الجديدة قبلة الفارين من حر الصيف

زوار من المدن الداخلية وسياح يبيتون في الحدائق بسبب أزمة الكراء شهد شاطئ الجديدة، الممتد على طول ثلاثة كيلومترات تقريبا، انطلاقا من أمام «بيرو عرب» قرب ميناء المدينة، مرورا بحديقة محمد الخامس وفندق مرحبا ودكالة البائدين وصولا إلى الدوفيل، (شهد) زحفا كاسحا لمواطنين وزوار وسياح من كافة المدن الداخلية، من بني ملال وخريبكة وسطات وقلعة السراغنة ومراكش وحتى من المدن الشاطئية كالبيضاء والرباط والقنيطرة، بحثا عن نسمة باردة، تقيهم موجة الحر التي ارتفعت تزامنا مع عطلة عيد الفطر.منازل وشقق مفروشةساهمت موجة الحر التي شهدها المغرب خلال الأيام الأخيرة، التي فاقت 45 درجة في بعض المدن المغربية في امتلاء المنازل والغرف والشقق الموجهة للكراء ورفع من سومته. ودفع ذلك، الراغبين في البحث عن غرف وبيوت للاستقرار فيها إلى البحث عن غيرها بكل من مولاي عبد الله وأزمور والدواوير المجاورة للجديدة. «الصباح» وخلال جولتها مساء السبت الماضي، صادفت أسرا وعائلات قضت الليل بالحدائق، مستغلين امتلاء الشوارع والأزقة بالناس. تركت الأسر والعائلات أبناءها الصغار نائمين في السيارات، فيما استغل بعض أفرادها الفرصة للتجول لتجزية الوقت في انتظار انبلاج فجر جديد، لمواصلة البحث عن شقة مفروشة أو منزل أو غرفة حتى، للفوز بغفوة مسروقة لاسترداد قليل من اللياقة البدنية. تقول عائشة ربة أسرة قادمة من مراكش، «لم نجد بيتا للكراء، الجديدة امتلأت عن آخرها، بحثنا كثيرا عن منزل للكراء دون جدوى. سنواصل البحث في اليوم الموالي عن شقة أو حتى غرفة معزولة للاستقرار فيها رفقة زوجي وأبنائي، اللهم الزنقة ولا الحرارة التي لا تطاق بمراكش». الطلب المتزايد على الغرف والشقق رفع من سعر الكراء من 100 و200 درهم إلى 300 و700 درهم في الليلة الواحدة. وقد يرتفع السعر نظرا للقرب أو البعد من البحر أو لنوعية الأثاث والأدوات التي توجد بهذه الشقق والغرف.مهرجان جوهرة وموسم مولاي عبد اللهومن الأسباب التي ساهمت في ارتياد الجديدة بشكل لم تعهده منذ سنوات، إلى جانب ارتفاع درجة الحرارة، هناك انتهاء شهر رمضان مبكرا هذه السنة، فاسحا المجال للمصطافين والزوار إلى السفر لقضاء ما تبقى من العطلة الصيفية قرب من البحر. وهناك سببان رئيسيان، لهما أثر كبير في ارتياد المغاربة للجديدة، يتعلق الأمر بمهرجان «جوهرة الحياة» في دورته الثالث، الذي ينطلق يوم 15 غشت بكل من الجديدة وآزمور وسيدي بوزيد، والذي يعتبر من أهم المهرجانات الموسيقية التي تجذب عددا كبيرا من المهتمين بالفن لنوعية الفنانين الذي يؤثثون خشباته الثلاثة، بالإضافة إلى موسم مولاي عبد الله الذي من المنتظر أن يفتتح رسميا يوم الجمعة 16 من غشت الجاري، ويمتد إلى 23 منه، دون الحديث عن مهرجان السينما، والبحر بالوليدية ومهرجان الماية والعنب بسيدي بنور.كلما قل العرض وارتفع الطلب، تقل السلع والمواد ومرافق الاستقبال والاستقرار وتشتد المنافسة. ففي كل الفضاءات والشواطئ المحيطة بالجديدة، تصطف السيارات والعربات وتكثر الحركة وتقل البركة وتزداد مظاهر العنف والسرقة والنشل والعربدة والسكر العلني، ما يجعل رجال الأمن الوطني والدرك الملكي، على أهبة الاستعداد ليلا ونهارا لتفادي وتجنب وقوع ما لا تحمد عقباه.ضريبة سكان الجديدةهل تستفيد الجديدة من هذا الكم الهائل من الزوار والسياح؟ هل يستفيد سكانها شيئا من ذلك؟ سؤالان جديران بالاهتمام، وجوابهما يختلف من شخص لآخر، كل حسب درجة القرب أو البعد من الحدث. ففي الوقت الذي يستحسن فيه البعض هذه الحركة، لأنها تساهم في تحريك عجلة الاقتصاد، المرتبط بالاستهلاك والاستغلال، يرى فيها البعض الآخر، آفة تحل بالمدينة كل سنة، وهذه النوعية من السكان، كانت قديما، تهجر بيوتها وتغلقها وتسافر إلى مكان آخر إلى حين انتهاء فترة الصيف، تجنبا وتفاديا لمواجهة ومجابهة مشاكل لا عد ولا حصر لها من زوار المدينة. البعض ممن يكتري البيوت والغرف والشقق، يجد في ارتياد السياح والزوار والمصطافين للجديدة، فرصة للرفع من دخله السنوي، سيما في ظل الركود الذي تعرفه المدينة طيلة الأيام الأخرى. وتظهر بالموازاة مع ذلك أنشطة أخرى تدر على أصحابها بعض المال، منها الاشتغال في مجال السمسرة وبيع الفواكه والخضر وشي السردين في كل الفضاءات الفارغة. ويعيب سكان الجديدة على زوارها ومصطافيها، التعامل مع حدائقها ومرافقها بنوع من الإهمال واللامبالاة، إذ يتخذون منها بساطا للاستلقاء وموائد للأكل والعبث واللهو في آخر الليل، كما يتسببون لهم في الإزعاج في كل وقت وحين، باختلاق الشجار وتبادل السباب البذيء والفوضى التي لا تنتهي. وتتسبب كثرة السياح والزوار في غلاء الأسعار، إذ تنقص السلع والمواد لكثرة الطلب عليها، فيكفي أن نشير إلى أن سعر كيلوغرام واحد من السردين يقفز إلى 18 و20 درهما، في الوقت الذي لا يتعدى سقف 10 دراهم في الأيام العادية. هو اختيار وشر لا بد منه، ينزل على رؤوس سكان الجديدة مع إطلالة كل صيف، إذ تفيض عن حدها، ومع ذلك تفتح أحضانها ومرافقها لاستقبال ضيوفها، موفرة لهم الأمن والأمان والسلع والمواد الغذائية بغير حساب. انجاز: أحمد ذو الرشاد (الجديدة) شهد شاطئ الجديدة، الممتد على طول ثلاثة كيلومترات تقريبا، انطلاقا من أمام «بيرو عرب» قرب ميناء المدينة، مرورا بحديقة محمد الخامس وفندق مرحبا ودكالة البائدين وصولا إلى الدوفيل، (شهد) زحفا كاسحا لمواطنين وزوار وسياح من كافة المدن الداخلية، من بني ملال وخريبكة وسطات وقلعة السراغنة ومراكش وحتى من المدن الشاطئية كالبيضاء والرباط والقنيطرة، بحثا عن نسمة باردة، تقيهم موجة الحر التي ارتفعت تزامنا مع عطلة عيد الفطر.منازل وشقق مفروشةساهمت موجة الحر التي شهدها المغرب خلال الأيام الأخيرة، التي فاقت 45 درجة في بعض المدن المغربية في امتلاء المنازل والغرف والشقق الموجهة للكراء ورفع من سومته. ودفع ذلك، الراغبين في البحث عن غرف وبيوت للاستقرار فيها إلى البحث عن غيرها بكل من مولاي عبد الله وأزمور والدواوير المجاورة للجديدة. «الصباح» وخلال جولتها مساء السبت الماضي، صادفت أسرا وعائلات قضت الليل بالحدائق، مستغلين امتلاء الشوارع والأزقة بالناس. تركت الأسر والعائلات أبناءها الصغار نائمين في السيارات، فيما استغل بعض أفرادها الفرصة للتجول لتجزية الوقت في انتظار انبلاج فجر جديد، لمواصلة البحث عن شقة مفروشة أو منزل أو غرفة حتى، للفوز بغفوة مسروقة لاسترداد قليل من اللياقة البدنية. تقول عائشة ربة أسرة قادمة من مراكش، «لم نجد بيتا للكراء، الجديدة امتلأت عن آخرها، بحثنا كثيرا عن منزل للكراء دون جدوى. سنواصل البحث في اليوم الموالي عن شقة أو حتى غرفة معزولة للاستقرار فيها رفقة زوجي وأبنائي، اللهم الزنقة ولا الحرارة التي لا تطاق بمراكش». الطلب المتزايد على الغرف والشقق رفع من سعر الكراء من 100 و200 درهم إلى 300 و700 درهم في الليلة الواحدة. وقد يرتفع السعر نظرا للقرب أو البعد من البحر أو لنوعية الأثاث والأدوات التي توجد بهذه الشقق والغرف.مهرجان جوهرة وموسم مولاي عبد اللهومن الأسباب التي ساهمت في ارتياد الجديدة بشكل لم تعهده منذ سنوات، إلى جانب ارتفاع درجة الحرارة، هناك انتهاء شهر رمضان مبكرا هذه السنة، فاسحا المجال للمصطافين والزوار إلى السفر لقضاء ما تبقى من العطلة الصيفية قرب من البحر. وهناك سببان رئيسيان، لهما أثر كبير في ارتياد المغاربة للجديدة، يتعلق الأمر بمهرجان «جوهرة الحياة» في دورته الثالث، الذي ينطلق يوم 15 غشت بكل من الجديدة وآزمور وسيدي بوزيد، والذي يعتبر من أهم المهرجانات الموسيقية التي تجذب عددا كبيرا من المهتمين بالفن لنوعية الفنانين الذي يؤثثون خشباته الثلاثة، بالإضافة إلى موسم مولاي عبد الله الذي من المنتظر أن يفتتح رسميا يوم الجمعة 16 من غشت الجاري، ويمتد إلى 23 منه، دون الحديث عن مهرجان السينما، والبحر بالوليدية ومهرجان الماية والعنب بسيدي بنور.كلما قل العرض وارتفع الطلب، تقل السلع والمواد ومرافق الاستقبال والاستقرار وتشتد المنافسة. ففي كل الفضاءات والشواطئ المحيطة بالجديدة، تصطف السيارات والعربات وتكثر الحركة وتقل البركة وتزداد مظاهر العنف والسرقة والنشل والعربدة والسكر العلني، ما يجعل رجال الأمن الوطني والدرك الملكي، على أهبة الاستعداد ليلا ونهارا لتفادي وتجنب وقوع ما لا تحمد عقباه.ضريبة سكان الجديدةهل تستفيد الجديدة من هذا الكم الهائل من الزوار والسياح؟ هل يستفيد سكانها شيئا من ذلك؟ سؤالان جديران بالاهتمام، وجوابهما يختلف من شخص لآخر، كل حسب درجة القرب أو البعد من الحدث. ففي الوقت الذي يستحسن فيه البعض هذه الحركة، لأنها تساهم في تحريك عجلة الاقتصاد، المرتبط بالاستهلاك والاستغلال، يرى فيها البعض الآخر، آفة تحل بالمدينة كل سنة، وهذه النوعية من السكان، كانت قديما، تهجر بيوتها وتغلقها وتسافر إلى مكان آخر إلى حين انتهاء فترة الصيف، تجنبا وتفاديا لمواجهة ومجابهة مشاكل لا عد ولا حصر لها من زوار المدينة.البعض ممن يكتري البيوت والغرف والشقق، يجد في ارتياد السياح والزوار والمصطافين للجديدة، فرصة للرفع من دخله السنوي، سيما في ظل الركود الذي تعرفه المدينة طيلة الأيام الأخرى. وتظهر بالموازاة مع ذلك أنشطة أخرى تدر على أصحابها بعض المال، منها الاشتغال في مجال السمسرة وبيع الفواكه والخضر وشي السردين في كل الفضاءات الفارغة.ويعيب سكان الجديدة على زوارها ومصطافيها، التعامل مع حدائقها ومرافقها بنوع من الإهمال واللامبالاة، إذ يتخذون منها بساطا للاستلقاء وموائد للأكل والعبث واللهو في آخر الليل، كما يتسببون لهم في الإزعاج في كل وقت وحين، باختلاق الشجار وتبادل السباب البذيء والفوضى التي لا تنتهي. وتتسبب كثرة السياح والزوار في غلاء الأسعار، إذ تنقص السلع والمواد لكثرة الطلب عليها، فيكفي أن نشير إلى أن سعر كيلوغرام واحد من السردين يقفز إلى 18 و20 درهما، في الوقت الذي لا يتعدى سقف 10 دراهم في الأيام العادية. هو اختيار وشر لا بد منه، ينزل على رؤوس سكان الجديدة مع إطلالة كل صيف، إذ تفيض عن حدها، ومع ذلك تفتح أحضانها ومرافقها لاستقبال ضيوفها، موفرة لهم الأمن والأمان والسلع والمواد الغذائية بغير حساب.

الجديدة قبلة الفارين من حر الصيف

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

قانون الحصول على المعلومة يثير الجدل من جديد

ملتقـى الربـاط بغـداد للشعـر

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات