الكتاني: البنوك صامدة بسبب طبيعتها الريعية

المحلل الاقتصادي قال إن الدولة اختارت حماية البنوك على حساب المقاولات الصغرى والمتوسطة أقر عمر الكتاني المحلل الاقتصادي، أنه رغم وجود عدة إيجابيات مهمة تطبع الوضعية الاقتصادية الراهنة للمغرب، إلا أن "هذه الإيجابيات نفسها تحمل سلبيات، فإيقاف العجز المتراكم في صندوق المقاصة قابله تسريع وتيرة التضخم، كما أن محاولة المحافظة على نسبة من الاستثمار العمومي، يتم على حساب ارتفاع نسبة الدين العام، وفتح الملفات الكبرى للفساد يقابله استحالة الوصول إلى مرحلة التنفيذ". وتابع الكتاني في تصريح لـ"الصباح" أن من النتائج المهمة كذلك ظهور مقاولات في المغرب في شكل شركات متعددة الجنسية باستطاعتها الدخول في مشاريع دولية إفريقية على الخصوص، لكن "في المقابل هناك مزيد من تمركز الثروة في المغرب، ما جعل خبيرة في البنك الدولي تقول إن هناك منجزات اقتصادية حققها المغرب في عشر سنوات الأخيرة، لكن لم يستفد منها الشباب العاطل، وبالتالي فإن المغرب يعرف نموا بدون تشغيل، "والسبب في نظري أن كل السياسات الاقتصادية والعمرانية وحتى الاجتماعية استهدفت أساسا الفضاء الحضري وأهملت الفضاء القروي".من جهة أخرى أوضح الخبير الاقتصادي أن البنوك في المغرب لعبت دورا كبيرا في تمركز الثروة وفي ظهور أغنياء كبار، ساهم امتلاكهم للبنوك في تسريع غناهم لأن البنوك لا تقرض في أغلب الأحيان إلا المقاولات الكبرى أو الدولة أو المستهلكين، مضيفا "الدولة اختارت مع الأسف من خلال المسار القانوني للبنوك في المغرب أن تحميها كلية على حساب المقاولات الصغرى والمتوسطة عوض تبني موقف متوازن بينهما، على اعتبار أن 70 في المائة من القروض البنكية مصدرها الودائع تحت الطلب أي أنها مال عام يستغل أغلبه المساهمون في البنوك لا المقاولات، ليخلص إلى أنه "لحد الآن صمدت البنوك المغربية في وجه الأزمة لأن تأثيرها لم يكن كبيرا بسبب طبيعة البنوك الريعية".وعن البنوك الإسلامية، ومدى مساهمتها في تحقيق انفراج مالي وجلب أموال واستثمارات جديدة، قال الكتاني، إن الذي يعتقد أن ظهور البنوك الإسلامية في المغرب سيفتح أبواب النعيم للاقتصاد المغربي خاطئ، والذي يعتقد أن البنوك الإسلامية مجرد بنوك تقليدية بلباس إسلامي جاهل، " والخطأ والجهل من الوجهة الاقتصادية واحد، لأن نتائجه واحدة من ناحية الخسارة". وأضاف أن البنوك التشاركية التي ستنشئها البنوك التقليدية ستكون بالأساس تجارية سيستفيد منها الناس في شراء السكن والسيارة بطرق تمويلية إسلامية، لكن لن تساهم بشكل أساسي في الاستثمار "ما دامت الدولة تتبنى بشكل ينم عن جهل وضعف الرؤيا ما يسميه البنك المركزي الحياد لأنه "يأخذ المغاربة على قد عقلهم".وفي السياق ذاته، استرسل المحلل الاقتصادي بالقول إن ما يفسر التخوف الذي يطبع العمل بهذه البنوك راجع إلى الجهل المركب لأنه جهل بالدين أولا وبالتاريخ وبالاقتصاد الإسلامي وبأخطار العولمة المالية، وأخطار المنافسة الآسيوية الزاحفة، فضلا عن أخطار تكاثر الشباب العاطل، خاصة منه الفئة التي لا تدرس والتي لا تؤهل للعمل وتلك التي لا تعمل. هجر المغلي

الكتاني: البنوك صامدة بسبب طبيعتها الريعية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الكـوفــر البـنـك الجـديـد

أزمة "الكاش" تهز البنوك

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات