سيلفان “أبو سليمان” المدمن المقاتل

ظهر اسم سيلفان غيوم الملقب "أبو سليمان" في مذكرة بحث دولية أطلقها مكتب الأنتربول بمدريد في 21 مارس الماضي، وذلك بارتباط مع خلية سبتة التي تم تفكيكها بتنسيق بين السلطات الأمنية المغربية والإسبانية، وألقي عليه القبض في الرباط 24 ساعة بعد المذكرة. قبل اعتناقه الإسلام ، كان أبو سليمان مسجلا لدى البوليس الفرنسي في قائمة محترفي السرقة، مدمن على الكحول والحشيش إلى درجة أنه حاول الانتحار صيف 2010 ، وضع بعدها في مستشفى الأمراض العقلية والنفسية بمدينة رين الفرنسية، حيث كان أول احتكاك مباشر له بالإسلام.بعد إسلامه، اختار الاستقرار في مارسيليا والعمل في مكتبة "النور" المتخصصة في بيع الكتب إسلامية، مع المواظبة على حضور مجلس خطيب سلفي جزائري يدعى عبد الهادي.وعلى امتــداد السنتين التــي قضــاهــا بمارسيليا، تفرغ سيلفان لقراءة الكتب الــدينية الصــادرة باللغــة الفرنسية، ولتعلم اللغــة العــربية، قبــل أن يقرر الاستقــرار عنــد والديــه بمنطقــة (بروتان)، وتحديــدا بمدينة فــانس، حيث كــان يتردد على إمام جزائري يتكلف بالمسجد الوحيد بها.في أبريل 2013، سافــر إلى تــونس بدعوة مــن صديقه الحميم التونسي (رفيق الطالبي) لحضور حفل زواجه من فرنسية دخلت الإسلام، حديثا تدعى (سميرة أوريلي)، وكانت الأسابيع الثلاثة، التي قضاها بقرية "السبيلة" التابعــة إداريا لمدينــة سيدي بوزيد، كافية لنسج علاقات مع عدد من السلفيين، الذين أقنعوه بالاستقرار في تونس والعمل بها.ثلاثة أشهر بعد ذلك، انتقل إلى تونس العاصمة، حيث بدأ يتردد على مدرسة (دار الإمام مالك) القرآنية ذات التوجه السلفي والمعروفة باحتضانها للأجانب حديثي العهد بالإسلام، ومنها إلى مدرسة (عقبة ابن نافع) بالقيروان، إذ التقى أول مرة بأعضاء من جماعات متطرفة وخاصة المسمى وسام المنتمي لجماعة أنصار لشريعة التونسية.وتأثر سليفان كثيرا بالخطاب الجهادي إلى أنصار الشريعة التونسية، إذ أصبح يولي اهتماما كبيرا للوضع في سوريا ويتابع أخبار المجاهدين التونسيين الذين غادروا لنصرة الإسلاميين هناك في حربهم ضد الجيش النظامي، إلى حد أنه لم يعد يتردد في التعبير عن حلمه بالذهاب إلى هناك من أجل الجهاد.ورغم طلبه مساعدة مضيفه (وسام)، إلا أن "أبوسليمان" لم يتمكن من إيجاد الوسيلة التي ستوصله إلى سوريا، فلجأ إلى فايسبوك وتحديدا إلى صفحة تدعى "الهجرة والشام"، حيث تبادل رسائل مع مواطن فرنسي من أصل تونسي، علم من خلالها بأمر "الأخ المجاهد" الإسباني "رفاييل مايا أمايا"، الذي استقر في مليلية ويعمل منها على جمع المتطوعين للجهاد في سوريا.بعد ثلاثة أشهر، سافر سيلفان إلى مارسيليا في شتنبر 2013، ثم عاد إلى تونس في غضون ثلاثة أسابيع، وبأوامر من الإسباني "رفاييل مايا أمايا" استقل الطائرة في اتجاه اسطمبول، حيث وجد في انتظاره (كيفين غيفاش)، الملقب بـ "أبو أسامة" الذي عرفه على من سيتكلف بإدخاله إلى الأراضي السورية وتحديدا إلى مضافة جبهة النصرة بمنطقة "الباب" التي تتكون من جهاديين أجانب سعوديين وعراقيين وتونسيين بزعامة أمير سعودي يدعى "أبو منصور".ومن مضافة الأمير أبو منصور، نقل هذا المجاهد الفرنسي إلى معسكر للتداريب شبه العسكرية، حيث قضى أكثر من عشرة أيام يتدرب على القتال باستعمال كل أنواع الأسلحة المتوفرة، وبسرعة تأقلم المتدرب مع جو المعارك فأصبحت تسند إليه مهام الحراسة والأعمال اللوجستيكية.وفجأة غادر إلى الأراضي التركية، رغبة منه في السفر إلى فرنسا. في اسطنبول حذره "رفاييل أمايا"، عبر السكايب، من العودة مباشرة إلى مسقط رأسه، مقترحا عليه المجيء إلى مليلية في انتظار أن تهدأ الأمور والبحث له عن طريقة لمساعدة "الجاهدين" في ليبيا أو شمال مالي.

سيلفان “أبو سليمان” المدمن المقاتل

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"داعش" تطرق أبواب المعابر الحدودية للمغرب

"لورونس" الجهادي الذي "سقط" حبا في طنجة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات