لم يتردد مغاربة أحزاب فرنسية منتخبون في بلديات "لي مورو" و"كاريير سور سوازي" و"فيلابي إيسون"، في فضح ما يتعرضون له من ضغوط تمارس عليهم من قبل جهات نافذة مقربة من حزب الرئيس إيمانويل ماكرون لتمرير مواقف معادية للوحدة الترابية للمملكة. وأعلن عدد من ذوي الأصول المغربية يتحملون مسؤوليات داخل أحزاب سياسية ومجالس منتخبة بفرنسا، أنهم لن يتفاوضوا بشأن مغربية الصحراء، كما هو الحال بالنسبة إلى فاطنة لمير، وسعيد العطيرسي، وخديجة قمراوي، ويوسف دوح، الذين سجلوا في رسالة مفتوحة أنهم سيتخذون قريبا مبادرات توضح مسؤولياتهم، لإعادة التأكيد بقوة للأحزاب السياسية المختلفة بفرنسا أن قضية الصحراء المغربية أمر ضروري لمستقبل العلاقات بين البلدين، مؤكدين أنهم يتابعون بانتباه كبير ما وصلت إليه العلاقات بين باريس والرباط، وأن هناك اتفاقا مشتركا ولا يمكن إنكاره بشأن تدهور تاريخي في العلاقات القديمة التي تجمع المملكة المغربية والجمهورية الفرنسية، وأن التراجع في العلاقات بين البلدين يجب أن يكون موضوع تساؤلات مشروعة من قبل ما يزيد عن مليون مواطن من أصحاب الجنسيات المزدوجة الفرنسية المغربية. واعتبرت الأطر الحزبية المذكورة أن هذه الفترة المعقدة من الناحية الدبلوماسية والصمت الذي يتبعها، يتركان فراغا كبيرا يسمح لأولئك الذين يحاولون ويعتقدون بالخطأ أنهم يمكنهم استغلال الوضع الحالي، بتلغيم العلاقات المغربية الفرنسية، خاصة من خلال نشر مقالات سياسية من قبل معارضي المغرب، يتم دعمها والترويج لها بشكل كبير من قبل منتخبين محليين في عدد من البلديات الفرنسية. وشدد أصحاب الرسالة على أنه لا يمكن لأي منهم قبول ذلك، ضاربين المثال على ذلك التواطؤ المشبوه بما حدث خلال المجلس البلدي لمدينة "مورو - إيفلين"، الأربعاء الماضي، واصفين الواقعة بأنها دليل ملموس للضغط "الذي يمارسه منتقدو المغرب والذي لا يمكن تفسيره إلا بأنه محاولة يائسة وبائسة للوجود". وشدد مغاربة البلديات المذكورة على توحيد جهود مغاربة العالم ومزدوجي الجنسية، المتحملين لمسؤوليات سياسية في فرنسا ضمن الأحزاب الجمهورية المختلفة في مرحلة تتسم بعدم الاستقرار، مؤكدين أنهم من واجبهم الالتزام بالدفاع عن وحدة المغرب وصحرائه بدون أي قيود، وبجميع الأشكال المتاحة. واعتبر الموقعون على الرسالة الموجهة للرأي العام والسلطات الرسمية الفرنسية، أنه "لا يمكن أن تكون مشاركة عدد من المنتخبين الفرنسيين-المغاربة في الأنشطة الثنائية وتقتصر فقط على الزيارات المتقطعة إلى المغرب"، موضحين أنهم لن يتركوا المجال مفتوحا لأولئك الذين يرغبون في الاستفادة من هذا الوضع لتعميق الهوة بين البلدين، مسجلين أن من حق المملكة أن تواصل تطورها الاقتصادي والاجتماعي وفي الوقت نفسه تنفذ إستراتيجية دبلوماسية تتجه نحو إفريقيا، مع استمرار التبادلات مع الشرق الأوسط وتعزيز الشراكات التاريخية مع الولايات المتحدة والصين. ي. ق