مقالب وطرائف “المقدمين” : كــمــــــين…

"لا ثقة في اكحل الراس" هذه خلاصة حوالي عشرين سنة من العمل بالنسبة إلى المقدم محمد، بعد أن نجا في أكثر من مرة من كمائن نصبت له من قبل مواطنين أغلبهم من مخالفي القانون، خاصة الراغبين في البناء بطريقة عشوائية. يتذكر محمد العديد من الكمائن، بعضها نصب له على مستوى المقاطعة بعد إبلاغ القائد من قبل أحد المواطنين أنه يبتزه في مبلغ مالي مقابل غض النظر عن مخالفاته، وبعضها تجاوز حدود المقاطعة ووصل إلى النيابة العامة والشرطة وكاد أن يطيح به ظلما وعدوانا، ولولا الصدفة لكان قد وقع في الفخ.المشكل بدأ حينما رفض المقدم السماح لأحد المواطنين ببناء غرفة بطريقة عشوائية في سطح منزله، حاول الأخير بجميع الطرق استمالة المقدم وتليين موقفه بعرض مبلغ مالي عليه ثم سرعان ما رفع من قيمته، لكن المقدم رفض، خصوصا أن تعليمات شديدة كان تلقاها من القائد رئيسه المباشر في العمل، تقول إن عليه أن يفتح عينيه لمراقبة البناء العشوائي الذي كان قد انتشر في ذاك الوقت.كان المبلغ المالي الذي قدمه المواطن مغريا، خاصة أن المقدم كان يعاني ضائقة مالية، لعب الشيطان برأسه وكاد يقع في الخطأ لكن تعليمات القائد المشددة ومن خلفه وزارة الداخلية جعلته يمتنع عن الاستجابة لإغراءات صاحب المنزل.ثار غضب المواطن الذي اعتاد على "تغماض العينين" من المقدم الذي أقر أنه كان يتساهل مع المواطنين بين الفينة والأخرى مع الحرص على تطبيق القانون، وهدد بكشف المقدم المغلوب على أمره والتجاوزات التي كان يقوم بها في محاولة للضغط عليه، غير أن الأخير بقي متشبثا بموقفه وحتى يحمي نفسه أبلغ القائد بالأمر، مؤكدا أن المواطن عرض عليه رشوة، ولما امتنع توعد بالانتقام منه."طبق القانون واحضي راسك" كان هذا جوابا مقتضبا من القائد للمقدم ليغادر بعدها المكتب ويكلف عيونه في الزقاق بمراقبة المواطن وإبلاغه بأي مستجد في حال سماع صوت هدم أو دخول مواد بناء إلى المنزل.مر يومان كاملان قبل أن يتلقى المقدم مكالمة هاتفية من صاحب المنزل يطلب منه فيها الحضور من أجل الحديث معه حول الموضوع المتعلق برغبته في البناء، لم يمانع الرجل، خاصة أن الأمر يدخل ضمن واجبه، فوافق على الأمر وإن كان هناك إحساس غريب قد انتابه من طريقة حديث الرجل، وزادت الشكوك بعد أن عاود الاتصال به وذكره بالموعد.لم يتأخر المقدم في الحضور وتوجه قبيل الموعد بدقائق على متن دراجته النارية نحو المنزل قبل أن يتلقى مكالمة علم منها أن ابنه قد أصيب بجرح، بعد سقوطه من درج المدرسة، غير وجهته وكان مانع حضوره إلى المنزل خيرا رغم إصابة ابنه، خاصة أن صاحب المنزل كان قد نصب له كمينا بعد أن اتصل بالدرك الملكي واخبره عن ابتزازه من قبل المقدم. الصديق بوكزول

مقالب وطرائف “المقدمين” : كــمــــــين…

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

ملتقـى الربـاط بغـداد للشعـر

نساء يضللن العدالة : مهاجرة تخبئ الكوكايين في مهبلها بالمطار

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات