التشرميل…رسائل مشفرة لاسترجاع الأمن : التشرميل يدخل عبر نوافذ الأنترنيت

بدأت قصة مصطلح التشرميل، المستوحاة فكرتها من حقل المطبخ المغربي، تخرج إلى الوجود حاملة دلالات أخرى، عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، وشيئا فشيئا، كثر المنتسبون إلى عائلات الصور نفسها ذات الحمولة الإجرامية، ما نقل هذا "الحراك" غير المفهوم، إلى الصحافة الالكترونية، ومنها إلى الورقية، التي اختارت عناوين بارزة للإعلام عن تباهي لصوص وجناة ، بما يحصدونه من عملياتهم الإجرامية المتمثلة أساسا في اعتراض السبيل باستعمال دراجات نارية وأسلحة بيضاء مختلفة الأحجام.الصور التي تناقلتها مواقع الأنترنيت، دفعت الكثرين إلى التساؤل، ومن ثم إلى الدخول إلى فيسبوك والبحث عن روابط كلمة التشرميل، فكانت اشلنتائج كبيرة، صور لمراهقين وشباب، بلباس مزركش، حذا رياضي ذو ألوان مختلفة وبذلة رياضية أو "تيشيرت" تتقاطع فيها ألوان شبيهة بتلك التي تزوق الحذاء الرياضي، إضافة إلى ساعات يدوية مميزة كبيرة الحجم ووضعيات مختلفة لحمل السلاح الأبيض، سيوف حادة على الأكتاف وأخرى مستعرضة بشكل مخالف. حتى الجنس اللطيف ممثل في تلك الصور وبالطريقة نفسها، مع عبارات مرعبة تشير إلى "الغزوات والغنائم" التي يكتسبها هؤلاء في حركاتهم بالشارع العام. أوراق مالية زرقاء وأخرى بنية وسلاسل من معدن أصفر وساعات يدوية وقطع من الشيرا يفوق وزنها في بعض الصور الكيلوغرام.ولم تتوقف صور المشرملين عند حدود المدينة المليونية، التي تعرف تناميا لجرائم السرقة بالخطف وعن طريق التهديد بالسلاح الأبيض وباستعمال دراجات نارية مختلفة الأحجام وفائقة السرعة، بل تعدتها إلى مدن أخرى، وأصبحت الصفحات على فيسبوك تحمل أسماء المدن في إشارة إلى الجانحين من النوع نفسه المتباهين بما يفعلونه وما يجنونه من وراء ذلك، وهو ما أعطى الظاهرة صبغة وطنية تنتشر يوما بعد يوما، وتستقطب منتسبين جددا.لم تكن هذه الصور لتمر في سكون وكانت انعكاساتها على الشارع العام مدوية، سيما بعد تناقل المنابر الإعلامية لهذه "الحركة الإجرامية العلنية"، والتساؤلات العريضة التي طرحها الظهور بهذا الشكل المخيف، وبنوع من التمجيد والمباهاة.تحول التشرميل إلى مادة دسمة في المقاهي والحافلات وسيارات الأجرة، بل حتى داخل البيوت، ووجدت لها حيزا من التصديق، بما يعرفه الشارع العام من سرقات بالنشل وباعتراض السبيل واستعمال السلاح الأبيض، فالهواتف المحمولة من النوع الذكي أصبحت طعما للإيقاع بالضحايا، ما إن يشهروها للرد على مكالمة حتى يجدوا أمامهم من يشهر سكينا للتهديد من اجل سرقتها، كما أن الجناة من مستعملي الدراجات النارية اكتسبوا مهارات في النشل، سواء عن طريق الخطف بطريقة احترافية، أو عن طريق نزول أحدهما وارتكاب الجريمة ثم العودة بسرعة إلى شريكه للفرار بعيدا وفي الاتجاه المعاكس.صورة ما يقع في المجتمع من جرائم اعتراض السبيل للسرقة، والحالات التي لم تخل من الضرب والجرح باستعمال السلاح الأبيض، كانت بمثابة التزكية التي جعلت صور المشرملين تأخذ نصيبها من التصديق في المجتمع، لتتحول إلى ظاهرة إجرامية ستدفع السلطات بعد شيوعها إلى البحث فيها وفي مسبباتها، وكشف الواقفين وراءها، قبل أن تنتقل إلى حرب للسلطة مع مختلف الظواهر الإجرامية وتتعدى مجالاتها لتصل إلى الملك العمومي وغير ذلك من المجالات. المصطفى صفر

التشرميل…رسائل مشفرة لاسترجاع الأمن : التشرميل يدخل عبر نوافذ الأنترنيت

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أصوات يهودية من الذاكرة : سافو... سحر أندلسي بالغرب

إيقاف متهم بالنصب على مريض بمستشفى ابن طفيل بمراكش

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات