البوليس التونسي يحقق مع المغاربة الفارين من جحيم ليبيا

- عائد من ليبيا: استولى مسلحون على أموالنا وهددونا بـ"الكلاشينكوف" ووصفوا المغاربة بـ "البياعة" - الجماعات المسلحة تستهدف المغاربة والمصريين بشكل خاص والعشرات يحاصرون السفارة المغربية مازال حوالي 1500 مغربي يحاصرون سفارة المغرب بليبيا، في انتظار فتح أبوابها وتنفيذ وعود ترحيلهم إلى بلدهم، فيما واجه آخرون الموت وهم يبحثون عن أي وسيلة لذلك بعد يأسهم من تدخل السفير. وقال أحد المغاربة العائدين من ليبيا إنه واجه الموت عدة مرات وهو يحاول العودة عدة مرات استغرقت حوالي عشرة أيام ، أولاها تعرض فيها لتهديد مباشر بسلاح «الكلاشنيكوف» رفقة سبعة مغاربة آخرين، إذ قال أيوب غنبوري، «كنا متوجهين إلى الشركة لاسترجاع جوازات سفرنا التي تحجزها الشركة، قبل أن تعترض طريقنا سيارات مجموعات مسلحة، وجهوا إلينا أسلحة الكلاشنيكوف، وأسلحة أخرى ثقيلة، ووضعوا أفواه البنادق على رؤوسنا وظهورنا وطالبوا بمدهم بكل ما نملك أو أنهم سيأخذونها بأنفسهم بعد تفجير رؤوسنا». وزاد أيوب الذي مازال يعاني رعشات الرعب، «أخبرونا أنهم يعلمون أننا سنأتي في هذه الساعة بالذات لأخذ جوازاتنا من أجل السفر، وأنهم يعلمون أننا نحمل أموالنا معنا، فاستولوا على ما يقارب 4500 درهم كانت بحوزتي و30 ألف درهم كانت بحوزة مغربي آخر ومبالغ أخرى جمعها العمال المغاربة خلال فترة عملهم في هذه الشركة الليبية».ولم يكتف المسلحون بتهديد حياة العمال المغاربة، بل «كالوا لنا السباب، وقالوا أنتم المغاربة «بياعة»، وكانوا يحملون حقدا للمغاربة والمصريين، كان بعضنا سيموت هلعا، إلا أنهم بعد أن أخذوا ما بحوزتنا سمحوا لنا بالمغادرة وهم يلعنون ويسبون».ولم تكن تجربة الموت هي الوحيدة التي واجهها أيوب البالغ من العمر 25 سنة، والذي توجه إلى ليبيا للعمل في شركة للتموين منذ قرابة سنة ونصف، بل عاش تجارب أخرى وهو يحاول الوصول إلى السفارة، «كان الرصاص يتطاير أحيانا، وواجهنا الموت بكل أشكاله، خاصة أن السيارات تسير بسرعة فائقة، لذلك كنا نرى الموت قريبا منا سواء عبر وسائل النقل القليلة في مثل هذه الظروف أو عبر الرصاص المتطاير أو الجماعات التي تستهدف المغاربة والمصريين بشكل خاص». بعد وصوله وبعض الأسر المغربية إلى السفارة «فوجئنا بوجود الآلاف، وكانت الأبواب مغلقة، لذلك اخترنا العودة إلى مساكن الشركة في انتظار إيجاد حل آخر، وكان مسؤولوها يطالبون بالإسراع بإيجاد حل للمغادرة» يحكي أيوب، الذي مازالت نبراته مرتعشة، ويضيف «توجهنا إلى الحدود الليبية التونسية، حيث الازدحام شديد، لكنهم رفضوا السماح لنا بالمغادرة بسبب عدم وجود مال كاف، لذلك عدنا لتدبر مبالغ أخرى من الشركة ومن الأصدقاء، إلا أنه بعد عودتنا فوجئنا بالتونسيين والليبيين يؤكدون أنهم غير مسموح للمصريين والمغاربة بالمغادرة يومها، وأن على التونسيين والليبيين فقط التقدم إلى الأمام». كأن الأمر يتعلق بمؤامرة أو استهداف، هذا ما شعر به أيوب، الذي نجا من موت محقق، "عدنا للمرة الثالثة وكان المصريون في حالة هيجان ، إذ حاولوا اقتحام الحدود، قبل أن يلعلع الرصاص في السماء، إذ أطلق ليبي رصاصا لإخافتهم فأصاب نقيبا تونسيا، وهنا أغلقت في وجوهنا الحدود مرة أخرى". في محاولته الأخيرة نجح أيوب في الدخول إلى تونس بعد أن حصل على تذكرة سفر إلكترونية من والده المقيم في المغرب، "نجوت من الموت لكنني لم أنج من تحقيقات الشرطة التونسية التي كانت تخضع المغاربة لتحقيقات مفصلة، وتؤكد في نهايتها أنها إجراءات أمنية لضمان عدم تسلل إرهابيين إلى تونس".لم يشعر أيوب بأنه أصبح آمنا إلا بعد أن حطت الطائرة في مطار محمد الخامس بالدار البيضاء، "رغم أنني غادرت ظل الخوف يلازمني، ولم أشعر بأنني آمن إلا حين أعلن الربان وصول الطائرة وأننا على أرض مطار محمد الخامس بالدار البيضاء"، آنذاك رغب أيوب في تقبيل أرض المطار، والارتماء في أحضان أسرته التي عاشت رعبا حقيقيا وهي تتابع معه رحلة عودة شاقة من ليبيا إلى المغرب.وقال أيوب في معرض حديثه عن الظروف الأمنية بليبيا إن المواجهات بدأت فيها في اليوم الثالث عشر من رمضان، "آنذاك اختلفت قبيلتا مسراطة وزنتان، فالأولى يسيطر عليها الإسلاميون، وكان بينهما كما سمعنا اتفاق على اقتسام مؤسسات الدولة، للواحدة منهما المطار والثانية تتحكم في مؤسسات أخرى في طرابلس، لكن الاتفاق لم ينته بشكل يرضي القبيلتين فاندلعت المواجهات المسلحة".ضحى زين الدين

البوليس التونسي يحقق مع المغاربة الفارين من جحيم ليبيا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

اعتقال 10 أشخاص في ملف تهريب المخدرات بالمهدية

غزة تقطع عطلة الأغلبية والمعارضة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات