جرائم هزت البيضاء : “الحـافـلـة المشـؤومـة”

الاحتجاز استمر 40 دقيقة ارتكبت فيه العصابة كل الجرائم شهدت الدار البيضاء ليلة عصيبة قبل أربع سنوات، راح ضحيتها العشرات من راكبي حافلة كانت آتية من شاطئ عين الذئاب، عندما أوقفتها عصابة مدججة بالأسلحة البيضاء والعصي والأسلاك الكهربائية. لم يكن علي وطارق يتوقعان أن ينتهي يومهما الجميل، والذي قضياه في شاطئ عين الذئاب، سينتهي بكارثة، إذ سينجوان من موت محقق، بعدما حملا إلى المستشفى فاقدين للوعي. كانت الساعة تشير إلى التاسعة والنصف ليلا ، عندما مرت الحافلة التي كانت تقل عشرات الأشخاص بالقرب من شارع "تادارت"، عندما أوقفتها عصابة مكونة من خمسة أشخاص، مهددين السائق بالقتل إذا لم يتوقف بجانب الطريق، علما أن الإنارة كانت غائبة عن تلك المنطقة، ليستغل ذلك المجرمون الذين هاجموا الحافلة وكسروا زجاجها. وبعدم صعودهم إلى الحافلة، كان علي وطارق أول من تلقى الضربات بالأسلحة البيضاء، ليسقط علي فاقدا للوعي داخل الحافلة، قبل أن يتكلف أفراد العصابة بسلب كل ممتلكات الركاب، فيما تلقى السائق هو الآخر ضربة في الرأس جعلته يسقط مغشيا عليه، في حالة مزرية، علما أن سنه تجاوز الخمسين. لم يكن يقدر أي أحد من الركاب الذين كانوا في الحافلة من الاتصال بالشرطة، إذ استمرت عملية الاحتجاز لدقائق كثيرة، حتى استنزف أفراد العصابة كل الركاب، إذ فيهم من سلبت ملابسه، وآخرون تعرضوا للضرب المبرح مثل طارق وعلي، إذ ظل الأخير ملقيا على الأرض والدماء تسيل من أذنه وفمه بكثرة أمام استغراب طارق الذي حاول هو الآخر الدفاع عن نفسه، غير أنه تلقى طعنات جعلته يغرق في دمائه. كانت ليلة سوداء لعلي وطارق، ولكل الركاب في الحافلة في تلك الليلة، إذ انتهى يومهم بأسوأ الطرق. مع مرور الوقت، بدأت حالة علي تزداد خطورة خصوصا أن دماءه سالت بكثرة، إذ كان المكان أشبه بساحة للقتال، وكأننا في أفلام هوليود، حين تحتجز عصابة، مجموعة من الأشخاص في حافلة أو ساحة عامة. ورغم أن الاحتجاز وقع في مكان عام، غير أنه كان خاليا من الناس، بحكم غياب الإنارة وعدم وجود رجال الأمن. بعد دقائق من توجيه طعنات إليه، استفاق طارق وهو غارق في دمائه، ليجد أمامه علي في غيبوبة، فيما كان أفراد العصابة يسلبون الركاب أموالهم ومجوهراتهم وهواتفهم وكل ممتلكاتهم، ليقرر الاتصال بالشرطة من هاتفه المحمول الذي مازال في جيبه، فنجح في مهمته، لكنه لم يقدر على الكلام، فترك الخط مفتوحا، ليفطن بعد ذلك رجال الأمن إلى وجود شيء غير عاد، لكنهم لم يتمكنوا من تحديد الموقع. وبعد دقائق، تحقق رجال الشرطة من مكان الاتصال، ليتمكنوا من رصده، في شارع "تادارت"، ليتحرك الصقور وعدد من سيارات الشرطة إلى مكان الحادث، دون علمهم بما يحدث. في هذه الأثناء، أنهى أفراد العصابة مهمتهم بنجاح، وكانوا يحضرون لهروبهم، بعدما قضوا 40 دقيقة من الاحتجاز والسرقة والنهب والضرب. وفي الوقت الذي كانوا يهمون بمغادرة الحافلة، سمعوا دوي أصوات سيارات الشرطة، تتوقف بجانب الحافلة لمعرفة سبب توقفها هناك، ليبدأ الركاب في الصراخ القوي، فرحين بوصول الأمن. وأمام هذا الوضع سارع أفراد العصابة إلى الهروب، فنجحوا في ذلك في الوقت الذي كان فيه رجال الشرطة يهمون بالصعود إلى الحافلة المنكوبة، إذ لم تفلح مطاردتهم في تلك الليلة عن أي شيء. وأثناء صعودهم إلى الحافلة، تفاجأ رجال الأمن بما رأوه من دماء وفوضى عارمة، فصدمهم المشهد، ليتصلوا بالإسعاف، لإنقاذ علي وطارق اللذين أجريا بعد ذلك عمليات، همت فك الفم والرأس والرجل، إذ ظلا في العناية المركزة أكثر من ثلاثة أسابيع، قبل أن يخضعوا لترويض استمر شهورا، فيما عاش معظم ركاب تلك الحافلة المشؤومة ليلة رعب، ظلت راسخة في ذاكرتهم سنوات. الحلقة التاسعة

جرائم هزت البيضاء : “الحـافـلـة المشـؤومـة”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

نساء يضللن العدالة : فتاة تدعي تعرضها للاغتصاب والابتزاز

عمر بنجلون... الاغتيال اللغز : المحكمة تقتنع بتورط مطيع والنعماني في اغتيال بنجلون

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات