تراشق كتائب حزبية إلكترونية بتسريبات مؤسسات رقابية وملفات مفتوحة أمام القضاء استعرت في الأسابيع القليلة حرب تسريبات من تقارير سوداء لم تصدر بعد رسميا، إذ تمكنت أحزاب بالصحراء من الحصول على نسخ من ملفات أعدها قضاة جهويون للحسابات تهم منتخبين حاليين وسابقين. واستعملت أطراف حرب التسريبات منصات الكتائب الإلكترونية، التي أصبح بعضها يحصل على أجور من ميزانيات جماعات ترأسها الأحزاب الموالية لها، مقابل الترويج لمزاعم استقالات من رئاسة بلديات وعضوية مجلس النواب ومن الأحزاب، خوفا من متابعات مزعومة. وكشفت مصادر حزبية أن الأمر يتعلق بجبهات صراع حزبي بجهة العيون الساقية الحمراء، واشتداد مقاومة هيمنة حزب واحد على جهات الصحراء الثلاث. ولم يتردد فرسان الكتائب المذكورة في استعمال تسريبات ملفات فساد ونهب مال عام مازالت معروضة على القضاء، إذ وصلت حد ترويج مطالب بتسريع إجراءاتها بذريعة ضرورة الامتثال للمقتضيات الدستورية التي تفرض وضع آجال معقولة للبت في القضايا، والتشكيك في صرامة مواجهة خطورة الجرائم المالية، كما هو الحال بالنسبة إلى ملف رئيس بلدية رغم أن القضية مازالت معروضة على محكمة النقض للبت في طعن تقدم به الوكيل العام للملك. ونددت فعاليات من كل مدن الجهات الجنوبية بتداعيات «حرب شعواء» يتعرض لها أقطاب صحراويون، من قبل جهات رأت في نفسها معنية بفضح أساليب الفساد وتبذير المال العام، التي يتواصل التنديد بها علانية من خلال بيانات وخرجات إعلامية معززة بالأدلة والأرقام. وأصدر منتخبون عن التجمع الوطني للأحرار بإقليم بوجدور والمجلس الجهوي والمجلسين الجماعيين لجماعتي بوجدور وكلتة زمور، بيانا استنكاريا ضد خطة حصار مشبوه يتعرض له زميل لهم في الحزب بعد إعلان الحرب على فساد تدبير الشأن العام بالجهة. واتهم البيان، الذي حمل توقيعات سيدي إبراهيم خيي وخليل ميلد والغاية بومهدي وأحمد الهيبة العروصي وصباح خيا وسيدي بدر الجماني، جهات معلومة بـشن حملة مدفوعة الأجر». ونددت تنظيمات شبابية بما وصفته بالطرق الملتوية التي يتم بها تنزيل برنامج «أوراش» بالأقاليم الجنوبية، من قبل المنتخبين، داعية إلى توفير فرص شغل حقيقية ودائمة عوض الحلول الترقيعية المعتادة. وذهب المقصيون من لوائح المستفيدين، حد التهديد باللجوء إلى القضاء والتعبير عن استعدادهم للترافع الدائم والمستمر وفق ما يخوله القانون، مستنكرين ما اعتبروه سياسة الآذان الصماء التي تتبعها المجالس المنتخبة أمام ما وصل إليه وضع الشباب بالمنطقة، داعين إلى تنزيل «برامج تنموية حقيقية يكون هدفها محاربة البطالة التي أصبحت مستشرية بشكل فظيع»، كما هو الحال في جهة كلميم وادنون. ووجه الغاضبون دعوة إلى جميع الشبيبات الحزبية وفعاليات المجتمع المدني، قصد الوقوف والترافع من أجل الشباب وقضاياهم، والدفع بالفاعل السياسي إلى تحمل مسؤوليته كاملة أمام مآل الوضع في المنطقة. ياسين قُطيب