فجر الحجر الصحي في فترة انتشار فيروس كورونا، موجة تطور ل"الدعارة الرقمية"، بل باتت مواقع وتطبيقات ملاذا آمنا ومريحا لمحبي العلاقات الرضائية. وأنهت أزمة كورونا مع الطرق التقليدية في"التدبار"، لا من ممتهني الدعارة أو "الزبناء"، وباتت أغلب اللقاءات و"الرونديفوات" تقام على الأنترنت، وأصبح موقع التواصل "إنستغرام" في صدارة المواقع المعروفة، إذ بات يتوفر على "عروض بلا توقف" من قبل فتيات، يعرضن أجسادهن "بالعلالي"، بل ويقدمن خدمات جنسية أمام الملأ. وإلى جانب موقع "إنستغرام"، فإن "واتساب" وتطبيقات أخرى منتشرة، صارت الوسيلة الأفضل من أجل عقد اللقاءات الحميمية، بعيدا عن "الشوهة" في الشوارع، وعن "الوساطات". وفي زيارة لبعض الشوارع التي تعرف بانتشار ممتهنات الدعارة، بالرباط والبيضاء، اتضح جليا أن الحركة سجلت تراجعا كبيرا وملحوظا، خلال السنوات الأخيرة، باستثناء بعض الملاهي الليلية التي لازالت تعتبر وسيلة لعقد لقاءات أولية. وتفضل ممتهنات الدعارة "رقمنة اللقاءات"، لأنهن يضمن التفاوض المريح واختيار "الزبناء" بعناية، قبل الدخول في نقاشات حول الخدمة المقدمة، وهي الحرية التي لا يجدنها في الشارع العام، أو في الملاهي الليلية. أكثر من ذلك، وبعد الاطلاع على عدد من التطبيقات الحديثة، فإن أصحابها طوروا عددا من الاختيارات والمزايا، تمكن من اختيار الزبون بعناية، والتأكد من صحة كلامه، قبل الدخول معه في مفاوضات. وانتشرت أغلب هذه التطبيقات، في فترة الحجر الصحي، وكان هدفها في البداية تطوير التواصل بين المشتركين في وقت كورونا، لكنها تحولت لاستخدامات أخرى في ما بعد. ويعتبر المغرب وبعض دول آسيا وأمريكا الجنوبية، بالإضافة إلى الخليج العربي، الأكثر استعمالا لهذه التطبيقات والمواقع، بل يتم التفاوض خلالها حول قيمة الخدمة، قبل اللقاء. واستغلت شركات مصنعة لمواقع وتطبيقات، هذا المعطى، لتحقق أرباحا قياسية في السنتين الماضيتين، ولازالت تمني النفس في جمع أموال إضافية من هذه الخدمة، خاصة في دول آسيا وأمريكا الجنوبية. عيسى الكامحي