إرهاب تحت قبعة «الجهاد» : القاعدة خطر يهدد العالم

شكل مقتل أسامة بن لادن، الزعيم المؤسس لتنظيم القاعدة، صباح يوم 2 ماي 2011، ضربة مُوجعة لهذا التنظيم الذي روع العالم مذ نشأته أواخر نهاية 1989، وكان وراء تنفيذ العديد من العمليات الإرهابية في افريقيا ومنطقة الشرق الأوسط خلفت الآلاف من الضحايا، باسم " الجهاد" . لكن مقتل أسامة بن لادن في منطقة «أبوت آباد"على بعد 120 كيلومترا عن إسلام أباد الباكستانية في عملية اقتحام أشرفت عليها وكالة الاستخبارات الأمريكية ونفذها الجيش الأمريكي واستغرقت 40 دقيقة، لم يضع حدا للأنشطة الإرهابية لهذا التنظيم، وإن أضعف القاعدة، لأنه أدى إلى تشظي هذا التنظيم وخروج عدد من التنظيمات الإرهابية الأخرى من رحمه، تنشط أساسا في العراق وسوريا. مقتل بن لادن، وإن شكل منعطفا دالا في الحرب الدولية ضد الإرهاب، إلا أنه لم يكن انتصارا ضد الإرهاب، الذي ما يزال يشكل تهديدا حقيقيا للعالم. كانت القاعدة وراء هجمات متعددة ضد أهداف مدنية وعسكرية في مختلف الدول، غير أن أشد عملياتها تقتيلا ودمارا، تمثلت في اعتداءات الحادي عشر من شتنبر 2001، التي استهدفت الولايات المتحدة الأمريكية، والتي خلفت 3000 قتيل، وعدد كبير من الجرحى، وهو ما فتح عين العالم على خطورة هذا التنظيم الذي يعتمد تقنية الهجمات الانتحارية والتفجيرات المتزامنة في أهداف مختلفة، التي تُنفذها عناصر خضعت للتدريب في مخيمات أفغانستان والسودان.أعلنت القاعدة أنها تعمل من أجل "تطهير" بلاد المسلمين من الاحتلال الأجنبي وإقامة خلافة إسلامية. وبعدما تلقى التنظيم ضربات قوية جراء الحرب التي ترعاها الولايات المتحدة الأمريكية ضد الإرهاب، أصبحت قيادة التنظيم معزولة جغرافيا، مما أدى إلى ظهور مجموعات "فرعية" بقيادات إقليمية. وظفت الولايات المتحدة هذا التنظيم في البدايات الأولى من نشأته ضد الوجود الروسي في أفغانستان. تلقى التنظيم تمويلات سخية من طرف الولايات المتحدة، من أجل التصدي للنفوذ الروسي في المنطقة.شكلت الحرب الأفغانية الروسية منطقة جذب للمجاهدين العرب، ومنهم عدد كبير من المغاربة، الذين تقاطروا على أفغانستان لمؤازرة الأفغان في حربهم ضد الاحتلال الشيوعي، وعرف هؤلاء ب "الأفغان العرب"، وشكل المجاهدون الأفغان في الثمانينات مصدر إلهام لجماعات قتالية أخرى في أندونيسيا والفلبين ومصر والسعودية والجزائر والشيشان. بعد انسحاب الإتحاد السوفيتي من أفغانستان، عاد أسامة بن لادن إلى المملكة العربية السعودية، التي أصبحت مهددة بعد الغزو العراقي الكويت عام 1990، مما اضطرها إلى السماح للقوات الأمريكية والقوات الحليفة بالانتشار على الأراضي السعودية، وهو ما أثار غضب بن لادن، الذي كان يؤمن أن وجود القوات الأجنبية في «أرض الحرمين" يعتبر انتهاكاً للأراضي المقدسة. وبعد أن وجه انتقادات إلى الحكومة السعودية بسبب إيوائها الجنود الأمريكيين، تم نفيه إلى السودان، وسُحبت منه الجنسية السعودية في 9 أبريل 1994..أقام بن لادن بين عامي 1992 و1996 في السودان، بناءً على دعوة من حسن الترابي. وخلال هذه الفترة، ساعد بن لادن الحكومة السودانية، وأسهم في إقامة عدة مؤسسات الأعمال ومعسكرات لتدريب المقاتلين. بعد انسحاب السوفييت، أصبحت أفغانستان فعليا بلا سلطة حاكمة لمدة سبع سنوات، وعانت من القتال المستمر بين الحلفاء السابقين ومجموعات مختلفة من المجاهدين. وخلال التسعينات، بدأت قوة جديدة تظهر، وهي حركة طالبان التي ترجع أصولها إلى طلاب المدارس في أفغانستان، والذين تيتم الكثير منهم جراء الحرب، وكثير منهم تلقوا تعليمهم في شبكة من المدارس الإسلامية المنتشرة، سواء في قندهار أو في مخيمات اللاجئين على الحدود الأفغانية الباكستانية.أدى استمرار الاقتتال الداخلي بين الفصائل المختلفة والفوضى بعد الانسحاب السوفيتي، إلى نمو وتنظيم طالبان وتوسيع نطاق سيطرتها على أراضي أفغانستان، وأسسوا ما أطلق عليه «إمارة أفغانستان الإسلامية". وفي عام 1994، احتلت طالبان قندهار. وبعد تحقيق مكاسب إقليمية سريعة، احتلت العاصمة كابول في شتنبر 1996 .وبعدما أعلنت السودان أن بن لادن وجماعته لم يعد مرحبا بهم في تلك السنة، وجد بن لادن العوض في حركة طالبان التي أحسنت وفادته، ووفرت له كل شروط الإقامة. تمتعت القاعدة بحماية حركة طالبان التي ضمنت لها ملاذا آمنا في أفغانستان، إلى أن تعرضت الحركة عام 2001، للهزيمة بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية، التي لم تكن تنظر بعين الرضى إلى تنامي نفوذ طالبان. في سنة 1996، أعلن تنظيم القاعدة الجهاد لطرد القوات الأجنبية من الأراضي الإسلامية. وأصدر بن لادن فتوى، اعتبرت إعلان عام للحرب ضد الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها، وبدأ في تركيز موارد القاعدة لمهاجمة الولايات المتحدة ومصالحها. في 25 يونيو 1996، تم تفجير أبراج الخبر التي تقع في مدينة الخبر في المملكة العربية السعودية مما أسفر عن مقتل 19 جنديا أمريكيا. وفي 23 فبراير 1998، شارك أسامة بن لادن وأيمن الظواهري زعيم الجهاد الإسلامي المصري، إلى جانب ثلاثة آخرين من الزعماء الإسلاميين، في توقيع وإصدار فتوى تحت اسم الجبهة الإسلامية العالمية لقتال اليهود والصليبيين أعلنوا فيها أن حكم قتل الأمريكيين وحلفائهم مدنيين وعسكريين فرض عين على كل مسلم حتى تخرج جيوشهم من كل أرض الإسلام. ذروة نشاط التنظيم تحققت باستهداف الولايات المتحدة الأمريكية في اعتداءات 11 شتنبر 2011، التي جرحت كبرياء البلد، ودفع الولايات المتحدة الأمريكية إلى إعلان حرب مفتوحة ضد القاعدة. جمال بورفيسي

إرهاب تحت قبعة «الجهاد» : القاعدة خطر يهدد العالم

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

النصب الإلكتروني : تـلامـيذ قـراصنـة...

نفائس فاس العتيقة : وضع حجر أساس بناء مسجد القرويين في أول رمضان

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات