ساسيوي: حزب “الحصان” يواجه عطب التنظيم

عضو المجلس الوطني للاتحاد الدستوري أكد أن لا وجود لشيء اسمه التنظيم بمكناس أكد الحاج ساسيوي، عضو المجلس الوطني للاتحاد الدستوري، أن المؤتمر الوطني للحزب لم يعرف نقاشا حقيقيا، كما أن تشكيل المكتب السياسي والمجلس الوطني، جرى في ظروف بعيدة عن التنافس الديمقراطي. وأوضح ساسيوي، الذي قدم استقالته أخيرا من برلمان الحزب، في حوار مع "الصباح"، أن أسباب الاستقالة تنظيمية، مؤكدا أنه لا يمكن السكوت عن حالة الفوضى وغياب الديمقراطية في تدبير شؤون الحزب. في ما يلي نص الحوار: أجرى الحوار: برحو بوزياني قدمتم استقالتكم من المجلس الوطني للحزب، هل لنا أن نعرف أسبابها؟ > في البداية، أشير إلى أنني قدمت استقالتي من عضوية المجلس الوطني بعد تأمل وتفكير عميقين، وحددت من خلالها السبب الرئيس الذي دفعني دفعا إلى ذلك، والذي تمثل في السير التنظيمي للحزب محليا ووطنيا، والمتجسد في عدة أعطاب لا يسمح المجال بالتفصيل فيها. وللإشارة، فإن الوضع المحلي التنظيمي جعلني أثير انتباه القيادة الحزبية من خلال هذه الاستقالة للوضع غير الطبيعي للحزب. فعلى الصعيد الإقليمي لمكناس، والتي أشغل مهمة نائب رئيس بمجلسها الجماعي، والتي تشكل إحدى القلاع المركزية للحزب، وأتمنى أن تبقى كذلك، رغم أنني أشك في ذلك، وأتمنى أن أكون خاطئا في تقديري. أقول إن المكانة التي يحظى بها الحزب بهذه المدينة، لا ترجع بتاتا إلى القوة التنظيمية، بقدر ماهي راجعة إلى وجود أشخاص لهم امتدادهم الميداني، وكل تحول لهؤلاء نحو وجهة أخرى، سيجعل مكانة الحزب في عداد الماضي، وفي خبر كان، إنها ضرب من الغرابة التي لم ينتبه إليها مفكرو علم السياسة ومحللوها. كيف يمكن وصف هذا الوضع؟ > إنه وضع شاذ سياسيا. ولن أبالغ إذا قلت إن التنظيم الحزبي بالمدينة منعدم وممحوق، فلا انتخاب للكتابة الاقليمية ولا لهياكل الهيآت الموازية محليا. فقط تم الاكتفاء بتعيين كاتب إقليمي وكاتب جهوي من قبل الأمين العام، منذ حوالي خمس أو ست سنوات. إنه وضع مخجل ومقرف، فلا تأطير ولا تكوين ولا إبداء لرأي بخصوص قضايا محلية محدثة، بل الأدهى والأنكى أن الفريق الجماعي الدستوري بالمدينة لا يعقد إلا اجتماعات يتيمة مرة واحدة قبل انعقاد دورات المجلس، يغيب عنها من يجب عليه أن يكون حاضرا فيها بصفته مسؤولا. وبالإضافة إلى ذلك، فلا اجتماع يعقد ولا تنسيق مع باقي أعضاء الجماعات الترابية الموجودة بالإقليم، بل القطيعة هي السائدة، ولا يتم التخلص منها إلا بحلول الانتخابات. إنه وضع "عبثي" لن يؤدي إلا إلى انهيار الحزب محليا، ومرة أخرى أتمنى أن أكون مخطئا. ماذا عن المستوى الجهوي؟ > على المستوى الجهوي، فإننا نسجل غياب التنسيق والتواصل العادي بين مسؤولي الأقاليم. وبالجملة، فإن هذا الوضع، لا يليق بمغرب ما بعد دستور 2011، ويتنافى وتوجيهات الملك، الذي ما فتئ يؤكد على الدور الملقى على عاتق الأحزاب، والذي يأتي في مقدمته، التأطير والتكوين والترافع على القضايا الوطنية. وبالجملة، فإن وضعا تنظيميا كهذا، يجعل قوة وضعف وجود الحزب محليا مرتبطين بأشخاص لا بتنظيم، ما يدل على هشاشة الحزب، وعلى اندثاره مستقبلا، تبعا لأي طارئ. يثير هذا الوضع سؤالا عن غياب أي رد فعل من القواعد، أليست هناك قضايا شخصية وراء استقالتكم من المجلس الوطني؟ > بالعكس، هناك تذمر واسع في أوساط المنتخبين وأعضاء الحزب إقليميا، وأنا لا أمثل نفسي في المدينة، بل هناك غضب وقلق في أوساط العديد من الأطر والكفاءات الدستورية، وأؤكد لكم اليوم أن الأغلبية الساحقة ترفض اليوم استمرار هذا الوضع الشاذ، فساسيوي اليوم هو عنوان مناخ عام بالإقليم، فالكل يحتج على ما آل إليه الوضع تنظيميا، حيث الانفرادية في اتخاذ القرار، وكولسة المعلومة، والأنانية ، والاضطراب والتردد في اتخاذ القرار؛ كلها أمور جعلت القواعد تشعر بالإحباط، وعدم الارتياح، والرغبة في تصحيح الوضع؛ وهنا حري بالأمين العام بصفته مسؤولا أول، الإنصات إلى مناضلي الحزب بالإقليم وبالجهة، للاستماع لهمومهم والمشاكل التي يتخبطون فيها، تفاديا لوضع تنظيمي يسوء يوما بعد يوم. وبالمناسبة، أعتقد أن باقي الأقاليم المكونة لجهة فاس مكناس تعاني انعدام التنسيق بينها، وأن المهمة المنوطة بالمسؤول عن الجهة، لا تنفذ بالشكل المطلوب. ننتقل إلى المستوى الوطني، كيف هو الوضع التنظيمي بعد المؤتمر الوطني الذي انتخب محمد جودار أمينا عاما؟ > الوضع لا يختلف كثيرا عن وضعية الحزب في العهد السابق، فالمؤتمر الوطني لم يعرف نقاشا حقيقيا، كما أن تشكيل المكتب السياسي والمجلس الوطني للحزب، جرى في ظروف بعيدة عن التنافس الديمقراطي، وقد تتبعتم مجريات المؤتمر السادس والحيثيات التي تم فيها، وما رافق ذلك من احتجاجات وتشنجات، وانفعالات، وحسب ما يتوفر لي من معلومة، فإن ما عرفه المؤتمر وما أفرزه حال دون انتخاب رئيس المجلس الوطني إلى حدود اللحظة، بل هناك أحد المترشحين للأمانة العامة ممن لجأ للقضاء. ماذا كان موقفك؟ > لقد التزمت الحياد على أمل أن تعمل القيادة الجديدة/ القديمة، على إصلاح شؤون الحزب، لكن بعد ما يقرب من سنة اتضح أن الوضع مازال على ما هو عليه. لكن ما يثير الاستغراب هو عدم وضوح المعايير المعتمدة في اختيار أعضاء الهيآت التنظيمية كالمكتب السياسي، والمجلس الوطني، ومنظمة الشباب، ومنظمة المرأة، فالمفروض أن يتم تشكيلها بناء على ما يفرزه التمرين الديموقراطي، كما هو متعارف عليه كونيا، ووفقا لما تنص عليه القوانين الجاري بها العمل، لكن ومع كامل الأسى والأسف، فإن الأمر يتم بالترضيات، ما يجعل الكفاءات الحزبية في هامش الهامش، علما بأن عضوية هذه الهيآت يحتكرها ممثلو جهتين فقط، الرباط والبيضاء. فمثلا، وفي الوقت الذي لم يمثل إقليم مكناس، سوى بعضوين بالمكتب السياسي، وهما الكاتب الإقليمي والكاتب الجهوي، رغم أن الحزب حصل على 13 ألف صوت، وله نائبان برلمانيان، فإن الرباط لوحدها ممثلة بعدد أكبر، رغم الغياب التمثيلي الملحوظ للحزب بالعاصمة. تيار استئصالي تطرح استقالتكم من المجلس الوطني تساؤلات حول تداعيات ذلك على وضعكم في المجلس وفي الحزب نفسه. كيف تلقى المسؤولون خبر الاستقالة؟ > أولا، أنا استقلت من المجلس الوطني، وليس من الحزب، إلا أنه مباشرة بعد نشر الاستقالة، أصبح اسم ساسيوي محاربا من قبل بعض القيادات، التي انتقدتها في وقت سابق، علما أنني ما زلت عضوا في الحزب، وساهمت بقوة في وضع برنامجه الانتخابي الوطني، كما شاركت في إعداد تصور الحزب للنموذج التنموي. وهنا أجدد التأكيد على أن أسباب الاستقالة من المجلس الوطني تنظيمية، إذ لا يمكن السكوت عن حالة الفوضى وغياب الديمقراطية في تدبير شؤون الحزب. وأؤكد لكم اليوم أن هناك تيارا استئصاليا داخل الاتحاد الدستوري يحارب الكفاءات والأطر. في سطور - نائب رئيس المجلس الجماعي لمدينة مكناس - أستاذ التعليم العالي تخصص تاريخ حديث ومعاصر- ديداكتيك التاريخ - متخصص في الإدارة الإستراتيجية باحث بمراكز للأبحاث والدراسات (مركز الحكماء- مركز رقي) - عضو المجلس الوطني للاتحاد الدستوري

ساسيوي: حزب “الحصان” يواجه عطب التنظيم

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

سقوط تاجر أسلحة مغربي بسبتة

استدعاء مسؤولة أمنية للتحقيق

مقالات ذات صلة