الكـوفــر البـنـك الجـديـد

أسر تنقل أموالها إلى خزنات فولاذية والإقبال على الصغيرة منها أكثر بدرب غلف بالبيضاء أخذت الخزنات أو "الكوفري" حيزا مهما من أسواق درب غلف ودرب عمر والقريعة بالدار البيضاء، وتزاحمت مع الزرابي والكراسي والأرائك، وحجزت لنفسها رقعة مهمة في محلات هذه الأسواق، بعد أن كان البحث عن واحدة يكلف الباحث المرور بعدة محلات وبعدة أسواق، وقد يضطر أحيانا إلى توجيه طلب خاص للحصول على واحدة."صحيح، لم تكن الخزائن متوفرة بهذا الشكل، لكن قبل حوالي سنتين أو ثلاث أصبحت رائجة بشكل كبير، ويفد علينا زبناء للاستفسار عن ماركاتها، وأنواعها وأثمنتها، لكنهم في الغالب يقتنون الأصغر حجما، وقلة قليلة تطلب الكبيرة منها" يقول بائع تجهيزات منزلية بدرب غلف، مؤكدا أنه لا يتعاطى لتجارة الخزائن المرتفعة الثمن، لأنها ليست الأكثر رواجا، "هناك أنواع محددة، لا يزيد ثمن الأغلى سعرا منها 4 آلاف درهم، والأصغر لا تزيد عن 800 درهم، هذا ما يعرضه أغلب التجار، لكن هناك تجارا يعدون طلبات خاصة لبعض الزبناء، وهي أكثر أمانا". لا تمر بضع دقائق على حديث التاجر حتى يتقدم زوجان للاستفسار عن أسعار خزنات إلكترونية معروضة في المحل نفسه. تفتح المرأة الواحدة تلو الأخرى تتفحصها، فيما يحرص الزوج على طرق إحداها، وكأنه يختبر المادة التي صنعت منها، ثم يطلب من التاجر تحديد طريقة استخدامها، والحاجة إلى مفتاح في ظل وجود أزرار إلكترونية، فيخوض الثلاثة في ميزات كل خزنة، وأكثرها أمانا. تستغرب المرأة سؤالا فضوليا حول دوافع شراء خزنة في ظل وجود بنوك تكون الودائع فيها أكثر أمانا، قبل أن تؤكد أن الأمر لا يتعلق دائما بالأموال، بل بمجوهرات وبوثائق وبمقتنيات تكون أكثر أمانا في خزنة كبيرة، فيما يقول زوجها بتلقائية "سنغادر المغرب في عطلة، ووجدنا أن أشياءنا الثمينة ستكون أكثر أمانا في الخزنة".الإقبال على الخزنات ليس جديدا، "بل كان قبل سنوات، إلا أنه لم يكن بهذا المستوى، فخلال السنوات الأخيرة، دخلت عبر الميناء كمية كبيرة من الخزنات، ولم تمر إلا بضعة أسابيع حتى لقيت رواجا كبيرا. ولم يكن الأمر مقتصرا على الأثرياء، بل هناك أسر متوسطة الحال اقتنت من عندي خزنات جيدة، لأن الناس أصبحت تفضل الاحتفاظ بأموالها في البيت، مخافة التعرض للسرقة وهي تسحبها من البنوك، وهناك آخرون تحجز البنوك على أموالهم لصالح دائنيهم، لذلك يختارون هذه الوسيلة".ليس الخزنات الفولاذية ما يبحث عنه أغلب المواطنين، بل إن صاحب محل للنجارة أكد إقبال بعض الأسر على خزنات خشبية، "في الفترة الأخيرة أصبحت الأسر تشترط وهي تطلب صوانا خشبيا، صناعة صندوق خشبي ملحق بالصوان، ومتوفر على عدة أقفال، ومنهم من يطلب أن يكون الصندوق عبارة عن رف بجودة عالية ويكون في أسفل الصوان وفي جهة داخلية غير ظاهرة". لجوء الأسر المغربية إلى الخزنات والصناديق الخشبية ليس جديدا، إلا أنه أصبح أشبه بموضة فرضتها إشاعات تؤكد أن البنوك تمر بأزمة مالية، وأنها قد تفلس وتضيع معها أموال الزبناء، أو وقائع الحجز على أموال مواطنين بسبب مشاكل قضائية، ونتيجة هروب عن أعين المراقبة، كما فرضها العرض الكبير للخزنات الوافدة من الصين والتي لقيت على غرار سلع أخرى رواجا كبيرا، غير مبرر أحيانا.ضحى زين الدين

الكـوفــر البـنـك الجـديـد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الحكومة تبحث عن السيولة في مدخرات المغاربة بالخارج

الكتاني: البنوك صامدة بسبب طبيعتها الريعية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات