جرائم الأصول: قتلت ابنها بسبب كتكوت

لم تتوقف أمينة عن البكاء، حين مثولها أمام النيابة العامة لدى محكمة الاستئناف بالجديدة. ودخلت في نوبة من النحيب حين استيعابها لهول ما اقترفته يداها. وكانت تنوح وتلطم خديها، وتلوم نفسها على قتلها خطأ لابنها الوحيد. ورغم تدخل بعض النسوة لتخفيف العبء الرازح على كاهلها، فإنها كانت تبدو في حالة نفسية مزرية ، بل لم تكن تعي ما يدور حولها.وفي تفاصيل الحادث، يتبين من خلال محاضر الضابطة القضائية التابعة للدرك الملكي بآزمور، أن الأخيرة، توصلت بخبر يفيد بضرورة الانتقال إلى دوار آيت حام زرزامي التابع للجماعة القروية لهشتوكة الواقعة بدائرة آزمور، لوقوع جريمة قتل بشعة ذهب ضحيتها طفل في الخامسة من عمره تقريبا (غير مسجل بدفتر الحالة المدنية)، من طرف والدته. وبعد انتقال فرقة دركية إلى مكان الحادث، وجدت جمعا غفيرا من السكان واستمعت إلى شهود عيان. وعلمت أن والدي الطفل، عملا على نقله إلى المستشفى المحلي بأزمور. وعادت الفرقة ذاتها إلى هناك، فأخبرت بأن الطفل توفي. وانتدبت الفرقة الدركية سيارة لنقل الجثة إلى مصلحة حفظ الأموات بالمستشفى الإقليمي بالجديدة لإخضاعها لعملية التشريح الطبي قبل تسليمها إلى ذويها.وعملت الضابطة القضائية على اقتياد المتهمة المزدادة سنة 1982، إلى مقرها الإداري بأزمور واستمعت إليها في محضر قانوني. وصرحت المعنية بالأمر بأنها فوجئت بإقدام ابنها على قتل "كتكوت" للديك الرومي، فالتقطت عصا وضربته بها على الظهر والمؤخرة والرجلين، ولم تتوقف عن تأديب الطفل، رغم توسلاته واستغاثته، إلا بعد أن دخل في غيبوبة لم يستيقظ منها.وأكدت أنها لما انتبهت من غفلتها وجدت الطفل شبه جثة هامدة، فالتقطته وهدهدته دون أن يعود إلى وعيه، فنادت على زوجها. وبعد أن جس قلبه وجده ما زال يخفق، فتوجه على التو إلى المركز الصحي بهشتوكة، حيث توفي هناك. وأخبرت السلطات المحلية الدرك الملكي، وتم الاستماع إلى كل الأطراف ووضعت الأم تحت تدابير الحراسة النظرية بأمر من النيابة العامة لفائدة البحث والتحقيق. وتمسك الزوج بحقه في متابعة زوجته من أجل المنسوب إليها. وبعد الانتهاء من البحث والتحقيق مع المتهمة، أحالتها الضابطة القضائية على النيابة العامة لدى محكمة الاستئناف بالجديدة، من أجل جناية قتل أم لابنها. وبعد الاستماع إليها وإلى الزوج المطالب بالحق المدني، أمر الوكيل العام للملك لدى المحكمة ذاتها، بإيداعها رهن الاعتقال الاحتياطي بالسجن المحلي بسيدي موسى. وقالت مصادر أمنية آنذاك، إن المتهمة كانت في حالة نفسية متدنية ولم تهدأ ولم تتوقف عن لوم نفسها لقتلها ابنها الوحيد، وظلت تؤكد أنها لم تكن تنوي قتله.وبعد عدة جلسات، أصدرت الغرفة الجنائية الابتدائية التابعة لمحكمة الدرجة الثانية بالجديدة، قرارها القضائي، بمؤاخذة الأم المتهمة من أجل المنسوب إليها والحكم عليها بخمس سنوات سجنا. وكانت الهيأة ذاتها، متعتها بظروف التخفيف وكيفت التهمة من جناية قتل أم لوليدها إلى جناية الضرب والجرح المفضيين إلى الموت دون نية إحداثه، طبقا للفصل 303 و403 من القانون الجنائي.ورغم أن المتهمة اعترفت بتعريض ابنها للضرب حد الموت، فإن دفاعها المنصب في إطار المساعدة القضائية، التمس من هيأة الحكم إسقاط التهمة الموجهة إلى موكلته وعرضها على خبرة طبية لتحديد مدى مسؤوليتها عن الفعل الذي ارتكبته في حق وليدها، والتمس من الهيأة ذاتها، تمتيعها بأقصى ظروف التخفيف لعدم سوابقها من جهة، ولظروفها الاجتماعية من جهة ثانية، سيما أن زوجها تبرأ منها. أحمد ذو الرشاد (الجديدة)

جرائم الأصول: قتلت ابنها بسبب كتكوت

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جرائم هزت البيضاء : شـــبـــح اللــــــيـــل

محكيات أحمد الطالبي : من السجن إلى الإقامة الجبرية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات