جرائم هزت البيضاء : “حرب شاطئ طماريس”… يوم دام لا ينسى

أكثر من 30 شخصا مدججين بالأسلحة البيضاء هاجموا حرمة المخيم في مشهد هوليودي عرف مخيم شاطئ طماريس قبل سنتين، "حربا كبيرة" بين بعض سكان الدواوير المجاورة للمخيم، وبعض مرتاديه الذين يملكون "كابانوات"، ويأتون في بعض الأحيان لنسيان أحزان ومتاعب المدينة. مازال سكان المنطقة ومرتادو المخيم يتذكرون الحادثة، لأنها عرفت مشاركة ما يقارب 50 شخصا، مدججين بأسلحة بيضاء وسيوف وعصى وحجارة. وبدأت "الحرب" عندما كان شباب من أبناء المنطقة وآخرون من زوار المخيم، يلعبون مباراة في كرة القدم، لتندلع ملاسنات، تحولت بعدها إلى عراك بالأيدي، ومن ثم إلى مطاردة وحالة فر وكر في الشاطئ، لتنطلق إلى الدواوير المجاورة عندما أبى قاطنوها أن يلجؤوا إلى أصدقائهم لطلب المساعدة، وكأنهم يحاربون عدوا. وبعد دقائق من عودة أصحاب "الكابانوات" إلى المخيم، تفاجئوا بعد عشر دقائق باقتحام أكثر من 30 شخصا لأسوار وحرمة المخيم، مدججين بشتى أنواع الأسلحة البيضاء، ليهاجموا كل من كان في المخيم، في مشهد هوليودي بامتياز، إذ اقتحموا البيوت و"الكابانوات" خالقين حالات إغماء في صفوف بعض الأمهات، وحالة رعب كبيرة في صفوف الأطفال والعائلات، بحكم أن المخيم كان يعج بالمصطافين، الذين قرروا تمضية عطلتهم في المخيم. وأمام هذا الوضع، وحالة الكر والفر التي لازمت المخيم ساعة تقريبا، استعملت فيها كل أدوات الترهيب، اتصل بعض الأشخاص بالدرك الملكي، الذي حل بساحة "الحرب"، ليجد فوضى عارمة، ليعتقل العشرات، في الوقت الذي أصيب فيه العشرات بجروح متفاوتة الخطورة، منهم من غادر إلى المستشفى وآخرون هربوا إلى الدواوير المجاورة خوفا من الاعتقال. ولم تنته القصة عند هذا الحد، إذ ظل سكان المخيم يتعرضون لمضايقات وصلت إلى حد الترهيب في الليل، بعدما اعتقل الكثير منهم، مطالبين بإطلاق سراحهم. من جهة أخرى، فضلت بعض العائلات الهروب من ذلك "الجو العنيف"، عائدة بذلك إلى ديارها، في انتظار أن يعود الهدوء إلى المكان، الذي اعتادوا تمضية بعض أسابيع الصيف فيه، في جو عائلي تسوده الأخوة والتآزر بين العائلات، غير أن "الحرب" التي دارت جعلت الكثير منهم يغيرون وجهتهم إلى مدن أخرى، خوفا على سلامتهم.في إطار التحقيق معهم، كان المعتقلون يلقون باللوم على الآخرين، فيما ظل الدرك يستجوب كل فرد على حدة لاستخلاص الحقيقة كاملة، مستعينا بسكان المخيم، الذين شهدوا يوما لم ينسوه إلى الآن. بعد أيام من الحادثة، دخلت أمهات المعتقلين على الخط، مطالبات بعقد مصالحة، والتنازل عن كل ما حدث، ما بدا في البداية أمرا صعبا، نظرا لما حدث من وقائع خطيرة. لكن مع مرور الوقت، اتضح أن الطريقة الوحيدة للخروج من الأزمة، هي عقد صلح بين الأطراف المتنازعة، فما كان على المعتقلين إلا القبول بالعرض، قبل أن يتم إطلاق سراحهم، فيما عزز الدرك من الحماية والأمن على الشاطئ ليل نهار، غير أن الوقائع ظلت راسخة في ذاكرة مصطافي طماريس باسم "يوم الحرب". إعداد: العقيد درغام

جرائم هزت البيضاء : “حرب شاطئ طماريس”… يوم دام لا ينسى

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

محكيات أحمد الطالبي : المحكيـة الرابعـة... آلام بلا نهـاية

النصب الإلكتروني : تـلامـيذ قـراصنـة...

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات