بناني: “أعطيناهم الرئاسة ما قدوش عليها”

رئيس "الماص" قال بعد تراجعه عن الاستقالة إنه يفتخر بإنجازاته وإنه ابتعد عن المرتزقة فتح مروان بناني، رئيس المغرب الفاسي، النار على حميد شباط، عمدة فاس، عندما أكد أن الأخير يرفض مساعدة الفريق لأسباب غير معروفة. وقال بناني في حوار أجراه معه "الصباح الرياضي" إن الجميع أدار ظهره للفريق في هذه الظرفية الحالية، مذكرا أن عمدة فاس رفض تمديد عقد شراكة، معتبرا المبلغ الذي كان يخصصه قبل سحبه، هزيلا ولا يكفي لتسديد راتب شهرين . وأضاف بناني أنه سيعود إلى "الماص" مكرها، بعدما وصلت المفاوضات مع رشيد حادني إلى الباب المسدود، وتابع بنبرة مستفزة "المؤسف أنه في فاس، فشل الجميع في جمع 300 مليون. لقدت منحت 700 مليون للماص قبل انتخابي رئيسا ولم أحدد حينها أي شروط". وأثنى بناني على الجمهور الفاسي، واصفا إياه بالذكي، لإدراكه مكامن الخلل. وعبر عن افتخاره بحصيلته مع "الماص" عندما توج معه بثلاثة ألقاب وطنية وقارية، وفي ما يلي نص الحوار: بداية، كيف جاء قرار تراجعك عن الاستقالة؟ أود أن أؤكد أن عودتي ليست نهائية، إذ اضطررت إلى ذلك، بعدما فشلت في تحصيل مستحقاتي المتبقية في ذمة الفريق. وجدت فقط كلاما فضفاضا دون فائدة من قبل البعض.أما مفاوضاتي مع رشيد حادني، الذي رشحه كثيرون للرئاسة، فلم تجد نفعا، بعدما اشترط الأخير تسوية مستحقاتي عبر موثق محلف، علما أنني أديت 700 مليون ديون «الماص» قبل انتخابي رئيسا له قبل خمس سنوات، ودون المرور عبر موثق. هل رفضت مقترح حادني؟ اشترطت على حادني شيئين هامين، أولا تسوية مستحقاتي المحددة في 300 مليون، ثم التعهد ثانيا بعدم المساس بمقر النادي، المسجل باسم الأخير، ويبقى المغرب الفاسي الوحيد في البطولة التي يعود المقر في ملكيته، والذي يصل ثمنه حاليا حوالي 20 مليار سنتيم.لم أكن بوسعي قبول شرط حادني، إذ في حال اعتراف الجامعة برئاسته، وتقدم منخرط بطعن، فإن ذلك سيقتضي اللجوء إلى «فيفا» ثم «الطاس» لتحصيل مستحقاتي، وهو ما سيأخذ وقتا طويلا، وقتها قلت إن هؤلاء «كايتفلاو عليا». استنفدت جميع الإجراءات، حتى إن بعض الفاعلين اجتمعوا بي في فاس وتعهدوا بجمع 100 منخرط ومستشهر والحصول على دعم من عمدة المدينة يوازي طموحات النادي، لكن مفاجأتي كانت كبيرة بجلب هؤلاء منخرطين فقط، إذن كيف سأسير الفريق «الله غالب». قلت إنك ستعود مؤقتا، هل ستقرر الرحيل ما لم تتوصل بدعم من السلطات المنتخبة؟ طبعا، فإذا لم أحصل على الدعم لتدبير مصاريف الفريق سأرحل عنه، لكن قبل تحصيل مستحقاتي. هذا يعني أنك تراهن على دعم عمدة المدينة؟ ليس هناك أي دعم من عمدة المدينة، فمبلغ 150 مليونا الذي كان يخصصه للفريق، قبل أن يقرر سحبه، لا يكفي لتسديد راتبه، فيما تصل مصاريف النادي ثلاثة ملايير تقريبا. فعن أي دعم يتحدث حميد شباط مقارنة مع الدعم الذي تخصصه بلدية مراكش (900 مليون) وبلدية القنيطرة (400 مليون) وبلدية تطوان مليار و400 مليون. وكيف سيدعم العمدة الفريق دون تجديد عقد اتفاقية الشراكة؟ طلبت مرارا من حميد شباط تمديد عقد الشراكة المنتهي، ولدي الوثائق التي تثبت ذلك، كما طلبت مقابلته في عدة مراسلات دون جدوى، لهذا فشباط يرفض مساعدة المغرب الفاسي، وأجهل سبب ذلك، علما أن الفريق ليس ملكا لمروان بناني أو غيره. في بداية كل موسم أمنح 300 مليون سلفا للفريق من أجل القيام بالانتدابات والمعسكرات التدريبية، لكن هذا العام قررت الابتعاد عنه لرغبتي في الرحيل. تدوول أن العمدة اشترط تبرير المبلغ بطريقة شفافة ونزيهة؟ كل الادعاءات التي راجت حول غياب الشفافية باطلة ولا تستند إلى حجج دامغة، ذلك أننا كل نرسل إلى عمدة فاس نسخة من التقرير المالي بعد كل جمع عام ومصادق عليها من طرف خبير محاسباتي محلف. إن الدعم الممنوح هزيل ويسهل تبريره بسهولة متناهية، ولا يتعلق الأمر بمليار أو مليارين، وبالتالي فالادعاءات مجرد كلام فضفاض يراد من ورائه تغليط الرأي العام لا أقل ولا أكثر. ألم تتلق أي مساعدات مالية من قبل أعضاء من المكتب المسير؟ في أحد الاجتماعات السابقة مع والي فاس، منحت للفريق 30 مليونا هبة وقبل ذلك 20 مليونا، لاحتواء أزمة الفريق، وأعطى رشيد والي علمي 20 مليونا، وأحمد المرنيسي 20 مليونا، ورضا الزعيم خمسة ملايين سنتيم، عدا ذلك لم يقدم أي مسؤول أو غيور مبالغ مالية هبة للنادي. هناك من يؤاخذ على طريقة تسييرك للنادي، بل هناك من يحبذ أن يكون الرئيس من فاس وليس من البيضاء؟ «عطيناهم الرئاسة وما قدوش عليها». فتحت أبواب الانخراط استثنائيا حتى تكون للجميع الشرعية في انتخاب الرئيس، ونحصل بالتالي على مبالغ مالية إضافية تساعد النادي على تدبير مصاريفه بداية البطولة، لكن شخصين فقط من أديا واجب الانخراط. ولا أخفيك سرا، أنه عندما كان الفريق يتخبط في ذيل الترتيب ويصارع لأجل البقاء، لم يحرك أحد ساكنا ولو عبر الهاتف للاطمئنان على حال الفريق، في الوقت الذي تحرك فيه الجميع في آسفي مثلا من سلطات محلية ومنتخبة وغيورون لإنقاذ الفريق من النزول. أما في فاس، فلربما هناك من كان يتمنى نزول «الماص». وأقول لهؤلاء إنه لن يسمح بذلك مادام رئيسا للفريق الفاسي. لكن البعض يحملك مسؤولية ما يقع للماص، بعدما فضلت الهروب بدل حل أزمة النادي؟ إطلاقا لم أختر سياسة الهروب، لأنها ليست من شيمي، كل ما هناك أنه جرى اتفاق على تولي رشيد والي العلمي مهمة الرئاسة، لهذا رجعت إلى الوراء شيئا ما، لكنني لم أبتعد كليا، إذ ظل والي العلمي يستشيرني في كل صغيرة وكبيرة، بما أنني المسؤول الأول عن التوقيعات. وبماذا تفسر غيابك عن المباريات وتسيير النادي عن بعد؟ قررت عدم الحضور إلى المباريات، خاصة في فاس، حتى لا أكون عرضة لوابل من السباب والشتائم رفقة أبناني من قبل بعض «المرتزقة». وكل ذلك كان يحصل أمام رجال الأمن، الذين لم يحركوا ساكنا لإلقاء القبض على هؤلاء من أجل تقديمهم إلى العدالة، وكأنهم متواطئون بدورهم. منحة البلدية هزيلة ويستحيي المرء من ذكرها لكن من حق الجمهور أن يغضب ويطالب بمخاطب رسمي؟ بكل تأكيد، فلولا الجمهور لما بلغنا ما بلغناه مع المغرب الفاسي. لكنني غبت عن النادي، بعدما أعلنت انسحابي ونيتي في الاستقالة، حتى إن المعسكر التدريبي الذي أقامه الفريق في الجديدة لم أدبره، لنيتي أن شخصا آخر سيتولى زمام الأمور. إذن فنيتي حسنة. وعندما لاحظت أن «الماص» غير مرغوب فيه، عدت لتدبيره مؤقتا لا غير مراعاة لمصلحة الفريق. ولماذا لن تستقيل في الجمع العام لتريح وتستريح؟ إنها رغبتي الأكيدة، لكن لن أفعل ذلك ما لم أتوصل بمستحقاتي، وسأقرر ذلك فور تحصيلها. قررت في البداية بيع بعض اللاعبين قبل أن أتراجع عن ذلك في آخر لحظة، مراعاة للفريق وجمهوره العريض الذي أكن له كل الاحترام والتقدير. لم أشأ التفريط في أجود اللاعبين. والغريب أنه لم يستطع الغيورون في فاس جمع 300 مليون سنتيم «صحيحة». إنها المهزلة. عندما انتخبت رئيسا منحت للفريق مليارا و300 مليون سنتيم في العام الأول. وأتحدى من يقوم ما قمت به لفائدة «الماص» لمدة خمس سنوات. لكنك لم تكن وحيدا فهناك من دعمك ماليا ومعنويا؟ إن كنت تقصد منحة بلدية فاس، فهي هزيلة ويستحيي المرء من ذكرها، فهـــي لا تكفي لتسديد منـــحتين علـــى الأقل. لكن هناك في المقابل، أشخاص اشتغلوا معي وأبلوا البلاء الحسن. وهناك شيء لا بد أن أوضحه للرأي العام الرياضي، ذلك أن الجميع رفض مشاركة المغرب الفاسي في المسابقة الإفريقية، حتى إنك يمكن أن تستفسر المدرب رشيد الطاوسي لتأكيد ذلك. لكن موقفي كان حازما وقررت المشاركة مقابل تعهدي بمنح مبالغ إضافية لتدبير سفر الفريق. فعلت ذلك لتشريف سمعة كرة القدم الوطنية. والحمد الله كللت مشاركتنا بتتويجنا بثلاثة كؤوس وطنية وقارية واحتلال المركزين الثاني والثالث في البطولة في مناسبتين متتاليتين. وضعية الفريق كارثية والجمهور الفاسي ذكي بماذا تفسر كثرة الانتقادات والاحتجاجات إذن؟ إن الجمهور الفاسي ذكي جدا ويعرف مكامن الخلل، فهو لا يحتج على تسيير بناني، لأنه يعلم أن مسيرتي توجت بثلاثة ألقاب، بل يحتج لأن «الماص» في وضع حرج جراء تماطل الجميع في مساعدته ودعمه. وسأظل في خدمة الفريق، ولو قدم شخصا معينا، أو جهة معينة مساعدة مالية للفريق بقيمة 200 مليون سنتيم، سأضخ المبلغ نفسه من مالي الخاص هبة. أما أن أدعم الفريق لوحدي، فهذا ليس معقولا أو منطقيا. لكن أعضاء من مكتبك المسير انتقدوا تسييرك وحملوك مسؤولية ما يقع؟ كان هناك من اعترض على جلب مجموعة من اللاعبين، ممن سيبرزون مع الفريق من بينهم شمس الدين الشطيبي ويوسف العياطي وآخرون، واعتبروا ذلك صفقات فاشلة، لكن هؤلاء سيساهمون في تتويج «الماص». على كل أنا راض على حصيلة عملي رفقة «الماص» وسأظل أفتخر بها. المهم أنني توجت مع الفريق بثلاثة ألقاب وطنية وقارية، فيما هناك في فاس «ما يقدير يجيب حتى كاس ديال أتاي». كيف تنظر إلى مستقبل «الماص» في ظل وضعيته الراهنة؟ أصدقك القول، إن وضعية الفريق كارثية وتتطلب تدخلات عاجلة من قبل جميع الغيورين قبل فوات الأوان. سنفاوض مدربا كفؤا قادرا على إعادة الفريق إلى سكته الملائمة، وسنعزز الفريق بلاعبين أو ثلاثة على أكثر تقدير. لكن على الجميع أن يعلم أننا في هذه السنة سنلعب لأجل البقاء بدل لعب الأدوار الطلائعية. إن الجمهور الفاسي، التواق إلى الألقاب، لن يرضى بذلك؟ أتفهم رغبة الجمهور الفاسي، لكن لعب الأدوار الطلائعية غير ممكن في ظل الإمكانيات المالية المحدودة. وفي حال توصلنا بالدعـــم المالي، فإن رهاننا سيكبر بكل تأكيد. بـنـانـي... الإطـفـائـي الـجـريـح قبل خمس سنوات، لم يكن مروان بناني معروفا في فاس، عدا قليلون، ممن اعتبروه ابنا لأحد أكبر المحبين لممثل العاصمة العلمية.تجند الجميع في فاس من أجل انتخابه بدلا من خالد بنوحود، الذي مهد له الطريق، بعدما تعهد بناني بإخراج «الماص» من عنق الزجاجة، وفعل ذلك بتخصيص مبلغ مالي من ماله الخاص، وصف بالهام.ولمع اسمه فور انتخابه بإبرام ثلاث صفقات اعتبرت الأغلى في تاريخ البطولة بالتعاقد مع ثلاثة اتحاد الخميسات محمد الشيحاني وإدريس بلعمري وعادل فهيم.في البدء، كان بناني مرغوبا فيه، في ظل الأزمة الخانقة التي كان يمر منها النادي وقتذاك، ونجح في الحد منها، لكنه سيصبح غير مرغوب فيه، خاصة من قبل السلطة المنتخبة.توترت علاقته بعمدة فاس حميد شباط مرات عديدة ولجأ الطرفان إلى تصفية خلافاتهما عبر أمواج إذاعة خاصة، قبل أن تهدأ نسبيا.أما الآن، لم يعد بناني راغبا في الرئاسة، وسعى جاهدا إلى التخلص منها، لكنه فشل، وقرر التراجع عن استقالته في آخر لحظة دون أن يدرك أن طريق «الماص» مليء بالأشواك.ورغم ما قيل، إلا أن بناني يفتخر بحصيلته مع «الماص»، فهو يعتبر نفسه أكفأ مسير عرفه النادي، إلى جانب سعيد بلخياط، بعد تتويجه بثلاثة ألقاب وطنية، كأس العرش وكأس الكونفدرالية الإفريقية «كاف»، والكأس الإفريقية الممتازة، فضلا عن حلوله في مراكز متقدمة في البطولة في مناسبتين. والآن يعول عليه محبوه أن يشكل بالفعل إطفائي «الماص» هذه السنة بالذات. في سطور الاسم الكامل: مروان بناني مواليد 13 /08/ 1974 الدار البيضاء متزوج وأب لراضية وأبوبكر وأمير رئيس المدير العام لعدة شركات رئيس المغرب الفاسي منذ 2009.

بناني: “أعطيناهم الرئاسة ما قدوش عليها”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

دراسة في القانون : مشروع المسطرة الجنائية .. تراجع في الحقوق والحريات(3/4)

مرزاق: جامعة لقجع تجاهلت الهواة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات