الطائرة المتحطمة تنذر بـ “أزمة” بين الجزائر وفرنسا

حداد وطني في باريس والمعارضة تنتقد تحركات مسؤولي الجارة الشرقية للمملكة أعلنت السلطات الجزائرية استرجاع الصندوقين الأسودين للطائرة الإسبانية المستأجرة لصالح شركة الخطوط الجوية الجزائرية المتحطمة الخميس الماضي، في منطقة غوسي قرب مدينة غاو شمال مالي، مخلفة مقتل جميع ركابها البالغ عددهم 116 شخصا من جنسيات مختلفة. في تطور جديد حول قضية تحطم الطائرة التابعة للخطوط الجوية الجزائرية، سارعت الجزائر إلى استرجاع الصندوقين الأسودين، من القوات الفرنسية التي عثرت عليهما في مكان تحطم الطائرة، ردا على محاولة فرنسا نقل الصندوقين إلى باريس، وهو ما أثار حفيظة السلطات الجزائرية وانتقادات حادة في وسائل الإعلام الجزائرية، إذ اعتبرت نفسها هي الطرف المعني الأول بالحادث لأنه الرحلة الجوية المعنية بالحادث تقع تحت وصايتها.وتواصلت ردود أفعال الجزائر في القضية، بعدما احتجت الجارة الشرقية للمملكة، رسميا، على تصريحات منسوبة إلى الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، قال فيها إنه سيتم نقل كل جثامين ضحايا الطائرة الإسبانية المستأجرة لصالح الخطوط الجوية الجزائرية التي تحطمت بمالي إلى باريس.يأتي تبادل هذه التصريحات، بعدما باشرت السلطات المالية، في المرحلة الأولى التحقيقات في حادث تحطم الطائرة. "أزمة" فرنسية جزائرية قال عمار غول، وزير النقل الجزائري، في ندوة صحافية مشتركة مع وزيري النقل والداخلية الماليين، إن بلاده استرجعت الصندوقين الأسودين، اللذين عرضا أمام ممثلي وسائل الإعلام وعرضا أمام الصحافيين، مؤكدا أنهم سيقدمان إلى مختبر مختص، لتحليلهما بالشراكة مع كل الأطراف المعنية بالحادث.من جهته، قال عبد العزيز بن علي شريف، الناطق باسم الخارجية الجزائرية، في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية الرسمية إن "وزير الشؤون الخارجية الجزائري رمضان لعمامرة على اتصال بنظيره الفرنسي لوران فابيوس لتحديد الموقف الذي تم بالفعل اتخاذه بشأن التصريحات المنسوبة إلى الرئيس الفرنسي".وتعود أسباب ما وصفتها بعض المواقع الإلكترونية بـ"الأزمة" الجزائرية الفرنسية حول قضية الطائرة إلى ما تداولته وسائل إعلام فرنسية نهاية الأسبوع الماضي، حول تصريحات الرئيس الفرنسي، خلال لقاء مع عائلات الضحايا قال فيها إن "كل جثامين ركاب الطائرة التي تحطمت الخميس الماضي بمالي ستنقل إلى فرنسا"، في الوقت الذي اتهمت الجزائر، هولاند، بمحاولة الاستغلال السياسي لحادث تحطم الطائرة، وقال مسؤول جزائري إن "هولاند يحاول أن يربح نقاطا سياسيا لصالحه، في منتصف ولايته الرئاسية، هذا أمر غير جيد، من السيء استغلال حادثة إنسانية لأغراض الدعاية السياسية".وفي السياق ذاته، أعلن الوزير الجزائري عمار غول، من العاصمة المالية باماكو أن فريق التحقيق الجنائي الجزائري المكون من خبراء الشرطة العلمية عاينوا مكان الحادث، وسيقضون عطلة العيد هناك لجمع الأدلة". مشيرا إلى أن "فريق التحقيق الجزائري يعمل أيضا على التعرف على جثث الضحايا، وتحديد جثث الضحايا الجزائريين لنقلهم الى الجزائر".وأوضح غول أن الطائرة المستأجرة من شركة الطيران الإسبانية الخاصة (سويفت إير)، كانت تحلق في علو يزيد عن تسعة آلاف متر، وعلى مسافة 800 كيلومتر عن مطار باماكو.من جهة أخرى، انتقدت أحزاب المعارضة بشدة "الوجه الباهت الذي ظهرت به السلطات الجزائرية في التعامل مع الكارثة، أمام الحرص اللافت للحكومة الفرنسية على أخذ زمام المبادرة في الميدان، خاصة في ما يتعلق بالجهد الذي بذله الفرنسيون للعثور على الصندوق الأسود، كانت الطائرة التي تحطمت تابعة للخطوط الجوية الفرنسية"، حسب تصريح الأخضر بن خلاف أحد قياديي "جبهة العدالة والتنمية". حداد وطني في فرنسا أعلن قصر الإليزيه، حداد وطنيا على ضحايا الطائرة المستأجرة من قبل الخطوط الجوية الجزائرية، لمدة ثلاثة أيام، انطلاقا من الاثنين الماضي، نكست فيه الأعلام في جميع المباني الرسمية. يأتي ذلك في الوقت الذي استقبل الرئيس الفرنسي، عائلات الضحايا الفرنسيين الـ54.في الوقت ذاته، وصل عشرون دركيا وشرطيا وفريق من مكتب التحقيقات والتحليلات أرسلتهم باريس إلى غاو التي انتقلوا منها إلى موقع المأساة.وقال مدير مكتب التحقيقات والتحليلات ريمي غوتي إن "عملهم التقني يقضي بجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات" عن الطائرة والحادث، مشيرا إلى أن هذه المهمة "ستستغرق بضعة أيام".إلى ذلك، أكد رئيس الأركان الخاص لرئيس بوركينا فاسو الجنرال جيلبر ديانديريه أن استعادة الجثث مسألة ستتم بصعوبة بالغة وبالتالي مستحيلة، لأن الطائرة قد تناثرت عند تحطمها وتناثر حطامها على مساحة شاسعة.من جهته، قال وزير الداخلية الفرنسي، برنانر كازنوف، إن الأحوال الجوية تشكل الفرضية الأكثر ترجيحا، لتفسير أسباب تحطم الطائرة التابعة للخطوط الجوية الجزائرية"، حسب ما صرح به في حديث لإذاعة "آر تي إل"، نهاية الأسبوع الماضي، مضيفا أنه لا يمكن استبعاد أي فرضية، طالما أن نتائج التحقيق لم تظهر تماما بعد.من جهته، أعلن وزير الدولة الفرنسي لشؤون النقل، فريديريك كوفيلييه، أن "باريس استبعدت منذ البداية، احتمال أن تكون الطائرة أصيبت بصاروخ أطلق من الأرض". مؤكدا أن الطقس كان سيئا جدا، مضيفا "لكن هل هذا هو السبب الرئيسي أم حصلت مشكلة تقنية؟ من الواجب تحديد ذلك". إنجاز: ياسين الريخ

الطائرة المتحطمة تنذر بـ “أزمة” بين الجزائر وفرنسا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

التهريب يعمق أزمة أسواق الناظور

32 فيلما قصيرا في مهرجان السينما العربية بإفران

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات