموم السياسية والانتخابية، وذلك منذ تجدد اللقاء معه في بداية التسعينات، حيث كانت مناسبة لاكتشاف رجل له سابقته في العمل الإسلامي بالمغرب، بتفاعله القديم مع الحركة الإسلامية، منذ بداياتها الجمعوية والشبابية، فضلا عن صداها الإسلامي والعربي والإفريقي، فقد كانت البداية "سياسة" لكنها تطورت لتنتهي في رحاب الحركة الإسلامية بهمومها وقضاياها".ويضيف "لقد مرت العلاقة بين حركتنا والدكتور الخطيب، رحمه الله بمرحلتين، ففي الأولى، والتي انطلقت إثر مبادرة من حركة الإصلاح والتجديد للاتصال بالدكتور الخطيب، بصفته الأمين العام للحركة الشعبية الدستورية الديمقراطية في ربيع 1992، وعرض فكرة التعاون في المجال السياسي عليه، والتي تحفظ عليها وتوجس منها، ثم توطدت الثقة، بعد لقاءات كان في بدايتها دور كبير للأستاذ صالح رقيق، رحمه الله تعالى، ثم تطورت العلاقة في سنة 1993 إلى الانخراط في تأسيس أجهزة الحزب المحلية، وتيسير شروط اندماج جزء من الحركة في هياكل الحزب ومؤسساته، وتوجت بعقد مؤتمر استثنائي في يونيو 1996، حيث شهدت هذه المرحلة لقاءات متواصلة بين الطرفين، ونظمت فيها حوارات أدت إلى تقوية العلاقة بينهما، مع حرص المكتب التنفيذي على القيام بزيارات للخطيب، والذي كان هو الآخر يستجيب للدعوات التي توجه له لحضور بعض لقاءات الحركة الداخلية أو الخارجية أوالأيام الدراسية لها، أو يحضر جلساتها الافتتاحية على الأقل، حيث كان حريصا على التأكيد في كل لقاء "أنا معكم" تعبيرا منه عن انخراطه الفعال في مشروع الحركة ودعمه القوي له".قد يبدو هذا الكلام مقنعا شكلا، لكن مضمونا هناك العديد من الأسئلة تُطرح في سياق إدماج الإسلاميين في العمل السياسي وليس اندماجهم. فهم لم يندمجوا برغبة منهم، ولكن اندمجوا بقرار سياسي من الملك الراحل الحسن الثاني، بعد أن أقنعه وزيره القوي بأن مجموعة بنكيران لا يمكن أن تخلق مشاكل للمغرب.وقد سبق لعبد الإله بنكيران، يوم كان رئيسا للجماعة الإسلامية، أن بعث رسالة سنة 1986 إلى وزير الدولة في الداخلية إدريس البصري طالبا منه تمكينه من تأطير الشباب وتقوية علاقته بالدين في إطار الملكية الدستورية وإمارة المؤمنين، لكن الوقت لم يكن يسمح بذلك.ويحكي عبد الهادي بوطالب في مذكراته جزءا من محاولات إدماج الإسلاميين، وأن الأصل في ذلك كان يتجه نحو جر عبد السلام ياسين وجماعته إلى العمل السياسي، باعتبار العدل والإحسان آنذاك كانت تعتبر كبرى الجماعات الإسلامية، لكن هناك حزازة نفسية حالت دون ذلك، حيث بعث ياسين رسالة الإسلام أو الطوفان إلى الملك الراحل الحسن الثاني، وهناك من يظنها ثورية، لكن على العكس من ذلك، هي نصيحة، وطلب من ياسين أن يكون مستشارا دينيا للملك الراحل، الذي عوض الاستجابة لمطلبه أدخله مصحة الأمراض العقلية.بعد فشل الحوار مع الجماعة، أعطى الملك الراحل الضوء الأخضر للدكتور الخطيب لإدماج مجموعة بنكيران. ومخطئ من يظن أن الخطيب كان يتحرك من تلقاء نفسه. إعداد: عبدالله الكوزي

قرارات ملك استثنائي : الحسن الثاني قرر إدماج الإسلاميين في العمل السياسي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"باطوار" البيضاء... ما خفي أعظم

من الملاعب إلى كراسي المسؤولية : لشهب...السفير الذي فضل الدراسة على الكرة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات